النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    الدولة
    قسنطينة /الجزائر
    المشاركات
    384

    افتراضي رد وتعقيب حول الندوة التي عقدتها ونشرتها جريدة الشروق الجزائرية بخصوص السلفية

    رد وتعقيب حول الندوة التي عقدتها ونشرتها جريدة الشروق الجزائرية بخصوص السلفية
    ( أما السلفيون الذين نجاهم الله مما كدتم لهم فهم قوم ما أتوا بجديد ولا أحدثوا تحريفا ولا زعموا لأنفسهم شيئا مما زعمه شيخكم وإنما هم قوم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر في حدود الكتاب والسنة وما نقمتم منهم إلا أن آمنوا بالله وكفروا بكم ) [كتبه العلامة الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي -رحمه الله- ردا على أحد الطرقيين / المقالات1/115]منقول من سحاب السلفية



    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
    فقد خرجت علينا اليوم جريدة الشروق اليومي -كما عودتنا- بمقال طويل في صفحتين هو ملخص لندوة عقدتها مع من سمتهم بـ ( مختصين في العلوم الإسلامية وعلوم الاجتماع ومفكرين صوفيين وممثل عن وزارة الشؤون الدينية ،ومختصين في القانون وناشطين في حقل الدعوة )، راحوا يدوكون ويقدحون في منهج الإسلام، المنهج الذي كان عليه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وأهل القرون الثلاثة المفضّلة رضوان الله ورحمته عليهم ، وكل يدلي بدلوه و يطرح خلاصة جهله ودجله في الندوة المزعومة.
    وها أنا أراني مضطرا لكتابة بعض ما جاء على لسان من سمتهم الجريدة حتى تستبين سبيل المجرمين وطمعا أن يقوم بعض أهل العلم بالرد على أباطيلهم ودجلهم والله هو الهادي إلى سواء السبيل.

    * قالت الجريدة في مطلعها:
    (في سابقة هي الأولى من نوعها نظمت الشروق ندوة فكرية تناولت ظاهرة السلفية في الجزائر بمشاركة مختصين في العلوم الإسلامية وعلوم الاجتماع ومفكرين صوفيين وممثل عن وزارة الشؤون الدينية ،ومختصين في القانون وناشطين في حقل الدعوة، وقد ساد نقاش ساخن حول الظاهرة السلفية التي برزت إلى السطح خلال السنوات الأخيرة)
    تعقيب:
    وهل كانت السلفية تحت الأرض حتى تبرز في هذه السنوات الأخيرة إلى السطح، أتُراكم تحدثون أعاجم؟ أم أناس من كوكب آخر؟
    أين كنتم يوم كان الإمام عبد الحميد بن باديس والعلامة محمد البشير الإبراهيمي والعلامة الطيب العقبي والعلامة العربي التبسي وغيرهم من أنصار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أنداك يدّرسون السلفية في أوساط الجزائريين ويردون على أهل البدع والأهواء وعلى رأسهم الصوفية.
    قال علامة الجزائر ومؤرخها الشيخ مبارك الميلي-رحمه الله-: (وكان أهل المغرب سلفيين حتى رحل إبن تومرت إلى الشرق وعزم على إحداث إنقلاب بالمغرب سياسي علمي ديني ، فأخذ بطريقة الأشعري ونصرها وسمى المرابطين السلفيين مجسمين، تم انقلابه على يد عبد المؤمن فتم انتصار الأشاعرة بالمغرب، واحتجبت السلفية بسقوط دولة صنهاجة، فلم ينصرها بعدهم إلا أفراد قليلون من أهل العلم في أزمنة مختلفة ،ولشيخ قسنطينة في القرن الثاني عشر عبد القادر الراشدي أبيات في الانتصار للسلفيين مطلعها:
    خبرا عني المؤول أني كافر بالذي قضته العقول) [تاريخ الجزائر القديم والحديث لمبارك الميلي(811)]
    ، من مقال للأخ جلال بن أودينة في منتديات التصفية والتربية بعنوان (طبقات فقهاء قسنطينة)
    (فالسَّلفية هي الدِّرعُ الحصين الَّذي حُفِظ به دين هذه الأمَّة مِنْ زمن أبي بكر رضي الله عنه أيَّام الرِّدَّة، ومرورًا بمحنة خلق القرآن أيَّام الإمام أحمد -رحمه الله-، ووصولاً إلى زمَن الإمام ابن تيميَّة -رحمه الله- في فتنة التَّتار، وانتهاءً بزمننا هذا وبخاصَّة في بلدنا العَزيز، أيَّام عهد جمعيَّة العلماء المسلمين الجزائريِّين بجيلها السَّلفيِّ المتميِّز؛ من أمثال ابن باديس والإبراهيمي والعقبي والتّبسي ومبارك الميلي -رحمهم الله- وغيرهم،)[هل السَّلفيَّة خطرٌ على الجزائر؟/ بيان شارك في كتابته مجموعة من مشايخ السنة في الجزائر]


