ما عندنا طلبة الجرح والتعديل ، ولا عندنا عوام الجرح والتعديل؟؟؟؟

[أبو عبد المصور مصطفى الجزائري]

الشيخ عبد العزيز البرعي : ما عندنا طلبة الجرح والتعديل ، ولا عندنا عوام الجرح والتعديل

---

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة ، والسلام على سيد المرسلين ، وآله ، وصحبه أجمعين .

أمـا بــعــد :

فقد منَّ الله علينا بنقل لقاء لفضيلة الشيخ عبد العزيز البرعي - حفظه الله - عبر إذاعة البيضاء العلمية والذي هو بعنوان [ وصايا لطلبة العلم ] وأصل اللقاء كان للإخوة في دورة ابن القيم العلمية بطرابلس للشيخ أبي مصعب مجدي حفالة - وفقه الله وسدده .

وقد أجاب فضيلة الشيخ في نهاية اللقاء عن أسئلة مشرفي شبكة البيضاء وكان من ضمنها هذا السؤال :

السؤال : أحسن الله إليكم و بارك فيكم و جزاكم خيراً هذا السائل يقول :لمن حق التزكية ؟. هل هى للعالم الذي لقن تلميذه العلم و درسه وعرفه ؟ أم هى لطالب العلم يزكي قرينه بمجرد أن قرأ له مقالات أو مقال في النت ، أم سمع له شريط ، أو سمع له خبر .أرجوا نصيحة بخصوص هذا الأمر ، لأنه كثرت نقل تزكيات طالب العلم لأخوانهم في النت دون أن يرجعوا إلى العلماء إلا قليلاً ، و بارك الله فيكم .

الشيخ عبد العزيز البرعي : يقول الله – عز و جل - { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [النور 21] .
فالذي يزكينا هو الله عز و جل ، تأكد أنه لو زكى أحد فيما لا يستحق سيكذبه الناس و أقل شيء أن يصبح ممقوتاً و هو لا يدري ، يظن أنه لا يزال عند الناس في موضع إحترام و تقدير و قد إزدراه الناس ، يأتي من يزكي الشيخ فلان و العالم الفلاني و كذا و كذا و الناس يقولون كذاب ، لأن هذا الشيء يقذفه الله في قلوب الناس ، يرون أن واقع هذا الإنسان على غير ما هو عليه .
يا أيها الأخوة هذا كُتب العلم بين أيدينا و ما نجد في كلام العلم إلا أنهم يقولون أئمة الجرح و التعديل و يقولون علماء الجرح و التعديل ، ما عندنا طلبة الجرح و التعديل ، و لا عندنا عوام الجرح و التعديل ، نعم ، الجرح و التعديل هذه أمانة ما يقولها الإنسان إلا و هو على بيّنة من أمره يقولها بعد إستقراء لحالة هذا الرجل ، طالب العلم ليس مؤهل للإستقراء ، كيف عرفه و زكاه ، من أين جاءه هذا المدح ؟.
لو اختلف معه لاستحضر عيوباً و جرحه ، ثم لو إتفق معه لعاد المدح من جديد و نحن نرى هذا و نشاهده ، ترى الرجل يمدح اليوم و يذم غداً ، و يذم غداً و يمدح بعد غد !.

هذا موجود ملموس ، إذا على ماذا المدح و على ماذا كان الذم ، بنيّ على ماذا ؟ بنيّ على غير تحقيق علمي ، فلهذا بارك الله فيكم – كما سمعتم – إننا لا نعرف طلبة الجرح و التعديل و لا نعرف عوام الجرح و التعديل ، الآن عوام ! يؤهلون للجرح و التعديل ، و تجد أناساً على مستوى مشايخ و محسوبين على أنهم علماء ، يقول أحكموا يا طلبة العلم ، و آخر يقول إحكموا يا عوام المسلمين ، تختلف مع شخص في قضية يذهب للعامة الجهلاء يقول احكموا .

احكم في ماذا ؟، هل هؤلاءٍ عندهم استحضار لأدلة من البخاري و مسلم إضافة إلى أدلة من القرآن الكريم ، هل هم يستحضرون أدلة من السنن و المسانيد ؟، هؤلاءٍ مؤهلون لهذا الأمر ؟!.
لو كان الأمر بأدلة بين أيدهم هل هم مستعدون و قادرون على أن يستنبطوا مسائل من الدلائل و يُقفوا كلٌ إنسان عند حده بالأدلة ؟ ، هؤلاء العوام لو تضارب اثنان صرعوا بينهم هذا جهدهم ، نعم ، طالب العلم ما هو مؤهل للجرح و التعديل ، لهذا – بارك الله فيكم – علماء الإسلام هم المؤهلون للجرح و التعديل ، تفضل . اهــ

وقد فرغ اللقاء وسيخرج إن شاء الله قريباً على شبكة البيضاء العلمية
محبكم / أبو حفص
البيضاء العلمية

[أبو عبد المصور مصطفى الجزائري]

فضيلة العلامة د. صالح بن سعد السحيمي :

نحن في عصر الإشاعات الكثيرة ؛ قد يكون مصدر بعضها إنترنت ، قد يكون المصدر جريدة وصحيفة ، قد يكون المصدر شريطًا وزعه فلان وعلان ، قد يكون المصدر شخصًا مغرضًا يريد أن يوقع العداوة بين الناس ، قد يكون المصدر وسيلة من وسائل الإعلام ، قد يكون المصدر ظنًا ؛
( إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث ) . والله - تبارك وتعالى - يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) . [ الحجرات : 12 ] ،