إثبات علو الله على خلقه وأن الله في السماء وليس في كل مكان
(54) سئل فضيلة الشيخ: عن علو الله تعالى ؟ وعن قول من يقول : : إنه عن الجهات الست خال وإنه في قلب العبد المؤمن ؟
-----------------------------؛
فأجاب بقوله : مذهب السلف رضوان الله عليهم أن الله تعالى بذاته فوق عباده...
وعلى هذا فإن المتأمل في هذه المسألة مسألة علو الله تعالى بذاته على خلقه بعد ردها إلى كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يتبين له أن الكتاب والسنة قد دلا دلالة صريحة بجميع وجوه الدلالة على علو الله تعالى بذاته فوق خلقه، بعبارات مختلفه منها:
1. التصريح بأن الله تعالى في السماء كقوله تعالى : { أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ، أم أمنتم من السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير }.
وقوله، صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها". رواه مسلم.
2. التصريح بفوقيته تعالى:
كقوله تعالى : { وهو القاهر فوق عباده }.
وقوله : { يخافون ربهم من فوقهم } .
وقوله صلى الله عليه وسلم : "إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي". رواه البخاري.
3. التصريح بصعود الأشياء إليه، ونزولها منه:
والصعود لا يكون إلا إلى أعلى، والنزول لا يكون إلا من أعلى،
كقوله تعالى: { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } .
وقوله : { تعرج الملائكة والروح إليه }.
وقوله : { يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه }.
وقوله تعالى في القرآن الكريم : { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } .
وقوله صلى الله عليه وسلم : "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : : من يدعوني" . إلى آخر الحديث، وهو صحيح ثابت في الصحيحين وغيرهما.
4. التصريح بوصفه تعالى بالعلو:
كما في قوله تعالى: { سبح اسم ربك الأعلى }.
وقوله : { ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم }.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : "سبحان ربي الأعلى" (في السجود).
5. إشارة النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء حين يشهد الله تعالى في موقف عرفة ذلك الموقف العظيم، الذي أشهد فيه النبي صلى الله عليه وسلم أكبر جمع من أمته، حين قال لهم : " ألا هل بلغت"؟ قالوا : نعم فقال : " اللهم اشهد". يرفع أصبعه إلى السماء ويرفعها إلى الناس . وذلك ثابت في صحيح مسلم من حديث جابر، وهو ظاهر في أن الله تعالى في السماء وإلا لكان رفعه إياها عبثاً.
6. سؤال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية حين قال لها: "أين الله" ؟ قالت : في السماء، قال: " أعتقها فإنها مؤمنة". رواه مسلم من حديث طويل عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه وهو صريح في إثبات العلو الذاتي لله تعالى، لأن "أين"، إنما يستفهم بها عن المكان، وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم هذه المرأة حين سألها أين الله؟ فأقرها على أنه تعالى في السماء، وبين أن هذا مقتضى الإيمان حين قال: " أعتقها فإنها مؤمنة".
--فلا يؤمن العبد حتى يقر ويعتقد أن الله تعالى في السماء، فهذه أنواع من الأدلة السمعية الخبرية من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تدل على علو الله تعالى بذاته فوق خلقه، أما أفراد الأدلة فكثيرة لا يمكن حصرها في هذا الموضع..
يتبع/ ...
المصدر: الشيخ محمد بن صالح العثيمين
بتصرف/ فتاوى أركان الإسلام - قسم العقيدة