    * جاء أيضا في الجريدة قولهم: (باينت آراء ضيوف ندوة "الشروق"، من خطوة التيار السلفي في الجزائر بتأسيس حزب سياسي تحت مسمى "جبهة الصحوة الحرة" بقيادة عبد الفتاح حمداش زيراوي رئيس ما يعرف بــ"صحوة أبناء المساجد"، وبالتالي تخلي التيار السلفي عن أهم ركائزه وهي عدم الاشتغال بالسياسية والعمل الحزبي ونبذهما.)
    تعقيب:
    يقال: أثبت العرش ثم أنقش ، أوكلما ادعى مدعى الإنتساب إلى السلفية يُصدق قوله، وتُنسب أعماله وأقواله إلى السلفية والسلفيين، مالكم كيف تحكمون؟ أم لكم كتاب فيه تدرسون؟، قديما "جبهة الإنقاد" واليوم "جبهة الصحوة" وغدا "جبهة الإستيقاض"، إن للسلفية أُسسُ وقواعد واضحة المعالم وثابتة،لا يلتبس معها الأمر على كل من يريد الاقتداء بهم، وينسج على منوالهم(1)، فمن أخذ بها فهو سلفي ومن ردها فهو خلفي وادعى أنه السلفي وإن مما أدركنا قديما قول مجنون بني عامر: وكل يدعي وصلا بليلى***وليلى لا تقرُّ لهم بذاكا. وأكتفى هنا بنقولات نفيسة عن العلامتين ابن باديس والإبراهيمي -رحمهما الله تعالى- في ذم الحزبية والحزبيين:
    قال الإمام العلامة عبد الحميد بن باديس -رحمه الله تعالى-: (فاننا إخترنا الخطة الدينية على غيرها عن علم وبصيرة، ولو أردنا أن ندخل الميدان السياسي لدخلناه جهرا، ولقُدنا الأمة كلها للمطالبة بحقوقها ولكان أسهل شيئ علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها وأن نبلغ من نفوسها الى أقصى غايات التأثيرعليها فإن مما نعلمه ولا يخفى على غيرنا أن القائد الذي يقول للأمة إنك مظلومة في حقوقك وإنني أريد إيصالك إليها يجد منها مالا يجد من يقول لها إنك ضالة عن أصول دينك وإنني أريد هدايتك)
    قال العلامة محمد البشير الإبراهيمي -رحمه الله تعالى-: (أوصيكم بالابتعاد عن هذه الحزبيات التي نجم بالشر ناجمها وهجم ليفتك بالخير والعلم هاجمها وسجم على الوطن بالملح الأجاج سامجها إن هذه الأحزاب كالميزاب جمع الماء كدرا وفرقه هدرا فلا الزلال جمع ولا الأرض نفع) [عيون البصائر (292/2)]
    وقال -رحمه الله- عند زيارة له لأم البواقي: (قد رأيت في عدة بلدان سوء أثر الانتخابات بالفرقة التي تركتها بين المسلمين ولكن أقبح مظهر رأيته منها هو مظهر هذه البلدة فهي على حزبين متعاديين متقاطعين وقد شملت هذه الفرقة حتى طلبة العلم الذين ينتظر منهم إزالتها فكانوا من صلاتها ويقول هؤلاء الطلبة أنهم لو وسعوا في الصلح وأظهروا تسامحا مع العدو لنبذهم قومهم وربما آذوهم وهم لا يستطعون تحمل الأذى في سبيل الله) [الآثار (302/2)]

