النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    الدولة
    قسنطينة /الجزائر
    المشاركات
    384

    افتراضي زيارة الشّيخ محمّد متولّي الشّعراويّ إلى الجزائر محَطُّ إنْكَارٍ، لا مَحَطُّ افْتِخَار!

    زيارة الشّيخ محمّد متولّي الشّعراويّ إلى الجزائر محَطُّ إنْكَارٍ، لا مَحَطُّ افْتِخَار!


    مِن أمثلَةِ «التَّمْيِيع» الّذي يُمارسُهُ بعضُ الشّيوخ المنسوبينَ إلى المنهج السَّلفيّ -مِن خُطَباءِ الجماهير- ممّن يُنعَتُونَ بشيوخِ «الصَّحْوَة»!: ما صَرَّحَ بهِ بعضُ هؤلاء أثناءَ زيارته إلى بلدنا الجزائر، وأيضًا بعد عودتِهِ إلى بلدهِ «مِصْر»؛ مِن كَوْنِ زيارتِهِ هيَ امتدادٌ لزيارةِ شيوخٍ أفاضل(!) سبقوهُ وحَطُّوا رِحَالَهُمْ في أرضِ الجزائر ووطِئت أقدامُهُم هذا البلَد، وسمَّى منهم اثنين مِنْ مشاهير المصريِّين في العالم الإسلاميّ، وهُمَا: الشّيخ عبد الحليم محمود، والشّيخ محمّد متولّي الشّعراويّ...
    قرأتُ هذا التّصريحَ لهذا الشّيخ «الصَّحْوِيّ» والّذي يتكلَّمُ باسمِ السَّلفيَّة، وهو في الحقيقةِ مُذَبْذَبٌ؛ فتارةً سَلَفِيًّا –تَحْسَبُهُ![1]- وتارةً خَلَفِيٌّ، وهو مِن ضحايا الفِكر «الإخوانيّ» والنَّهج «القُطبيّ» «السُّرُوريّ» الّذي أفسَدَ كثيرًا ممَّن كانُوا سلفيِّين أو كان لهم توجُّهٌ صادِقٌ إلى السَّلفيَّة النَّقيَّة، فأُشْرِبُوا هذه الأفكار واللَّوْثَات الخلفيَّة، فكانَ خليطٌ مِن هذه وتلك، والكلُّ مُلْصَقٌ بالنَّهجِ السَّلفيّ النّقيّ الصّافيّ، يحْمِلُون اسمهُ ويَنتسبُون إليهِ، فخلَّطَ هؤلاءِ نَقاءَهُ وأَدْخَلُوا فيهِ ما ليسَ منهُ ممَّا هو غريبٌ عنهُ، وحمَّلُوهُ ما لا يرتضِيهِ وما يَأْبَاهُ، وحقُّ هؤلاء أن يطلبُوا مَن يُعلِّمُهم المنهجَ السَّلفيَّ ويُطهِّرُ عقولهم مِن تلك اللَّوْثات، عافانا اللهُ ممَّا ابتلاهُم بِهِ.


