صد تشنيع الحاقدين الشامتين بموت العلامة ربيع رحمه الله .
=====
الحمدلله مؤيد الحق وناصره، وداحض الباطل وكاسره ، ومعز العلماء الربانيين ورثة الأنبياء وناصرهم، ومذل الباغين الظالمين الشامتين الحاسدين أهل الأهواء وخاذلهم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: {{ .. وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}} ١١٢: سورة النساء }.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم القائل : <<.. ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع عنه، ومن رمى مسلما بما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال يوم القيامة>> الحديث. وصلى اللهم وسلم على آله وصحبه أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
١–رواه أبو داود (ح٣٥٩٨) واللفظ له إلا أنه قال: << ومن قال في مؤمن .. >> وأحمد (ح٥٣٧٧) وفي رواية للبيهقي في شعب الإيمان (ح١١٥٢٥) << من أعان على خصومة لا يدري أحق أم باطل فهو في سخط الله حتى ينزع )) صححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود وهو في الصحيحة برقم (438) . والردغة بفتح الراء وسكون الدال المهملة وتحرك أيضا، وبالغين المعجمة هي: الوحل، وردغة الخبال بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة هي عصارة أهل النار، أو عرقهم كما جاء مفسرا في صحيح مسلم ..
هذا فيمن قال في مسلم ، أو مؤمن ، فكيف بمن كذب على العلماء ، وتجرأ عليهم وقولهم ما لم يقولوا ، أو نسب إليهم ما هم منه براء بما هو معروف ومشتهر عند الداني والقاصي أنه كذب وافتراء وهو يعلم ذلك ..
فهذا لا شك أن له من الوعيد ما في الآية الكريمة ، ومن الوعيد الشديد أعظم مما جاء في الحديث السابق ..
فإن لحوم العلماء مسمومة من شمها مرض ومن أكل منها مات ، منا قال الإمام أحمد رحمه الله ..
فليبشروا فإن الله سبحانه تعالى وعد بإعلام الحرب على من آذى وليا من أوليائه وليس من شك أن العلماء هم أولياء الله بالدرجة الأولى ..
وأما من أعان على خصومة لا يدري أحق أم باطل فهو في سخط الله حتى ينزع ، فكيف بمن أعان على باطل واتبعه ، وأعان على أذية عالم رباني شهد له العدول من العلماء بذلك وكيف هو جرم من ناصر الباطل وأهله على أهل الحق والعلم بحق، وهو يعلم ؟
فإن هؤلاء الشامتين بموت الشيخ ربيع الحاقدين عليه يعلمون أنه برئ من كل تلك التهم التي رموه بها ، وقد ترامى إلى سمعه ، وبلغه ما قالوه عنه فانبرى لذلك وسجل براءته من ذلك ورقم وكتب في ذلك ، ونشره في موقعه الرسمي وبعدها قد انتشرت على نطاق واسع في هذا الفضاء من محبيه وتلامذته وأنا على يقين أنها بلغتهم قبل موته ولكنهم ركبوا ظهر الكذبة المفضوحة " عنزة ولو طارت " أو قاعدة الجاهلية : أنا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد ..
وذلك لحسدهم وحقدهم الدفين على الشيخ ..
فخرجوا مباشرة بعد سماعهم بموته وأخرجوا حقدهم الدفين فخرجوا مطبلين فرحين بصفاقة وجوه الأعداء فيه شامتين ، يتنفسون الصعداء على زوال هذا الهم والغم الذي يترصدهم به هذا الجبل الاشم ، وبدون حياء ولا مراعاة لحرمة موت المسلم ، ولا كرامة لحق الشيخ عليهم من الترحم عليه لموته، وكبر سنه ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :<< ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا >> ( ت ) عن أنس . قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5445 في صحيح الجامع، والسلسلة الصحيحة ( 2196).
وقال صلى الله عليه وسلم :<< إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه و إكرام ذي السلطان المقسط >> (حسن ) انظر حديث رقم : (2199 )في صحيح الجامع .وصحيح الأدب المفرد( 274).
ومع علمهم بثناء العلماء الكبار عليه لم يراعوا لهم حرمة ولا أدب ولا إجلال لهم ، ولا شفعت له عندهم تزكية العلماء الكبار لأنهم حقا بينوا عما في أنفسهم أنهم لا يحترمون العلماء السنيين السلفيين كما يحترمون رؤوس أهل البدع والضلال والزندقة فقد رأينا وسمعنا كيف ترحم البعض منهم على البابا ، وعلى الخميني وعلى قاسم سليماني و... و... وغيرهم من رؤوس الكفر والبدع .
ولم يكتفوا بذلك حتى خرجوا وأخرجوا ما في نفوسهم من مكامن الشر والحقد للشيخ يكذبون عليه ويفترون ليلبسوا على عامة المسلمين ويؤلون بعض كلماته على غير وجهها المراد ، ويحرفون الحق ويزينونه بالباطل ، ويقلبون الحقائق بلي اعناق الأدلة لباطلهم لإسقاط مقام الشيخ، ولكن يأبي الله إلا أن يرفع ذكره ، ويجعل له القبول
في الأرض ، فجنازته كانت جنازة مشهودة وقد حضرها علماء أفاضل وشيوخ علم كثر وطلاب علم من كل حدب وصوب ومات بالمدينة ليتحقق له ما تمناه وينطبق عليه الحديث :(من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل ...)الحديث وقد دفن بالبقيع وشهد له وأثنى عليه الكثير من العلماء وطلاب العلم وعوام من أهل السنة ..
ولكن أهل الأهواء الجبناء التافهين يمتهنون الكذب فهو سلاحهم القوي والوحيد مرصعا ومزينا بالعاطفة حتى يكون مقبولا عند السذج من العوام وعند عامة الناس الذين تنطلي عليهم أكاذيب أهل البدع والأهواء .
قال الشيخ الهمام والمجاهد المقدام ربيع بن هادي المدخلي :
" إني لأبرأ إلى الله مما يُنسب إليّ ..أُقسم بالله: أن هؤلاء الخصوم لا يحاربونني إلا بالكذب، وهذه كُتبي وهذه أشرطتي، وسنقف نحن وإياهم بين يدي الله تبارك وتعالى"
من مقطع صوتي له نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة وأن يجزيه عن ما قدم وألف ودعا وبين ونصح خير الجزاء إنه القادر على ذلك آمين.
أما الغلو فيه ، فقد كان- رحمه الله - محاربا له ، وليس من شيم أهل السنة السلفيين أهل الوسطية والعدل الغلو في الصالحين فهم أعدل وأعلم الناس بالحق وارحمهم بالخلق ..
والشيخ ربيع رحمه الله لا يرضى ولم يرض ولن يرضى يوما حتى وهو ميت أن ينسب إليه أحد ، وأن يغلو فيه محب فقد كان شديد المقت عظيم الإنكار على أهل الغلو والتعصب رحمه الله ..
ولم يدع يوما إلى حزبية أو تكوين فرقة تنسب إليه ، فاطلاق المدخلية أو المداخلة على طلابه ومحبيه إنما أطلقه المخارجة من إخوان ( خوان ) مفلسين بنائيين وقطبيين وسرورين وحداديين ، ومتصوفة مرتزقة، وأشاعرة أناعرة ( جمع النعرة ، وهي التي تستخدم للدلالة على تحيز أو تعصب لفكرة أو جماعة معينة ، أن تشير إلى نوع من الذباب يعرف باسم ذبابة الخيل، وهي كبيرة الحجم وتؤذي الحيوانات. ثم تولى ذلك إعلامهم المجرم الفاجر وعلى رأسهم الخنزيرة الصهيونية .. ثم تبعها بعض أبواق الإعلام عندنا وفي بعض البلاد ..
فكلهم نعرة ، بالمعنيين ، كذبة ضلال مجرمين .. اتفقوا على محاربة الشيخ لأنه فضح رموزهم وكشف باطلهم ومخططاتهم فاتفقوا على رميه عن قوس واحدة ..( المداخلة ) وصورها للناس أنها هي أسباب المشاكل في العالم الإسلامي وأنها فرقة ضالة خطيرة على الفرد والمجتمع ليس الإسلامي فقط بل حتى الإنساني ، والعكس هو الصحيح فالشيخ بريء من كل ذلك وهذا كما فعلوا مع غيره قبله ، من العلماء والقافلة طويلة ، وهذا ديدن أهل الزيغ والأهواء وسيفعلون مع كل من وقف لهم بالمرصاد وبين عوارهم ومخالفتهم الدين الحق والمنهج القويم منهج السلف الصالح .