    * الدكتور محمد بن بريكة العضو بالأكاديمية العالمية للتصوف:
    (وركز محمد بن بريكة، في تدخله أيضا على المستوى التعليمي للسلفيين بالجزائر الذي وصفه بالبسيط جدا، حيث أكد بأن نسبة الأمية مرتفعة في أوساطهم، عكس التيار الشيعي الذي يعد تيارا نخباويا، مشيرا في ذات السياق بأن الجزائر أمام خطرين أوله قادم من الجنوب تمثله جماعة أنصار الدين، الذين يقومون بهدم الأضرحة، وتنقل عناصرها بسيارات كتبت عليها "الشرطة الإسلامية". وأما الخطر الثاني فقادم من السلفيين ببلادنا، هذه الفئة التي انخرطت في دائرة التجارة، فمسألة الغنى ظاهرة عليهم، وهو يتجولون بسيارات فخمة وغالية، كما تجدهم يكتسحون المساجد ويتحدثون بالبدعة، السنة والتكفير. في الوقت الذي أعلن أن هناك حوالي 300 جماعة سلفية على المستوى العالمي كلهم "وجوه" لعملة واحدة.)
    تعقيب:
    لا أدرى أأضحك أم أبكي من شدة تدنى المستوى النقدي لدى هذا الدكتور المزعوم، فهل صار الثراء وركوب السيارات الفخمة عيبا يذم بسببه صاحبه، وهل ممارسة التجارة كذلك، ولا عجب أن يصدر منه هذا فشهادة الدكتوراه التي يحملها ليست في العلوم الشرعية بل ولا في العلوم الدنيوية النافعة،ولكنها دكتوراه في "التصوف والفلسفة الإسلامية"
    قال العلامة عبد الحميد بن باديس -رحمه الله-:«نحن معشر المسلمين قد كان مِنَّا للقرآن العظيم هجرٌ كثيرٌ في الزّمان الطّويل، وإن كنَّا به مؤمنين، بَسَط القرآن عقائد الإيمان كلّها بأدلّتها العقليّة القريبة القاطعة، فهجرْناها وقلنا تلك أدلَّةٌ سمعيّةٌ لا تحصِّل اليقين، فأخذْنا في الطّرائق الكلاميّة المعقَّدة، وإشكالاتها المتعدِّدة، واصطلاحاتها المحدثة، مِمَّا يصعب أمْرَها على الطلبة فضلاً عن العامّة».[«مجالس التّذكير من كلام الحكيم الخبير» (250)]
    وقال أيضا: «أمّا الإعراض عن أدلّة القرآن والذّهاب مع أدلّة المتكلّمين الصعبة ذات العبارة الاصطلاحيّة؛ فإنّه من الهجر لكتاب الله، وتصعيب طريقة العلم على عباده وهم في أشدّ الحاجة إليه، وقد كان من نتيجته ما نراه اليوم في عامّة المسلمين من الجهل بعقائد الإسلام وحقائقه»[«آثار ابْنِ بَادِيسَ» (1/ 272)]
    وهل كان لرجالات الجمعية آنداك -أعني أيام العلامة ابن باديس والإبراهيمي والتبسي والميلي والعقبي والزواوي وأنصارهم- إلا الحرب الضروس على أرباب التصوف الذين تعاونوا مع المستدمر الفرنسي ليظل الشعب الجزائري بعيدا عن العلم راكنا إلى الجهل وكان شعار الجمعية: "الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا"
    **(الذين يقومون بهدم الأضرح)
    حتما ليس محل إنكار الدكتور الصوفي هدم الأضرحة من بعض الجماعات لأنها ليست وفق الطريقة الشرعية، فهو كثير التردد في ملتقيات التصوف المحلية: ملتقى التصوف أدرار عام 2000، ملتقى الهاشمي بوادي سوف 2003، الزاوية البلقائدية وهران، ملتقى الخطاب الصوفي بالجلفة 2006..) والدولية كمؤتمر حوار الأديان بالدوحة 2007 ولا نكير يذكر على أرباب الأضرحة والقبوريين بل هو موال لهم ويغرد في سربهم، وإنما محل إنكاره هنا هو ذم من يهذم الأضرحة وبخاصة أضرحة الأولياء والصالحين التي يعبدها أهل الجهل من دون الله
    روى مسلم رحمه الله عن أبي الهياج الأسدي رضي الله عنه قال: قال لي علي رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أن لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته)) رواه مسلم في الجنائز برقم (969) باب الأمر بتسوية القبور.
    لذلك قال العلامة محمد البشير الإبراهيمي -رحمه الله-:
    «يا قوم!! إنّ الحق فوق الأشخاص، وإنّ السنة لا تسمى باسم من أحياها، وإنّ الوهابيين قوم مسلمون يشاركونكم في الانتساب إلى الإسلام ويفوقونكم في إقامة شعائره وحدوده، ويفوقون جميع المسلمين في هذا العصر بواحدة وهي أنهم لا يقرون البدعة، وما ذنبهم إذا أنكروا ما أنكره كتاب الله وسنة رسوله وتيسر لهم من وسائل الاستطاعة ما قدروا به على تغيير المنكر؟
    أإذا وافقنا طائفة من المسلمين في شيء معلوم من الدين بالضرورة، وفي تغيير المنكرات الفاشية عندنا وعندكم - والمنكر لا يختلف حكمه بحكم الأوطان- تنسبوننا إليهم تحقيرًا لنا ولهم وازدراءً بنا وبهم، وإن فرّقت بيننا وبينهم الاعتبارات فنحن مالكيون برغم أنوفكم، وهم حنبليون برغم أنوفكم، ونحن في الجزائر وهم في الجزيرة، ونحن نُعمِل في طريق الإصلاح الأقلامَ، وهم يُعمِلون فيها الأقدامَ، وهم يُعْمِلُونَ في الأضرحة المعاول ونحن نُعْمِلُ في بانيها المقاول»[«آثار الإبراهيمي»: (1/ 123-124)]
    **(كما تجدهم يكتسحون المساجد ويتحدثون بالبدعة، السنة)
    هكذا أصبح التمييز بين السنن والمبتدعات أمرا منكرا في الدين:
    قال العلامة الإبراهيمي: «إن شيوع ضلالات العقائد، وبدع العبادات، والخلاف في الدين هو الذي جرّ على المسلمين هذا التحلل من الدين، وهذا البعد من أصليه الأصليين، وهو الذي جرّدهم من مزاياه وأخلاقه حتى وصلوا إلى ما نراه، وتلك الخلال من إقرار البدع والضلالات هي التي مهدت السبيل لدخول الإلحاد على النفوس، وهيأت النفوس لقبول الإلحاد، ومحال أن ينفذ الإلحاد إلى النفوس المؤمنة، فإن الإيمان حصن حصين للنفوس التي تحمله، ولكن الضلالات والبدع ترمي الجد بالهويْنا، وترمي الحصانة بالوهن، وترمي الحقيقة بالوهم، فإذا هذه النفوس كالثغور المفتوحة لكل مهاجم.»
    [«آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي»: (4/ 201)]

