فائدة للشيخ أمان الجامي حول نسبة مسألة السدل للإمام مالك رحمهما الله
قال رحمه الله في شرح الأربعين النووية من الشريط الثاني:
من المسائل المُثارة عند كثيرٍ من المتعصبة لمذهب الإمام مالك رحمه الله، مسألة وضعية اليدين في قيام الصلاة، فينصرون القول بالإرسال وينسبونه إلى إمام المذهب مالك بن أنس رحمه الله.
نجيبُ على سؤالٍ سألَه سائلٌ وألَحَّ في الإجابة. يقول: كان يصلي مُسدِلًا فترةً طويلةً هكذا، ولا يقبِض، لا يضَعُ يُمناه على يُسراهُ فَوق الصَّدر، ثُمَّ عَلِمَ سُنِّيَّةَ ذلك فَعمِل. فيسأَلُ هَل صلاته التي كان يُصَلِّيها مُسدِلا صَحيحَةٌ أم لا؟
الصلاةُ صَحيحة، صلاةُ مَن يُسدل يَديه في صلاتِه صَحيحة، إلا أنها نَاقصة مِن حيث الأجر، لَيس كَصلاةِ الذي يُطَبِّقُ صِفاتِ صلاة النبي عليه الصلاة والسلام كُلِّها في صلاته، وهذا أمرٌ مَعلوم، بِقَدر ما يترُكُ المرءُ من السُّنَن، ينقصُ أجرُ صلاتِه، والصلاة صحيحة.
ثم ننبهُ هُنا بالمناسبة: نسبةُ هذا العمل إلى الإمام مالك، نسبة غير صحيحة، انتبهوا!!
أكثرُ الحضور من المنتسبين إلى مَذهبِ الإمام مالك، لا تقولوا: لماذا هذا المذهب غيرُ صحيحٍ عن الإمام مالك، ما الدليل؟
الدليل أن الإمامَ مالكَ روى في مُوطئه وهو الكتاب الوحيد الذي ترك لنا، مَن يعلم للإمام مالك غير الموطأ؟
أنا لا أعلم له إلا هذا الكتاب، روى في هذا الكتاب حَديثًا عظيما
قال: من سُنَن المرسلين، لم يقل من سنة النبي عليه الصلاة والسلام فقط، من سنن المرسلين وضعُ اليُمنى على اليُسرى فوقَ الصَّدرِ هكذا
وهل معقول أن الإمام مالكا يروي هذا الحديث في موطئه ثم يصلي مسدلا؟!
أكثر المالكيين إنما هم قاسميون وليسوا بمالكيين، أي ينتسبون إلى ابن القاسم، هذه رواية ابن القاسم هو الذي روى مسألة السدل
من فتاوى الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله