الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , أما بعد :
فمن أراد أن يعرف فكر طائفة معينة أو مذهب نظر إلى زعمائه والقائمين عليه .
ولما كانت السلفية نسبة للسلف الصالح - وهم الصحابة رضي الله عنهم ومن اتبعهم من القرون الثلاثة المفضلة , لقوله عليه الصلاة والسلام :" خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلوونهم " وقوله :" من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي " - كانت هي الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الطائفة الناجية والفرقة المنصورة .

وفي هذا الزمان ظهرت نابتة , تسمت زورا وتدليسا بالسلفية الجهادية حتى تقوى شوكتها وتنتشر باسم السلفية وهي منها براء .
وما هي في الحقيقة إلا خلفية تكفيرية وضع أصولها سيد قطب وإليك الدليل :

قال أيمن الظواهري في صحيفة الشرق الأوسط، عدد 8407- في 19/9/1422هـ:
إن سيد قطب هو الذي وضع دستور "الجهاديين !!" في كتابه الديناميت!! : (معالم في الطريق)، وإن سيد هو مصدر الإحياء الأصولي!!، وإن كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام، يعد أهم إنتاج عقلي وفكري للتيارات الأصولية!، وإن فكره كان شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج، والتي ما زالت فصولها الدامية تتجدد يوماً بعد يوم). انتهى

قال عبدالله عزام في كتابه "عشرون عاما على استشهاد سيد قطب ":
((والذين يتابعون تغير المجتمعات وطبيعة التفكير لدى الجيل المسلم يدركون أكثر من غيرهم البصمات الواضحة التي تركتها كتابة سيد قطب وقلمه المبارك في تفكيرهم.
ولقد كان لاستشهاد سيد قطب أثر في إيقاظ العالم الإسلامي أكثر من حياته ، ففي السنة التي استشهد فيها طبع الظلال سبع طبعات بينما لم تتم الطبعة الثانية أثناء حياته ، ولقد صدق عندما قال: ( إن كلماتنا ستبقى عرائس من الشموع حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء).
ولقد مضى سيد قطب إلى ربه رافع الرأس ناصع الجبين عالي الهامة ،وترك التراث الضخم من الفكر الإسلامي الذي تحيا به الأجيال ، بعد أن وضح معان غابت عن الأذهان طويلا ، وضح معاني ومصطلحات الطاغوت ، الجاهلية ، الحاكمية ، العبودية ،الألوهية ، ووضح بوقفته المشرفة معاني البراء والولاء ، والتوحيد والتوكل على الله والخشية منه والالتجاء إليه.
والذين دخلوا أفغانستان يدركون الأثر العميق لأفكار سيد في الجهاد الإسلامي وفي الجيل كله فوق الأرض كلها)) . انتهى

فبعد أن عرفت هذا , علمت سبب كرههم لشيخنا العلم ربيع بن هادي المدخلي الذي رماهم في مقتل
فلله دره