وللفائدة أيضا فقد سُئل الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله:

(يقول البعض في كتاب له: (...ولا يلزم من حكمنا عليه في الدنيا أنه مبتدع أن يكون مبتدعًا عند الله، فالمبتدع الحقيقي هو من قصد مخالفة الشرع ببدعته، فإذا علم الله منه عدم قصد المخالفة عذره كالمخطئ في الاجتهاد، وإنما حكمنا عليه في الدنيا بأنه مبتدع لعدم علمنا بقصده...)انتهى كلامه.

فهل كلامه هذا صحيح؟ وهل يلزم منه أن كل الذين حكم العلماء عليهم بأنهم مبتدعة بأنهم ليسوا مبتدعة حقيقيين لعدم علمنا بقصدهم؟ نرجو التوضيح مشكورًا

الجواب:

أولًا: أنا ذكرت لكم مسلك أهل السنة في المخالفة والمخالف.

وثانيًا: هذا القول مُحْدَث، فلا أعلم له حتى هذه الساعة مثيلًا عند السلف، بل يحكمون على من استبان لهم الأمر بأن عمله بدعة، يحكمون عليه، لأن الحكم مبني على الظاهر من الأقوال والأعمال، أمَّا ما بينه وبين الله فنحن لا نتدخل فيه، وما يدرينا!.

ولهذا: من عقيدة أهل السنة والجماعة: أنهم لا يحكمون على معين من أهل القبلة بجنة ولانار، ولكن يرجون للمحسن الثواب، ويخشون على المسيء من العقاب، فمن لقي الله على بدعة فإن كانت مفسِّقة أو دونها خشينا عليه، وإن كانت مكفِّرة قلنا هو كافر ولاكرامة له، نعم، أهل السنة يفرِّقون.

وبهذا تعلمون: وثم هذه القاعدة التي قعَّدها هي طعن في الأئمة الذين مضوا، ومنهم: مالك والشافعي وأحمد، ولا يقسمون هذا التقسيم، نعم، بل يحذِّرون من البدع وأهلها، نعم)اهـ

من محاضرة ضمن اللقاءات السلفية القطرية بعنوان (إسبال المطر بكشف شبهات بعض المتصدرين للتدريس في قطر)
تنزيل من طرف الأخ الفاضل : أبو خليل الأثري وفقه الله
منقول من شبكة سحاب