بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد فهذا سؤالٌ للشيخ محمّد بن هادي المدخلي –حفظهُ الله- يُوَجِّههُ للشيخ الوالد المحدّث ربيع بن هادي –طال اللهُ عُمُرَه نصْراً ونشْراً للسّنّة والحديث-:

قال الشيخ محمّد المدخلي
(... يسأل كل واحدٍ منهما عن موقف طالب العلم والسنّة مع المشايخ خاصة إذا حصل من بعض هؤلاء المشايخ خطأ... يَرَى بعض هؤلاء أنّهم يقعون في هؤلاء الأشياخ. نعم؛ فنرجو أن يُبيّنَ المنهج الحق في هذا ).

فأجاب الشيخ ربيع حفظه الله"
المنهج الحق في هذا أن العالم قد يخطئ والعالم قد يجهل ,وبعض الناس إذا أخطأ العالم قالوا : ( جاهل ) !



هذا منهج هدَّام .


مالك كان يُسال عن أربعين مسألة فيجيب عن ثمان مسائل أو أربع أو ست فقط !


ويقول في الباقي : ( الله أعلم ,الله أعلم , لا أعرف )


وسأله رجل شد الرحال من الأندلس سأله عن مسألة قال : ما قولكم في كذا وكذا ؟


قال : لا أعلم !


فقال له : شددت من أجلك الرحال من الأندلس حتى تقول لي : الله أعلم ؟!!


فقال له : روح وقل : مالك جاهل !


فالعالم الصادق المخلص لا يبالي ما قيل فيه : عالم أو جاهل !


وطالب العلم يجب أن يكون مؤدباً ,ولا يكون عنده هذا الميزان الجائر .


لأن الإنسان إذا أخطأ يخطئ خطأين ,ثلاثة ,عشرة ,عشرين .. لا تتنقصه .


عنده علم يا أخي ,لكن لا يعلم كل شيء ! ولا أحاط بكل شيء علماً !


ولا أحد أحاط بالعلم ؛لا شافعي ولا مالك ولا أحمد ولا الصحابة رضي الله عنهم .


وكان الصحابة قد يفوت : أبو بكر وقد يفوت عمر وقد يفوت عثمان ..


تفوتهم بعض الأحاديث ويحفظها من هو دونهم فما أحد يحتقرهم وما أحد يرى أنَّهم جهلة ! -والعياذ بالله- .



فيه يوجد في الساحة أصنافا من هذا الشكل . الإنسان إذا أخطأ خطأً واحداً أو جهلة مسألة –والله- قال : جاهل !!


هذه المناهج هدامة –بارك الله فيكم - .


يجب أن نحترم العلماء وأن نحترم طلاب العلم ,وأن يحترم المسلمون بعضهم بعضاً وأن لا نستحل الأعراض بأقل فرصة تجدها تنتهزها للنيل من أخيك المسلم .)

و قال العلامة الفوزان:

ومن هنا علِمنا أن الأمر ليس بمتروك ومُفْلَت، كل واحد ينصب نفسه منصب الأئمة ومنصب المجتهدين، ويغلِّط العلماء، ويرجّح من غير علم.
أو يزهِّد في الفقه وأقوال الفقهاء، ويعتبرها شيئاً مرفوضاً. وهذا ليس من آداب طلبة العلم المريدين للحق.
والواجب على الإنسان: أن يعرف قدْر نفسه، فلا يجعل نفسه في مكانة أعلى مما تستحقُّها، بل الأمر أخطر من ذلك وهو أن يخاف من الله سبحانه وتعالى لأن الأمر أمر تحليل وتحريم وجنة ونار، فلا يورِّط نفسه في أمور لا يُحسن الخروج منها."
إعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد


ألا فليتق الله من كان هذا حاله!!!!

ألا فليتق الله من صدر نفسه لهذا الشأن!!! فصار يخطئ المشايخ و يستدرك عليهم و كأنه إمام زمانه!!!