الجرح والتعديل عند السلف [تفريغ محاضرة جرح الجرح والتعديل]

[أبو عبد المصور مصطفى الجزائري]

الجرح والتعديل عند السلف [تفريغ محاضرة جرح الجرح والتعديل]
الشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم -رحمه الله -

[أبو عبد المصور مصطفى الجزائري]

للفائدة

[أبو عبد المصور مصطفى الجزائري]

قال العلامة عبد السلام بن برجس رحمه الله في محاضرة بعنوان "الجرح والتعديل عند السلف" فإننا في هذا الزمان الذي ظهرت فيه بوادر الفتنة , والتبس فيه الحق بالباطل عند كثير من الناس لنشكو ونتوجع ونتألم من فريقين من الناس . الفريق الأول : أطلق للسانه العنان في جرح الأشخاص والكتب والحكم عليهما دون برهان , وبغير حجة , وعلى غير علم , فيحكم على هذا الشخص بالكفر , وعلى هذا الكتاب بالضلال , وعلى هذا الشخص بالابتداع , وعلى الآخر بالفسق , وعلى الآخر بالعمالة الدنسة , وهلم جرا , غير واضع نصب عينيه قول الله سبحانه وتعالى (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق 18) وقول الله سبحانه وتعالى (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) (الاسراء 36) وقوله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات 6) الفريق الثاني: أطلق للسانه العنان في مدح الأشخاص والكتب والثناء عليهما , وتوثيقهما دون برهان , وعلى غير علم , وبغير حجة , فتراه يمجد أهل الأهواء والبدع ويخلع عليهم الألقاب الرفيعة العلية , ويمدح أيضا ويثني ويوصي بكتبهم خيرا . ومما لا ريب فيه أن أهل العلم – رحمهم الله تعالى – مجمعون على أن تزكية من ليس أهلا للتزكية , وجرح من ليس أهلا للجرح خيانة للأمة , وغش لها , بل وجريمة شنيعة ؛ وظلم من كل وجه , وذلك لما يترتب على هذا الجرح وعلى هذا التعديل الباطلين من المفاسد العظيمة في شؤون الدين والدنيا . ولذالك كان السلف – رحمهم الله – في غاية الورع عند التكلم في هذه القضايا ؛ لعلمهم بما سيلحقهم من تبعة إذا تكلموا بغير عدل , وبغير علم , فتراهم لا يصدرون أحكامهم إلا بعد التروي والمشاورة والنظر , وقبل ذالك مراقبة الله سبحانه وتعالى ورؤية الوقوف بين يديه عز وجل . اهـ