    * وبالأمسِ وقفَ أحدُ أصحابِهِ ممّن يسيرُ على الطّريقةِ إيَِّاها وينهجُ النَّهجَ نفسَهُ، يُبالغُ في تمجيد بلدهِ «مِصْر» ويُنْزِلها فوقَ كلِّ المنازل(!)، ويقولُ: «ما تخلَّفَ العالمُ الإسلاميُّ إلاَّ لمَّا تخلَّفَت مِصْرُ عن رِيَادَتِهِ، فهيَ الرَّأسُ...» إلخ، ثمَّ مثَّلَ بما كان يَحدثُ في أرضِ الحجاز (المملكة السُّعوديَّة) أيّام اشتداد الصّراع بين الحقّ والباطل، والسّنّة والبدعة، ونهج السّلف الحقّ الأصيل ونهج الخوارج الباطل الدَّخيل، النَّهج الّذي غزا تلك البلاد التّي أُسّست من أوّل يومٍ على المنهج السّلفيّ الصّافيّ، فحطَّ فِيها أمثال محمّد الغزاليّ ومحمّد قطب ومحمّد سرور زين العابدين، فنشرُوا أفكارَ الإخوان و«فِقْهَم الحرَكِيّ» وبَثُّوا سُمُوم الخوارج ودِعاياتِهم التَّهْيِيجِيَّة الثَّوْرِيَّة، فأفسدُوا الشّباب السّلفيّ في تلك البلاد، وبذرُوا بَذْرًا نَمَا وتَرَعْرَعَ وشَبَّ وخرجَ عن الطَّوْق، فلمّا باتَ ينكشفُ مِن أمرِ هذا الانحراف مَا كان مُسْتَتِرًا –وهذا كانَ أثناءَ حربِ الخليج وعقبَها-، تَرصَّدت له أنفسٌ ناصِحةٌ وعُيونٌ للحقِّ حارِسَة، فنصحت وحَذَّرت وصارحَت وجابَهَت، ولم تخف في اللهِ لَوْمَةَ لائِم ولم يُثْنِها عَذْلُ عاذِل، فقامَ الشّيخ محمّد أمان بن عليّ الجاميّ (رحمه الله) وإخوانُهُ بواجبِ النُّصح ووقفُوا للمُنحرفِين ونبَّهُوا المُغَرَّرَ بهم مِن المخدُوعين، ومن كان يَتتَبَّعُ الأمرَ ويستَمِعُ إلى حُجَجِ النَّاصِحين عَرفَ مأْخَذَهم وأَبْصَرَ حَقَّهم وأنَّهم لم يَجْنُوا على القوم بل أولئكَ هُمُ الّذين كانُوا يَجنُونَ على الأُمّة السُّعُوديَّة وعلى شبابِها بخاصَّةً -وعلى غيرهم بعامّةٍ-، فكانَ لا بُدَّ مِن الوُقوفِ لهم وقفةً تضعُ حَدًّا لما انتَشَرَ مِن باطلِهم وما رَاجَ مِنْ فِكْرِهم.... كلُّ هذا في عَيْنِ ذاكَ المُشَارِ إليهِ، لا يَسْوَى شيئًا، بل يقولُ مادِحًا «مِصْرَهُ» وقَوْمَهُ (!): «هذه المِعْجَنَة الحاصِلَة الآنَ في السُّعُوديَّة، إِحْنَا خِلِصْنَا مِنْهَا –أوْ جَاوَزْنَاهَا- مِنْ زَمَانْ، أو قال: مِن (20) سنةً...!!». وما أَصْدَقَ ما عَقَّبَ بهِ بعضُ الشُّيوخ الأفاضِل لمّا عُرِضَ عليهِ هذا الكلام فقالَ: «قُولُوا لَهُ: لا! جَاوَزْتُمُوها مِن قبل (70) سنة، لمَّا وَضَعَ لكم حَسَن البنَّا تلك القَوَاعِد» قلتُ: تلك القواعِد الفاسِدة .....؛ كقاعدة: «نتعاون فيما اتّفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيهِ»... إيْ والله! هي الّتي أفسَدَتْهُمْ، فصارُوا يُبْطِلُون ما هو حقٌّ ويُحِقُّونَ ما هُوَ باطلٌ، وَصارَ كَشْفُ المُبطِلين وتحذيرُ الأُمّة وشبابِها مِن المُنحرفين وذِكْرُ ما هم عليهِ مِن الفَسَاد بمقتَضى النَّصيحة: تخليطًا ومعجنةً!!