أما أحكامه في الطوائف وأهل الأهواء الذين تكلم فيهم وكشفهم وبين ضلالهم فقد رضي بها الكبار حتى قال له العلامة ابن باز : لو أخطأ ابن باز فرد عليه ، وذلك رضا بصواب غالب أحكامه وتبصره بالجماعات والطوائف ..
وقال فيه العلامة الألباني حامل لواء الجرح والتعديل بحق وأن الذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبدا .. وهذه التزكية العظيمة ما كانت تخرج من مجدد العصر لو لم يكن أهلا لها فالشيخ العلامة الألباني غير متساهل في التزكية والتعديل .. ولم يقل أدنى منها بمراحل حتى فيمن يدعي التتلمذ عليه والقرب منه مثل مشهور الذي تعجل كشف حقده وشماتته بموت الشيخ ،رحمه الله.
وقال العلامة ابن عثيمين : مثلي يسأل عنه؛ بل هو من يسأل عنا ،
وهذا الكلام فيه تعظيم وإحلال للشيخ ربيع وأحكامه وبصيرته بالرجال والجماعات والطوائف ..
ولذلك قال عنه علامة اليمن وشامته مقبل بن هادي إذا قال الشيخ ربيع فلان حزبي فهو حزبي وسيظهر ذلك ، وهكذا أثنى عليه العلامة أحمد النجمي والعلامة زيد المدخلي والعلامة اللحيدان والعلامة عبيد الجابري رحمه ، والعلامة العباد والعلامة الفوزان وكبار العلماء وغيرهم ، أما شيوخ العلم السلفيين من دكاترة وطلاب علم كبار متمكنين فكثير جدا من داخل المملكة ومن خارجها مثل الدكتور البخاري ، وعرفات المحمدي ، وخالد ضحوي وعبد الله بن صفليق والقائمة تطول ..
ويكفيه شهادة وثناء هؤلاء ، فهم علماء العصر وطلاب علم فيه إليهم المنتهى ، والكبار منهم هم أهل الحل والعقد في الأمة ، ولا يضره شماتة الشامتين ولا سباب الخصوم المخالفين ، من المخارجة من كل جنس ؛ بل هي حسنات تضاف إلى سجله وتثقل ميزانه..
وما خرج الشيخ يوما عن عموم أصول أهل السنة والجماعة وأصول المنهج السلفي ، منهج أهل الأثر والحديث في حياة أولئك الكبار وما رأينا أحدا منهم عاب عليه في شيء من أصول أهل السنة ولا نسبه أحد منهم لغير السنة والحديث والاثر .. وما كانوا ليسكتوا عن أحد إذا خالف الحق ، وخالف منهج السلف الصالح .
أما اختياراته واجتهاداته وآراؤه
فهو لم يلزم بها أحدا ؛ فهو كغيره من العلماء يصيب ويخطئ وهو في ذلك بين الأجر والأجرين وقد كتب يوما كلمة يطلب من السلفيين علماء وطلبة علم ويلح عليهم أن يردوا عليه أخطاءه ويبينوها له في حياته وبعد موته ، وهي مسجلة بصوته أيضا ومنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي ، فلم المزايدة أيها الشامتين ؟!
وقد كان سنيا سلفيا رجاعا للحق ، معظما له ، محبا للمنهج السلفي وأهله ، بحق وصدق ، مجاهدا في نشر العلم والدعوة في سبيل الله وهذا تراثه الذي خلفه يشهد له كما شهد له به العلماء ..
وقد كان منه بعض ما يكون من العلماء فاعترف به وشكر من ذكره وأعلمه وبين ذلك غاية البيان بصراحة وجرأة قل أن تجدها عند غيره وأعلن رجوعه فيما أخذ عليه وهذه منقبة وفضيلة على خلاف الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا".
وكل ذلك منشور في موقعه رحمه الله .
ولم يدع أحد من السلفيين المحبين له أنه معصوم ، فعقيدتهم كل يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال إمام دار الهجرة ... نسأل الله تعالى أن يرحمه وجميع إخوانه العلماء بحق وأن يسكنهم فسيح جناته ويلحقنا بهم على خير حال وحسن الخاتمة .