    * الدكتور شوقي أبو حرم :
    (والسلفية مدرسة قائمة بذاتها فيها الكثير من التيارات النيّرة، وأهمها بالتأكيد سلفية بن باز وصالح العثيمين المتشربين بقيم الحنبلية وبن تيمية وبن القيم الجوزية، وهي مدرسة لا يمكن الطعن فيها، إضافة إلى تيار الشيخ ناصر الدين الألباني الذي ذهب إلى فكرة اللامذهبية، وقد أثار الألباني الكثير من اللغط والانتقادات من شيوخ زمانه ومنهم الشيخ سعيد البوطي، كما اتهم سلفيون أيضا الشيخ الألباني ببعثه لمذهب آخرـ واعترف الشيخ أبو حرم، بأن بعض سلفيي الجزائر اخطأوا باتباعهم لمحمد امان الجامي وربيع بن هادي المدخلي، اللذين يشككان في نوايا كل العلماء من دون استثناء،)

    * أفضل ما نُشر حول هذه الندوة هي مقتطفات من كلام الشيخ العلامة محمد علي فركوس -حفظه الله- من رسالته الشهيرة "السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وفساد" فقالت الجريدة:
    ( العلامة محمد علي فركوس في فتواه على الموقع الإلكتروني:
    السلفية هي المنهج الرباني والإسلام المصفى والطريق القويم إلى الله
    يرفض الشيخ علي فركوس، أحد أقطاب السلفية العلمية في الجزائر، اعتبار السلفية دعوى تحزب وتفرّق وفساد، ويذكر أنها منهج الإسلام والمنهج الرباني المتكامل عن السلف الصالح فقال هم صفوة الأمّة وخيرها، وأشدّ الناس فرحًا بسنّة نبيّهم.
    ويفصل الشيخ فركوس في مسألة السلفية، من خلال نص رد نشر بموقعه على شبكة الأنترنت بتاريخ 28 ماي 2007 تحت عنوان "السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وفساد"، وقال فركوس عن السلفية في نص الجواب "فقد وردَ على هذا الموقعِ الدعويِّ انتقادٌ آخر يحمل في طيَّاته شبهاتٍ مكذوبةً على الدعوةِ السلفيةِ بأنها دعوةٌ حزبيةٌ مفرِّقةٌ مبتدعة، تجرُّ الفتنَ، وأنّ التغيير لا يحصل بالفتنة، وقد رأيت من المفيد أن أردّ على شبهاته المزعومةِ ومفاهيمِه الباطلة بتوضيحها بالحقّ والبرهان".
    وبحسب الشيخ فركوس، فالسلفية تطلق ويراد بها معنيان الأول مرحلةٌ تاريخيةٌ معيّنةٌ تختصُّ بأهل القرون الثلاثة المفضّلة، والثاني الطريقةُ التي كان عليها الصحابةُ والتابعون ومَن تبعهم بإحسان من التمسّك بالكتاب والسُّـنَّة وتقديمهما على ما سواهما.
    ويطلق الشيخ فركوس اسم السلفية على "السائرين على نهجهم - يقصد صحبة رسول الله- المُقْتَفُونَ أثرَهم إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها، سواء كانوا فقهاءَ أو محدّثين أو مفسّرين أو غيرَهم، ما دام أنهم قد التزموا بما كان عليه سلفُهم من الاعتقاد الصحيح بالنصّ من الكتاب والسنّة وإجماع الأمّة والتمسّك بموجبها من الأقوال والأعمال"، ويتابع "ومن هذا يتبيّن أنّ السلفيةَ ليست دعوةً طائفيةً أو حزبيةً أو عِرقيةً أو مذهبيةً يُنَزَّل فيها المتبوعُ مَنْزِلةَ المعصوم، ويتخذ سبيلاً لجعله دعوة يدعى إليها، ويوالى ويعادى عليها، وإنما تدعو السلفيةُ إلى التمسُّك بوصية رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم المتمثِّلة في الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة، وما اتفقت عليه الأمّة، فهذه أصولٌ معصومة دون ما سواها".
    وعن دور السلفية حاليا، فيجملها الشيخ فركوس "والسلفية إذ تحارب البدعَ والتعصّبَ المذهبيَّ والتفرّقَ إنما تتشدّد في الحقّ والأخذ بعزائم الأمور والاستنان بالسنن وإحياء المهجورة منها، فهي تؤمن بأنّ الإسلامَ كُلَّه حقٌّ لا بـاطل فيه، وصِدق لا كذب فيه، وَجِدٌّ لا هزل فيه، ولُبٌّ لا قشورَ فيه، بل أحكامُ الشرع وهديُه وأخلاقُه وآدابُه كلُّها من الإسلام سواء مبانيه وأركانه أو مظاهره".
    ويبدي الشيخ فركوس بحسب نفس الرد، رفضا للتحزب، حيث يذكر "وهذا المنهج الربانيُّ المتكاملُ ليس من الحزبية الضيّقةِ التي فرّقت الأمّةَ وشتّتت شملَها، وإنما هو الإسلام المصفَّى، والطريقُ القويمُ القاصدُ الموصلُ إلى الله.. وعليه يُدرك العاقلُ أنه ليس من الإسلام تكوين أحزابٍ متصارعةٍ ومتناحرةٍ.. فقد ذّمّ الله التحزّب والتفرّق".)

