ماذا قدم الواقفية في فتنة الحجوري من الإصلاح والخدمة للدعوة السلفية ؟


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :
فأقول لشبكة الإفساد والفتن، حاشا المنهج السلفي من أعمالهم الفاسدة وأقوالهم الكاسدة
النعجة تضحك على العفري ، بل استلقت على الأرض من كثرة الضحك عليه لما قال : "والخلاصة أن الوقف على الاسم المنصوب مع الحذف لغة ربيعة ومن عنده أدنى اطلاع على الشواهد النحوية يدرك هذا فمن الذي يستحق أن تضحك عليه النعجة ؟!!"
هل صاحبك وقف أوتمادى في باطله وجهله المركب ،فهو يهرف بما لا يعرف على ما دلت عليه شواهد الأخ الفاضل حسام ـ أعانه الله على طاعته ـ التي استشهد بها على خطأ صاحبك، وأنت من ورائه أعمى تركض في الظلام ، وأكبر من ذلك وأشنع نصبك العداء لأهل السنة وإلا فلو كان لديك مسكة عقل والآداب لجزمت أنت وغيرك بأن الذين حكموا على شيخك بالمخالفة والمجانبة للحق بأنهم على الحق وتقف حينها فتنتكم وتسكن .
يا هذا والله ما أحب أن أجاري أمثالكم لما أنتم فيه من التعنت والسفه ، وقد أحسن الإمام ابن حزم رحمه الله إذ يقول : " واحذر من مكالمة من ليس مذهبه إلا المضادة والمخالفة "
وقال عبدالكريم العماد :
إذا أنت لم تسمع حديثي مقبلا .... وعارضتني في كل قول أقوله
لملّتك نفسي ثم عافك ناظري ..... وفاتك قلبي ثم زاد أُفوله ( [1] )
وقال أبوالعباس الرياشي
وإذا بليت بجاهل متجاهل .... يجد المحال من الأمور صوابا
أوليته مني السكوت وربما .... كان السكوت عن الجواب جوابا
لكن قد نضطر إلى الرد على شيء من سفهكم وجهلكم وكشفه لتقف الأمة وتعلم أي هي نوعية التي تهاجم الحق وتشغب على أهله الخلص الذين وظفوا أعمارهم وأقلامهم في نصرة الحق والذب عنه لا غير .
فكم يعاني أهل السنة والحديث من صنفك ونوعيتك يا هذا في هذه الشبكات العنكبوتية ، الذين جعلوا دينهم الرجال ، تجد أحدهم يصيح وينوح من أجل خطأ شيخه ، وهذا شيخه أقل ما يكون هو طالب على أقل أحواله ، أين هو من منزلة الإمام أحمد والإمام ابن تيمية والإمام ابن باز والإمام الألباني والإمام ربيع الذين عرفوا بحمل ورفع لواء السنة فالطعن فيهم ما هو إلا الطعن في السنة التي معهم ، وأنى لهذا الطالب أن يكون في منزلتهم حتى تجيش الجيوش من أجلها ، فما بينه وبين هؤلاء الجبال العظام مفاوز تنقطع دونها الأعناق ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ، قال الله تعالى : {وجعلنامنهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون } [السجدة 24].
وإذا كان كذلك فما منزلة يحيى الحجوري ـ أصلحه الله ـ مع هؤلاء العظام الجحاجحة الكرام حتى تقام وتنصب من أجله تلك المعارك الجائرة والغارات الفاشلة لإسقاط مشايخ السنة وأهل السنة في مشارق الأرض ومغاربها !!؟؟
لو كان يحيى الحجوري يحترم الحق وأهله ويعظمه ، لوجه سهام نقده فيكم يا من تدافعون عنه بالباطل ولأبكم ألسنتكم وأغلظ فيكم القول ، لأن هؤلاء الذين طعنتم فيهم ونصبتم لهم تلك الأكاذيب الباطلة والأباطيل المخترعة هم أكبر منه سنا وعلما ودعوة والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : " ليس منا من لم يجل كبيرنا و يرحم صغيرنا ! و يعرف لعالمنا حقه " ([2] )
أما وأنه وجد غايته فيكم ومعول يخرب ويهدم به سمعة أهل السنة والجماعة ، فينتفض ويزبد ويرغد على كل من انتقده صغيرا كان أو كبيرا فلا يسلم من سلاطة لسانه أحدا كائنا من كان ([3])، فيحق والحالة هذه من الشيخ العلامة كبير القدر والفضل محمد الوصابي ـحفظه الله ـ أن يشتد نكيره عليه ويغلظ فيه القول وينبه ويذكر مشايخ أهل السنة بخطره ومن خطورة السكوت عن أمثاله الذين رفعوا فوق منزلتهم ، وإلاما فتنة الإخوان والقطبية والسرورية والحدادية والمأربية والحلبية ما هي إلا رفع الصغار والأحداث في مصاف العلماء بل فوقهم وأعظم من ذلك وأعجب أن يسقط العلماء دونهم وهكذا عليه الحجورية .
