الحمد لله حمدا كثيراطيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد :
قال الشيخ العلامةربيع - حفظه الله – وأعلى قدره وأحسن عاقبته في شرح عقيدةالرازيين المطبوع (ص223) :
هناك من يندسون في أهل السنة ويوالون أهل البدع ويحاربون أهل السنة فهؤلاء من أخطر الناس على السلفية والسلفيين..
وقال حفظه الله: في المجموع(36/1)نحن ليس عندنا تقديس للأشخاص والغلو فيهم ولكن عندنا الأدب ومعرفة قدر العلماء.
قلت : أي والله فالسلفيون مؤدبون ، ملتزمون بقوله صلى الله عليه وسلم :<< ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا البذيء >> هذا عموما فكيف بهم مع العلماء والمشايخ السلفيين ومع بعضهم البعض ؟؟
وفوق ذلك فهم صابرون محتسبون يعلمون أن البلاء موكول بالعبد ، وأن الله إذا أحب عبدا ابتلاه ، فهم صابرون على البلاء وخاصة من إخوانهم من ذوي القرابة في المنهج لأنه من أشد أنواع الظلم على نفوسهم ، كما قال الشاعر: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ...
فلا يحبون أن تفترق كلمة السلفيين ، ولا أن يضحك عليهم خصومهم وأعداؤهم وأن يشمت بهم أهل الأهواء من أهل الغلو والجفاء ..والإفراط والتفريط المتربصين بهم الدوائر .
أسأل الله تعالى أن يرين االحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، كما نسأله تعالى أن يرزقنا حسن الأدب وخلق التواضع لعلمائنا ومشايخنا إنه ولي ذلك والقادر عليه ، فإنه من تأدب ساد ومن لم يتأدب طرد عن الباب ، فالأدب رأس مال السلفي والصبر سلاحه ، والإنصاف لباسه ، والتواضع حليته فحيثما نظرت فيه رأيت إلا خلقا حسنا وأدبا جما ، فإذا نظرت إلى لسانه رأيته عفيفا نظيفا، وإذا نظرت إلى بصره رأيته مغضوضا ، وفي ملكوت الله مسترسلا ، وإذا نظرت إلى سمعه رأيته مستمعا مطيعا ، وإذا نظرت إلى يده رأيتها ممدودة بالعفو والصفح والنفقة لها سجية ، وإذا نظرت إلى عبادته رأيت التنسك والطمأنينة والخشوع وإذا نظرت إلى عقيدته رأيت الإيمان بالقول والاعتقاد والجوارح ، وإذا نظرت إلى سمته وهديه ومدخله ومخرجه رأيت السنة وأخلاق النبوة ، وعلاوة على ذلك فهو كالغيث يحبه الخلق أينما وقع نفع ..
نسأل الله تعالى أن يجعلنا كذلك وأن يغفر لنا ما هنالك وأن يعفو عنا وعن إخواننا السلفيين السنيين الذين ظلمونا ، والذين أحبونا ، وأن يجمع بيننا وبينهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. آمين .