    نظرا لضيق الوقت من جهة وقلة البضاعة من جهة آخرى فإني أحجمت عن الرد والتعقيب على بقية الطوام وإن كانت ظاهرة البطلان -ولله الحمد- عند جل السلفيين بل ومن عنده مسكة عقل ولكن لعل من يجهل ويحسن الظن يؤخذ على حين غرة فالرجاء من الإخوة إثراء الموضوع، هذا وسأحاول في كل مرة إغتنام الوقت لإتمام التعقيب والله الموفق للصواب وهو الهادي إلى سواء السبيل

    ____________________
    (1): مستل من مقال نفيس بعنوان بعض قواعد وأصول المنهج السلفي، للشيخ الفاضل د.عبد الله بن عبد الرحيم البخاري -حفظه الله تعالى-

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,285

    افتراضي رد: رد وتعقيب حول الندوة التي عقدتها ونشرتها جريدة الشروق الجزائرية بخصوص السلفية

    جزاك لله خيرا اخي الفاضل

    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    134

    افتراضي رد: رد وتعقيب حول الندوة التي عقدتها ونشرتها جريدة الشروق الجزائرية بخصوص السلفية

    بارك الله فيك أبا عبدالله على مجهودك الطيب

    أسأل الله أن يوفقك ويرزقك العلم النافع والعمل الصالح

    واصل وصلك الله بحبله


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. رسالة إلى جريدة الخبر الجزائرية .. الشيخ ربيع أنبل وأرفع من أن تناله أقلامكم .
    بواسطة أبو بكر يوسف لعويسي في المنتدى مقالات ورسائل الشيخ أبو بكر يوسف لعويسي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-Dec-2016, 02:19 PM
  2. رسالة إلى جريدة الخبر الجزائرية .. الشيخ ربيع أنبل وأرفع من أن تناله أقلامكم .
    بواسطة أبو بكر يوسف لعويسي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-Dec-2016, 02:29 AM
  3. طلعت علينا جريدة الشروق بعدد من الحلقات للباحث المدعوا : ـ أحمد ذيب ـ...
    بواسطة أبو هنيدة ياسين الطارفي في المنتدى منبر الفتاوى الشرعية الخاصة بالشيخ أبو بكر يوسف لعويسي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-Sep-2015, 11:30 PM
  4. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13-Aug-2014, 03:10 PM
  5. (رد الشيخ رضا بوشامة على الدكتور عدة فلاحي كاتب جريدة الشروق حول موضوع السلفية التقية السلفية)
    بواسطة أبو هنيدة ياسين الطارفي في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-Sep-2013, 04:50 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •