بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله وعلى أله وصحبه ومن أتبع بإحسان على يوم الدين
أما بعد :
فيقول الله عز وجل في محكم تنزيل :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } التوبة 119 ، وَقالَ تَعَالَى : { فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ } محمد 21 .
و عن ابن مسعود رضي الله عنه ، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( إنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ ، وإنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقاً . وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهدِي إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ الله كَذَّاباً )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
و عن أبي محمد الحسن بنِ عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنهما قَالَ : حَفظْتُ مِنْ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ ، فإنَّ الصِّدقَ طُمَأنِينَةٌ ، وَالكَذِبَ رِيبَةٌ )) رواه الترمذي وانظر إلى " إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل " وغيره من كتب المحدث محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ
" فإن خلق الصدق من أعظم مقومات الدين والدنيا ، فلا تصلح دنيا ولا يقوم الدين على الكذب والخيانة والغش "، وما حفظ كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام إلا بالصدق وأهله من عهد نبينا صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ، بل إلى أن تقوم الساعة وعدا من عند الله ، فقد" كان الرجل من أصحاب الحديث يرشح لطلب الحديث وهو طفل، ثم ينشأ دائباً في الطلب والحفظ والجمع ليلاً ونهاراً ويرتحل في طلبه إلى أقاصي البلدان ويقاسى المشاق الشديدة كما هو معروف في أخبارهم ويصرف في ذلك زهرة عمره إلى نحو ثلاثين أو أربعين سنة وتكون أمنيته الوحيدة من الدنيا أن يقصده أصحاب الحديث ويسمعوا منه ويرووا عنه، وفي (تهذيب التهذيب) .... وفيه ج 6 ص 314: «روي عن عبد الرزاق أنه قال: حججت فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني أصحاب الحديث فتعلقت بالكعبة وقلت: يا رب مالي أكذاب أنا؟ أمدلس أنا؟ فرجعت إلى البيت فجاءوني» ...."
ولهذا أوصي نفسي وجميع إخواني من أهل السنة والجماعة بالصدق وتحريه فيما نقول ونكتب ونعمل ، وأطلب وأؤكد من جميع الأعضاء المشاركين معنا في هذه الشبكة الطيبة الجديدة ، أن تكون مشاركاتهم بأسمائهم الصريحة الواضحة المعروفة المشهورة ، ولا داعي لتلك الأسماء المستعارة المجهولة .
يأيها السني الأثري إذا كنت على حق وصدق في منهجيتك وسيرتك فلماذا تخفي أمرك ، وتجهل عينك !!؟؟
واعلم رحمك الله يأيها أخي الكريم ، " أن أصحاب الأسماء المستعارة ، لا يقبل لهم قول أبدا ، ولو نقلوا ما نقلوا ، ولا يجوز قبوله ، لأن من شروط قبول الخبر ، أن يكون ناقله عدلا ، وباب العدالة قيد يتخرج عنه أمران :
الأمر الأول : طعن في العدالة وهذا يدخل تحته الكذاب والفاسق والمتهم وسارق الحديث وما هو في بابه وموطنه مبسوط في كتب علوم الحديث
والأمر الثاني : يرد خبره لا بطعن في العدالة ولكن لعدم تحقق العدالة ، وهذا يدخل فيه المجهول بشقيه ، مجهول العين ومجهول الحال ، فالذي يكتب باسمه المستعار أقل أحواله أن يكون مجهول العين أو الحال ، فلا يقبل قوله وخبره "
فمن كان سني سلفي صادق يرضى أن يعامل بهذه المعاملة ويهمل أمره ، وأن يذهب جهده وجده هباء منثورا !!
يا أخي اكتب باسمك الصريح فيما تقدر عليه ووضحه ، و ما لا ، أو ما فيه ضرر على نفسك وعرضك ، أو شيء من ذلك فلا تكلف نفسك ما لا تطيقه
ثم يا أخوتاه كلام مشايخنا في النهي عن كتابة بالأسماء المستعارة معلوم معروف ما فيه لُبس ولا إشكال ـ بارك الله فيكم ـ ، والله ما تسلط علينا الأعداء إلا بمخالفتنا نصائح وتوجيه مشايخنا ، ومخالفتنا للسنة
قال الإمام الهمام ابن القيم رحمة الله عليه في الصواعق المرسلة (ج 4 / ص 1254)
" ........ ومن تدبر عامة ما يحتج به أهل الباطل على من هو أقرب إلى الحق منهم وجد حجتهم إنما تقوى على من ترك شيئا من الحق الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه فيكون ما تركه من الحق أعظم حجة للمبطل عليهم ويجد كثيرا من أهل الكلام يوافقون خصومهم على الباطل تارة ويخالفونهم في الحق تارة فيتسلطون عليهم بما وافقوهم فيه من الباطل وبما خالفوهم من الحق وليس لمبطل بحمد الله حجة ولا سبيل بوجه من الوجوه على من وافق السنة ولم يخرج عنها حتى إذا خرج عنها قدر أنملة تسلط عليه المبطل بحسب القدر الذي خرج به عن السنة فالسنة حصن الله الحصين الذي من دخله كان من الآمنين وصراطه المستقيم الذي من سلكه كان إليه من الواصلين وبرهانه المبين الذي من استضاء به كان من المهتدين فمن وافق مبطلا على شيء من باطله جره بما وافقه منه إلى نفي باطله
وقد ضرب بعض أهل العلم لذلك مثلا مطابقا فقال مثل الحق مثل طريق مستقيم واسع وعلى جنبيه قطاع ولصوص وعندهم خواطئ قد ألبسوهن الحلي والحلل وزينوهن للناظرين فيمر الرجل بالطريق فيتعرضن له فإن التفت إليهن طمعن في حديثه فألقين إليه الكلام فإن راجعهن وأجابهن دعينه إلى الذبح فإذا دخل عرين الموت صار في قبضتهن أسيرا أو قتيلا فكيف يحارب قوما من هو أسير في قبضتهم قتيل سلاحهم بل يصير هذا عونا من أعوانهم قاطعا من قطاع الطريق ولا يعرف حقيقة هذا المثل إلا من عرف الطريق المستقيم وقطاع الطريق ومكرهم وحيلهم وبالله التوفيق وهو المستعان "ا.هـ
وفي الأخير نأمل من جميع إخواننا المشاركين معنا أن تكون مشاركتهم في هذه الشبكة بأسمائهم الصريحة على ما هو مثبت في شروط المشاركة ، والمسلمون فيما بينهم على شروطهم ، وإن شاء الله هذا الشرط ما فيه حرج عليهم ، بل هو زينة لنا ولهم ولدعوتنا السلفية المباركة ، وفيه إعمال لنصائح مشايخنا ، وقطع ألسنة أهل البدع والتشويش والتشغيب
ـ
ـ قال الشيخ الفاضل المفضال عبد الله البخاري حفظه الله في كتابه (الفتح الرباني في الرد على أبي الحسن السليماني )
وبهذه المناسبة فإنَّني أنصحُ إخواني طلبة العلم أنْ يكونوا على قدْرٍ من المسؤولية، فلا يُصدِّقوا كلَّ ما يكتبُ في هذا النظام الفتَّان!! لأنَّه يكفي في سقوطه جهالة مخْبِره وكاتبه، وإنْ كان و لابدَّ من الكتابةِ فالواجبُ أنْ يكتبَ باسمه حقيقةً، لا بالأسماء المستعارة المشابهة لاستخدامات الحزبيين؛ حيث أنَّ لهم أسماء حقيقة وأسماء حركيَّة!! والله الموفق.)) ا.هـ