اعتقاد الوليمة للعقيقة للمولود في يوم سابعه بدعة منكرة


بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:


فقد اعتقد البعض أن من السنة صنع وليمة في السابع للمولود، وتسمى عند الحجازيين بالسابع،
فيقول بعضهم لمن رزق مولود: متى السابع؟

أي وليمة العشاء التي هي من العقيقة.

وذلك من البدع التي نشأ عليها الصغار وهرم عليها الكبار واتخذت سنة من تركها نسب للتقصير.

وقال بعض الناس في حقه ربما ترك السنة.


والصحيح أن المقصود بالعقيقة الذبح لله تعظيما له وشكرا بسبب الولادة شاتان للذكر وشاة للأنثى،

وليست الوليمة مما ورد في السنة فالمداومة عليها قد يفضي لاعتقاد أنها من جنس وليمة العرس والتي من السنة صناعتها.

روى البخاري في "صحيحه" عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْمَدِينَةَ فَآخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ، قَالَ: فَمَا سُقْتَ فِيهَا؟ فَقَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ"


ولم يقل ذلك اللهم صل وسلم عليه في العقيقة.

ولذلك قال بعض العلماء الشافعي أو غيره: ولا يدعى لها كهيئة الوليمة.

وقد نص الأئمة على وجوب ترك ذرائع البدع
من أجل ذلك نص النووي في "المجموع"

على أنه ينبغي ترك قول الرجل للرجل المستحم نعيما والمداومة على ذلك فانه يفضي لاعتقاد أنها سنة.

واليوم لما انتشرت الزينات واللوحات بالتهنئة للعيد ثلاثة أيام وأجيز الموظفين ثلاثة أيام ظن الناس أن عيد الفطر ثلاثة أيام وهو يوم واحد.


قال الطرطوشي أبو بكر: كان المسحراتي يخرج لايقاظ الناس في السحور لست من شوال بعد رمضان فظنه بعض الناس واجب.

أي صيام الست إلحاقا برمضان لخروج المسحراتي.


والشريعة إذا نهت عن مقصد كالشرك والزنا سدت كل طريق يؤدي اليه، من أجل ذلك نص الأئمة كمالك على وجوب سد ذرائع البدع.


وقد سئل أحمد عن رجل يصلي نافلة في مصلى العيد؟ فقال: لا يراه جاهل فيقتدي به.


والذي يعمل بالعقيقة هو أن يعتقد أن الأمر في توزيع لحمها واسع إن شاء أكلها كلها كما ذكر ابن القيم عن البعض في "التحفة"

قال بعض الأئمة ولا يدعى للعقيقة كهيئة الوليمة. والله أعلم.

__________________
كتبه
أبو عبد الله ماهر بن ظافر القحطاني