فالحجوري ليس لأهل السنة أي عذر يعتذرون له به ، فهو قد وقع في عدة المخالفات وروجع فيها وبين له وجهة مخالفته فيها فما رجع عنها بل تمادى وعاند وراح وساح يسقط في فلان وفلان ممن قد نصحه ، ومما يقطع العذر أن الذي نصحه هم علماء عنده أكبر منه سنا وعلما الذين هم أقرب من أن يقبل منهم الحق وتقوم بهم الحجة
قال الحافظ ابن كثيررحمه الله في "الباعث الحثيث " (1 / 309) : (( وأما من غلط في حديث فبين له الصواب فلم يرجع إليه: فقال ابن المبارك وأحمد بن حنبل والحميدي: لاتقبل روايته أيضا .
وتوسط بعضهم، فقال: إن كان عدم رجوعه إلى الصواب عناداً، فهذا يلتحق بمن كذب عمداً، وإلا فلا والله أعلم. ))
وقال العلامة أحمدشاكر في الحاشية : (( قال العراقي : قيد ذلك بعض المتأخرين بأن يكون الذى بين له غلطة عالما عند المبين له أما إذا يكن بهذه المثابة عنده فلا حرج إذن. )) ( ص 132)
وهذا القيد صحيح لأن الراوي لا يلزم بالرجوع عن روايته إن لم يثق أن من زعم أنه أخطأ فيها أعرف منه بهذه الرواية التي يخطئه فيها وهذا واضح . )) ا.هـ
وإذا كان كذلك فماذا يغني من قال في شأنه إني متوقف فيه .
عجبا عجبا أن يخرج هذا ممن يقول أنا طالب علم ، أدرس علم الحديث والسنة !!!؟؟؟
أين توظيف علم الحديث في مثل هذا الموقف والموطن والحجوري قد انتقده المشايخ ربيع وعبيد والوصابي ومحمد بن هادي والبرعي وعبدالله البخاري وغيرهم من مشايخ أهل السنة حفظهم الله ، وفيما انتقدوه هو على ما هو عليه ما تغير شيء ؟ هل هناك توبة تذكر من الحجوري حتى ترفع عنه تلك الجروح ؟!!
إن الواقفية خطر في هذه الفتنة لا ندري مآل أمرها ، ما هذه السفسطائية المتمثلة في قولك : لا تلزمني بجرح الوصابي ، وهل الوصابي وغير الوصابي ألزمك ؟!!
يا أخي أخطاء الحجوري وفتنته هي التي تلزمك أن تحذر منه ومن شرذمته ، وتحذر من فتنته ، وعلى أقل الشيء أن تنصح شباب الأمة أن لا يرتبط بهم ولا أن ينقلوا عنهم مقالاتهم ، وأي علم عندهم ، إلا الجهل والغباء والفساد والتحريف والتخريف هكذا عرفنا نحلتهم ينتقدون أهل السنة فيما كان عليه سلفنا الصالح أهل الحديث والأثر كما فعلوا بكتاب " الإبانة " ، وكتب مشايخ اليمن التي أشاد بذكرها المجدد الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ، ينتقدون أهل السنة في بعض الأخطاء النحوية وهم أوقع فيما هو أعظم منها في ميدانها ، بل يكفيهم ما هم فيه من التنطع والتعنت والتعصب المذموم ونصرة الباطل ورد الحق وإسقاط أهله والسعي في الفتن وهلم جرا
وإلا فالأخطاء النحوية مثلا من يسلم منها مع أن النحو كما تعلمناه من مشايخنا ومنهم الإمام ابن عثيمين رحمه الله الاختلاف في مسائله قل من يلم بها فشأنه شأن الفقه وأشد ، وشواهده تحتاج إلى الإسناد ومن لنا بذلك ، وهو أيضا يدخله النقد كما انتقد الإمام ابن تيمية الإمام سيبويه في كم من مسألة ، مع ما فيه من الشواهد الشعرية التي قد تخرج عن القياس لما قد أعطي من الضرورة ، وأيضا ما فيه من اختلاف اللغات ، وهو أيضا يدخله الأحكام الخمسة التي تذكر في الفقه ، وعليه فمن يريد أن ينتقد كتابات الناس فليكن على جانب عظيم من هذا وملم به وإلا فليكسر قلمه ولا يضحك الناس عليه ويفضح نفسه والله المستعان .
نعود ونقول للواقفية: إن أهل السنة انتقدوا الدكتور إبراهيم الرحيلي ـ أصلحه الله ـ فيما أخطأ فيه وجانب فيه الصواب لما هو عليه من أصول الفاسدة ، ومن أجل تطهير الصف السلفي منها وحمايته ، وهكذا يحيى الحجوري ففتنته أعظم ، فكم طعن في مشايخ السنة وكم وقف له على المخالفة !! بل فتنته قد مزقت كثيرا من الشباب السلفي وأعمت بصيرتهم ، وحيرت من حيرت وكانت سببا وذريعة للطعن في أهل السنة أهل الاعتدال والاتزان بأنهم غلاة وكذا وكذا .
لا حكمة ولا علم ولا حلم .... السفه والطيش فقط والله المستعان
وعليه فينبغي على عقلاء السنة أن يلتزموا الحق ويقولوا كلمتهم الحقة للمحق أنت على الحق وللمبطل أنت على الباطل لكي تخمد فتنة صاحب الباطل ولا نجعل سكوتنا ذريعة للوقوع من يقع في فتنة القوم وانتشارها ومادة قوتها ، فأنت يا أيها السني بين الطرفين إما أن تنصر الحق وأهله وإما أن تنصر الباطل على جهل منك أوعلى عمد وأحلاهما مر .
أما قول الشيخ الوصابي : " فإذا اختلفنا: فلان حزبي أو ما هو حزبي، فلان ضعيف أو ثقة، الأمر الفلاني مستحب أو واجب , الأمر الفلاني ينتقض منه الوضوء أو ما ينتقض منه الوضوء مثلاً ,الخلاف يسعنا جميعاً، مع وجود الاحترام مع وجود التقدير , الحمد لله الذي وفقنا لإتباع المنهج السلفي نحن نتكلم أخواني في لله عن المنهج السلفي منهج رحمه منهج علم منهج تعليم منهج احترام وتقدير للمسلمين لعلماء الإسلام لعلماء التوحيد لعلماء السنة . أما من خالفني في مسألة انزل عليهم لازم وينزل علي ملازم ,يا الله , يا فرحة الكفار , يا فرحة الكفار أن يرو هذا بين المسلمين , يتمزقون ويتسابون ويتلاعنون ويتشاتمون ويهاجرون ويتقاطعون على مسائل هناك الاجتهاد فيها , علينا أن نكون أرفع من هذاالمستوى . ما نحمل دعوة محدودة في مسائل محصورة , نحمل الكتاب والسنة للأمة وللمسلمين ولغير المسلمين . لابد أن يوسع الداعي إلى الله والعالم باله وعقله وفكره ويتسع عقله للجميع مادام في حدود الكتاب والسنة، يتعامل بعدل، من كان في إطار أهل السنة لهم مكانتهم، من كان خارج عن أهل السنة وصار من الصوفية أو صار من الأشاعرة أو من الروافض لهم شيء يخصهم، ما ننزل الناس كلهم منزلة واحدة، سني يخالفك في مسألة فتنزله منزلة الروافض ....."
أقول :
لا يتخذ كلامه هذا ذريعة للطعن فيه وتنقيصه والتهوين من مكانته ومنزلته العلمية السنية النقية ، ويلصق به قاعدة الحلبي الخبيثة : "لانجعل خلافنا في غيرنا سبب للخلاف بيننا " إلصاقا ، التي قد ـ الحلبي ـ أستمد مادتها من قاعدة المعذرة والتعاون الإخوانية ، وقد ظهر شرها وفسادها في تطبيقاته العملية وما هو عليه من المنهج الكلي الخلفي ، فالحلبي قد اتخذ هذه القاعدة مطية للدفاع عن الحزبية وأهلها وهو قد أنشأ لهم منتديات لهذا الغرض .
فشتان يا أخوتاه بين الرجلين ، فالشيخ محمد الوصابي عالم سلفي مجاهد له السبق والفضل في الدعوة السلفية ، فالشيخ لا يريد بهذه الكلمة أن تدافع عن حزبية عبدالرحمن عبدالخالق والمأربي والحلبي وأيضا بدعة الحجوري وغيرهم من أهل الفساد والإفساد حاشاه من ذلك هذا الذي نجزم به .
فشأنه في هذا شأن كل أئمة الحديث ممن قد سبقه الذين قد تقف لهم على كلمات في الرجال جرحا وتعديلا ظاهرها تدل أنهم قد اختلفوا فيهم كما هو مدون في كتب التراجم والجرح والتعديل ، ولكن عند جمع كلماتهم والتحقيق في المراد منها تجدها على غير ما يريد ويبغي الحلبي وحزبه من الدفاع عن البدع وأهلها ، فهذا الاختلاف بين علماء الأمة في الرجال له بواعث وأسباب منها : قد يتبين لأحدهما حال الرجل ولا يتبين للثاني حاله ، أو يظهر لأحدهما أن الخصومة التي من أجلها طعن في ذاك الرجل مبنية على أغراض شخصية وهذا قد لا يظهر للثاني ،وأيضا قد يتبين لأحدهما أن الجروح التي رمي بها هذا المجروح ليست بتلك الطعون التي يبنى عليها الحكم من التبديع والترك ، وقد يكون هذا الجرح غير ثابت لضعف من نقله وإلى غير ذلك من البواعث التي هي سبب اختلاف أئمة الجرح والتعديل في أحوال الرواة
وإذا كان كذلك فهذا لا ينزل على من ثبت فيه الجرح بسبب ما هو فيه من المخالفات التي ثبتت عنه من مسموعه ومكتوبه ونصح فيها ولم يرجع عنها وتمادى عليها كما هو شأن المأربي والحلبي والحجوري وغيرهم
فهؤلاء لا يختلف فيهم عند من وقف على مخالفاتهم وشهرت وذاعت وانتشرت في ساحته وعلى ملئ عينيه ، فالسكوت عن هؤلاء أضر من الكلام فيهم لما هم عليه من الفتنة والبدع التي قد مزقت الصف السلفي ، والتي ما جنى منها إلا الضعف والحيرة والله المستعان
وفي الأخير نود من إخواننا أعضاء منتديات الوحيين أن لا يجاروا القوم على أكثر من هذا فالحق أبلج والباطل لجلج ، فمشايخنا حفظهم الله من إمامنا المبجل الشيخ ربيع وغيره قد قاموا بما عليهم ولله الحمد والمنة واللبيب بالإشارة يفهم والحمدلله رب العالمين

([1]) انظر إلى ( فن الحوار أصوله وآدابه ـ صفات المحاور / ص 162 )
([2]) قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 5443 في صحيح الجامع
([3])وهذا من أكبر الشواهد والبراهين على أن الرجل ينتقم لنفسه ويحجمها فوق الحق وهذا على خلاف ما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم من أنه " ما ضرب صلى الله عليه وسلم بيده خادما قط و لا امرأة ، و لا ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ، و لا خير بين أمرين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثما فإذا كان إثما كان أبعد الناس من الإثم ، و لا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه حتى تنتهك حرمات الله عز وجل فيكون هو ينتقم لله عز وجل " ( السلسلة الصحيحة ) ( 2 / 19 )