* وَأرجعُ إلى المذكورِ أوّلاً، مادِحِ زيارة عبد الحليم محمود والشّعراويّ إلى الجزائر! فأقول: قرأتُ مضمون كلامه في حينِهِ في جريدةٍ يوميّةٍ مِن جرائدِ بَلَدِنَا، فَحَزَّ في نفسيِ ذلكَ كثيرًا وعَجِبْتُ أن يصدُرَ مثلُهُ مِن رجلٍ أقول: «مُوَحِّدٍ»، ولا أقولُ: «سلَفيّ»، فالرَّجلُ معروفٌ عندنا مِنْ قبلُ ومِنْ بَعْدُ؟.. ولكنَّهُ «الفِقْهُ الحَرَكيُّ» الّذي تَربَّى عليه أمثالُ هؤلاء أينَ يُودِي بِهِم.ثمّ تشكّكتُ في الأمر، وقد وقفتُ بعدُ على تكذيبٍ أظنُّهُ –والعَهْدُ بعيدٌ- مِنْ «الموقعِ الإلكترونيّ الرّسميّ» للمذكور، يَنفي عنهُ كثيرًا ممَّا جاءَ في تلكم التّصريحات، فقلتُ: لعلّ ذاكَ منها.ثمّ ما لَبِثْتُ أنِ استمعتُ إلى برنامجٍ خاصٍّ أَذَاعَهُ المذكور في «قناتهِ» يَرْوِي فيه رحلتهُ إلى الجزائر وما لاقاهُ فيها ومِن أهلها، فقالَ بالحرفِ: «فلا بدَّ ... أن يجلس الأبناء مع الشُّيوخ والعُلماء ... الطّلاّب في الجامعات وفي الكّلّيّات في أمسِّ الحاجةِ الآنَ إلى أن يُجالسُوا العلماء، واللهِ رأيتُ عَجَبًا عُجَابًا مِن طُلاّبنا في الجزائر في الجامعات الّتي زُرْتُها، وشَرُفْتُ كثيرًا بأَنَّنِي-يعني- قَدِمْتُ أَماكِنَ قَدِمَهَا مشايِخُنَا الأجِلاَّء كالشَّيخ الشَّعراويّ رحمه الله تعالى وغيرُهُ، وهنالِكَ يُحبُّونَ المشايِخَ حُبًّا جَمًّا؛ يُحِبُّونَ الشّيخ الشّعراويّ، ويُحبُّونَ الشّيخ الغزاليّ، ويُحبُّون الدّكتور فؤاد مِخِيمَرْ، ويُحبُّونَ –يعني- كلّ العلماء ... الدّكتور عبد الحليم محمُود، كلّ العلماء الّذينَ وطِئت أقدامُهُم أرضَ الجزائر مِنْ علماءِ مِصرَ، لا زلتُ أرَى لهم إجلالاً كبيرًا ومكانةً عظيمة وحفاوةً وحُبًّا في قلوبِ الآباء والشّباب ...»اهـ، فاستيقنتُ ما كنتُ شككتُ فيهِ أوَّلاً، وباتَ مُستقرًّا عندِي ما عليهِ هُوَ وأصحابُهُ مِن «التَّخليط» و«العجن».* وَلْأَرْجِعْ إلى مَقْصُودِي مِن هذه الكتابةِ والّتي أُريدُ أن أُبيِّنَ فيها بأنَّ: «زيارةَ الشّيخِ محمّد متولّي الشّعراويّ إلى الجزائر: محَطُّ إنْكَارٍ، لا مَحَطُّ افْتِخَار!»، وإذَا ذُكِرَتْ فإِنَّها تُذْكَرُ على حقيقتِها، ليَتَجلَّى لنا أنَّهَا ليست ممَّا يُتَمَدَّحُ بِهِ ويُجْرَى مَجْرَى الاِفْتِخَار والتَّنْوِيه والإِشَادَة، بل بعدَ أن يقفَ القارئُ «المُوَحِّدُ» على ما سأذكُرُه، سيجِدُ نَفْسَهُ تَضِيقُ ذَرْعًا بهذه الزِّيارة وتَسْتَنْكِرُهَا، لأنَّها كانت مَصْدَرَ شرٍّ وجَالِبَةَ بلاءٍ على الأُمَّةِ الجزائريَّةِ، بل وكانت هَدْمًا لما شَيَّدَهُ النَّاصِحُونَ المُوَحِّدُونَ مِنْ إِخوانِ الإمامِ ابن باديس والزَّعيم العُقْبِيّ (رحمهم الله)...* وإليكم نصيحَةً مِن رجلٍ صريحٍ في الحَقِّ، قد تشَرَّبَ دعوةَ التَّوحيد، ولهُ غيرةٌ عظيمةٌ عليها، يكشِفُ لنَا حالَ الشّيخ الشّعراويّ والحَدَث الّذي أَحْدَثَهُ في بلدنا (الجزائر)، هو الشّيخ الفقيه: أحمد حمّاني (ت: 1419هـ-1998م)؛ تلميذ الإمام ابن باديس (رحمه الله) والعلاّمة مبارك الميليّ (رحمه الله)؛ مؤلّف «رسالة الشّرك ومظاهره»، وقد ترأَّسَ الشّيخ أحمد حمانيّ المجلس الإسلاميّ الأعلى في الجزائر زمنًا (1972م-1989م)، (رحمه الله).* قال بعد أن أورد حديث: «اللّهُمَّ لا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ»: «...ورغم هذا النّهي الصّريح، وهذا التّحذير الشّديد فإنّ بعضَ المسلمين لم يَنتهُوا، واتّبعوا سَنَن اليهود وسُنّتهم، وقلّدوا أهل الكتاب في طريقتهم، فاتّخذوا قُبُور «أوليائهم» مساجد، وشَدُّوا الرِّحَالَ إليها، وطَافُوا بها وتَمَسَّحُوا عليها، ومِنهم مَن يَدْعُوا سَاكِنِيهَا –مِن دُونِ اللهِ أو مَعَ اللهِ- لِجَلْبِ نَفْعٍ أو دَفْعِ ضَرٍّ، وربّما كانت خشيتُه منهم أكبر في نفوسهم مِن خشية الله، وحُبّهم إيّاه كحبّهم الله، ولا حول ولاّ قوّةَ إلاّ بالله، ﴿والّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ، وليسَ هذا الأمر قريبَ العَهْدِ بَلْ هو قديمٌ، وليسَ خاصًّا بقومٍ بل عَمَّ بلاد الإسلام، -ثمّ ساقَ كلامًا عَظِيمًا للشّوكاني يُعَدِّدُ فيه مثل هذه المظاهر، وفيه يقول: «وبالجملة إنّهم لم يَدَعُوا شيئًا ممّا كانت الجاهليّة تفعله بالأصنام إلاّ فعلوه، ومع هذا المنكر الشّنيع والكفر الفظيع، لا نَجِدُ مَن يَغْضَبُ للهِ ويَغَارُ حميَّةً للدِّينِ الحَنِيف، لا عالمًا ولا متعلّمًا ولا أميرًا، ولا وزيرًا ولا ملِكًا...»اهـ، ليقول بعدهُ: - وما ذكره الشّوكانيّ معروفٌ مُشَاهَدٌ –منذ أجيال- في كلِّ بلاد المسلمين وما رواه مِن تَقَاعُسِ العُلماء والمتعلّمِين والأمراء والوزراء دون الواقع بكثير، فإنّ الفتنة الكبرى والبلاء الأعظم جاء المسلمين مِن مُشَارَكَةِ بعضِ العُلماء في الحجّ إلى هذه القبور ودُعَاءِ أصحابها، واعتقادهم في «الأولياء» مِن سَاكِنِيهَا، فَيَوْمَ أن زُرتُ «القاهرة» في أواخر السّبعينات وصادف إقامة «مولد سيدي أحمد البدويّ» «والحجّ إليه» فذكرت الصّحف أنّ عدد «الحُجَّاج» زاد على مليونين اثنين، وكان في طليعتهم شيخ الجامع الأزهر، ووزير الأوقاف «الشّؤون الدّينيّة» وكلاهُما مِن أشهر علماء الأزهر، والثّاني مكثَ في الجزائر بضع سنواتٍ، وأَحْيَا فِيهَا ما كانت قَضَتْ عليهِ الحركة الإصلاحيّة ودعوة عبد الحميد بن باديس و«جمعيّة العلماء المسلمين» قبلَ حَظْرِ نشاطِ نظامِها وعملِها كمنظَّمة. فمسؤوليّة العلماء أعظمُ من مسؤوليّة الحكّام والأمراء والوزراء، ذلكَ أنّ العامَّةَ قد لا تُفتنُ بهم ولا تتّخذهم قدوةً في الدِّين، وإِن كانَ مِن أَوْكَدِ واجباتهم حمايةُ وصيانةُ المسلمين في أموالهم وأرواحهم وأنفسهم ودينهم ودنياهم...»[«فتاوى الشّيخ أحمد حمّانيّ: استشارت شرعيّة ومباحث فقهيّة» (2/499-501)، منشورات وزارة الشّؤون الدِّينيَّة، الجزائر].* ليقول في آخرِ أجوبته (2/ 508): «ملاحَظة: ... ويُلاحَظُ في هذه الأجوبة...أنّ بعضَ عُلماء الأزهر وهو –الشّيخ- الشّعراويّ بَثَّ أثناءَ زيارتِهِ للجزائر كثيرًا مِن الضَّلالات، منها تقديسُ القبُور، والخُضُوع للقُبوريِّين، وقد تَوَلَّى مِن بعدُ الوزارةَ لشُؤُونِ الدِّين في مِصر، فلم يَحْذِفْ مَا يَقَعُ في المَوَالِيدِ القُبُوريَّة، بلْ ذَهَبَ وزَارَهَا وعَظَّمَهَا»اهـ، وتاريخُ الأجوبة والملاحَظة: 15/01/1980م.

    المصدر : موقع مصابيح العلم للشيخ سمير سمراد.



    [1] - في مُحاضرةٍ له ألقاها بالجزائر(بلدةُ أمّ البواقي، أفريل 2009م) بعنوان: «أسباب النَّصر والتَّمْكِين»، قالَ(مِن الدّقيقة 20 إلى الدّقيقة: 22):«الأُمَّةُ يا أحبابي! لنْ تُنْصَرَ بالمظاهرات، ولن تُنصرَ بحَرْقِ الأَعْلاَمِ وَالمَاكِتَّاتِ للحُكَّامِ والزُّعَمَاء، ولَوْ هَتَفَتْ الأُمَّةُ أَلْفَ سَنَةٍ قادِمَة، بحناجِرَ مُلْتَهِبَة، لَنْ تُنصَر، إلاَّ إذا حقَّقت الإِيمان، شَأنُهَا في ذلكَ كشَأْنِ جُحَا، لا أدري هل تعرفون جُحَا أم لا؟ الَّذِي صَنَعَ يومًا ساقِيةً على النَّهر، لتأخُذَ الساقيةُ الماءَ مِنَ النَّهر، ولتَرُدَّ السَّاقِيَةُ نفسَ الماءِ إلى نفسِ النَّهر، فتعجّب العقلاءُ وقالوا: عجبًا لك يا رجل، ماذا تصنع؟ تصنع ساقيةً على النّهر، لِتَأخُذَ الماءَ على النّهر، ولتردَّ نفسَ الماءِ إلى نفسِ النَّهر، فقال جُحَا: يَكفيني نَعِيرُهَا، يَكفيني صُراخُهَا، فَلْتَصْرُخْ الأُمَّة، ولْتَهْتِفْ الأُمَّة بحناجِرَ مُلْتَهِبَة، لن تُغيَّرَ مِنَ الواقِعِ شيئًا، إلاَّ إذا خطت الخطوةَ العمليَّة الأُولى على طريق النَّصر وَالعِزّ والاِسْتِمْكَان والتَّمْكِين، ألا وهي: تحقيقُ الإيمَان...»إلخ. ثمّ لم يَلْبَثْ زَمَانًا حتَّى خرجَ مع جُمُوعِ المتظاهِرِين في بلده «مصر»، فِيما يُعْرَفُ بِثورةِ 25 يونيو!... أينَ أُحْرِقَتْ أَعلامُ ومَاكِتَّاتُ الحاكِم والزّعيم، وهتَفَ المتظاهِرُون بحناجرَ ملتهبة، ومعهم الشّيخُ «الصَّحْويُّ» مُؤَيِّدًا ومُزَكِّيًا ومُناصِرًا، فهل كانَ يُرِيدُ أن تُنْصَرَ الأُمَّةُ ؟؟!! ثمّ نقول لهم: ماذا فعلتُم؟ وماذا غيَّرتُم؟ وماذا جَرَّ عليكُم الصُّراخ والهُتَاف؟؟؟... نعم! يا شيخ! الآنَ فقط، صِرْنَا نعرفُ أكثَر مَن هُوَ جُحَا؟ إِذْ سَألْتَنَا عنهُ؟؟، لنرُدَّ عليكَ بأنّ جِنَايَتَكُم أَسْوَأ مِنْ جِنَايَةِ جُحَا، إِنْ كانت لِجُحَا جَنَايَةٌ على أحدٍ! وإنّكُم تحمَّلتُم أَوْزَرًا وتَبِعَاتٍ، وأيُّ تَبِعَات؟ وَإِنّ جُحَا لم يتحمَّلْ دَمَ نفسٍ واحدةٍ سُفِكَتْ، بَلْهَ دماءٍ وأعراضٍ للمسلمين!! فلَيْتَكَ الْتَزَمْتَ ما كُنْتَ تُوصي بِهِ، إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِهِ!
    فمن دعا إلى ما دعا إليه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فهو من دعاة الله، يدعو إلى الحقِّ والهدى، ومن دعا إلى ما لم يدعُ إليه محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم فهو من دعاة الشيطان يدعو إلى الباطل والضلال.([1])

    [1]: آثار ابن باديس (1/182).

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    85

    افتراضي رد: زيارة الشّيخ محمّد متولّي الشّعراويّ إلى الجزائر محَطُّ إنْكَارٍ، لا مَحَطُّ افْتِخَار!

    جزاك الله خيرا


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سائل من الجزائر يقول : لدينا في الجزائر يقال لك عند الإفطار ' صح فطورك ' فهل هذا جائز؟
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-May-2021, 08:09 PM
  2. وصايا الشّيخ صالح السُّحيمي لشباب الجزائر
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14-Jun-2014, 10:40 AM
  3. [ردا على دعاة الربيع العربي في الجزائر] نصيحة إلى أبناء الجزائر ...
    بواسطة أبو هنيدة ياسين الطارفي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-Apr-2014, 04:15 PM
  4. فتوى الشّيخ محمّد بن مرزوق التّلمساني المالكيّ في إيقاد الشّموع ليلةَ المَوْلِدِ
    بواسطة أبو عبد الله بلال الجزائري في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-Jan-2013, 08:58 PM
  5. عندما تحدَّث الشّيخ محمّد المدخلي عن والده الشّيخ ربيع - حفظهما الله
    بواسطة أم ريان السلفية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-Jul-2010, 02:58 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •