درر من أقوال السلف في طاعة الولاة

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة في معرض كلامه عن ذلك ما يلي ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لايرون الخروج عن الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ، لأن الفساد في(كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة. فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته) [ منهاج السنة النبوية: 3/390].

وقال العلامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله في جامعه) عندما شرح حديث ( الدين النصيحة) قال: ( وأما النصيحة لأئمة المسلمين فحب(تميم الداري صلاحهم ورشدهم وعدلهم وحب اجتماع الأمة عليهم وكراهة افتراق الأمة عليهم والتدين بطاعتهم في طاعة الله عز وجل والبغض لمن رأى الخروج عليهم وحب إعزازهم في طاعة الله عز وجل ) إلى أن قال رحمه الله : ( معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وتذكيرهم به وتنبيههم في رفق ولطف ومجانبة الوثوب عليهم والدعاء لهم بالتوفيق وحث الأغيار على ذلك) [ جامع العلوم والحكم: 1/222].
وقال شيخ الأسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في رسالة ( الأصول الستة):
( الأصل الثالث: إن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان هذا بياناً شائعاً ذائعاً بكل وجه من أنواع(عبداً حبشياً فبين النبي البيان شرعاً وقدراً، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم ، فكيف العمل به؟!) اهـ. [ من كتاب الجامع الفريد من كتب ورسائل لأئمة الدعوة الإسلامية:281].

قال الإمام البربهاري في كتابه شرح السنة ص (107) : [ وإذا رأيت الرجل يدعوا على السلطان ؛ فاعلم أنَّه صاحب هوى وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح ؛ فاعلم أنَّه صاحبُ سُنَّة ].
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله-: ( فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان ، وأن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور ؛ فهذا عين المفسدة ، وأحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس.
كما أن ملء القلوب على ولاة الأمر يحدث الشر والفتنة والفوضى ، وكذا ملء القلوب على العلماء يحدث التقليل من شأن العلماء، وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها.
فإذا حاول أحد أن يقلل من هيبة العلماء وهيبة ولاة الأمر؛ ضاع الشرع والأمن ؛ لأن الناس إن تكلم العلماء؛ لم يثقوا بكلامهم ، وإن تكلم الأمراء؛ تمردوا على كلامهم ، وحصل الشر والفساد.
فالواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاه ذوي السلطان ، وأن يضبط الإنسان نفسه ، وأن يعرف العواقب.
وليعلم أن من يثور إنما يخدم أعداء الإسلام؛فليست العبرة بالثورة ولا بالانفعال ، بل العبرة بالحكمة، ولست أريد بالحكمة السكوت عن الخطاء ، بل معالجة الخطأ ؛ لنصلح الأوضاع؛ لا لنغير الأوضاع؛ فالناصح هو الذي يتكلم ليصلح الأوضاع لا ليغيرها). اهـ. [ نقلاً عن رسالة حقوق الراعي والرعية]، مجموع خطب للشيخ ابن عثيمين.
هذا وأسأل الله أن يجعلنا ممن نتبع الحق ولا نتبع الهوى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
نقل ابن حجر رحمه الله الإجماع على عدم جواز الخروج على السلطان الظالم : فقال قال ابن بطال :د((وفى الحديث حجة على ترك الخروج على السلطان ولو جار وقد اجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما فى ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء)) فتح البارى 13/7 ونقل الامام النووى -رحمه الله - الإجماع على ذلك فقال في ((واما الخروج عليهم وقتالهم فحرام باجماع المسلمين وإن كانوافسقة ظالمين وقد تظاهرت الاحاديث على ماذكرته واجمع اهل السنه انه لاينعزل السلطان بالفسق....... )) شرح النووى 12/229

وقال النبي في الحديث الذي رواه مسلم

((يكون بعدي أئمة لايهتدون بهداي ولايستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين

في جثمان إنس قال ( حذيفة): قلت : كيف أصنع يارسول الله ؟ إن أدركت ذلك ؟؟

قال : (( تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك , فاسمع وأطع ))

رواه البخاري ( 7084) ومسلم ( 1847) باب ( يصبر على أذاهم وتؤدى حقوقهم )

وقال النبي في الحديث الذي رواه مسلم

((يكون بعدي أئمة لايهتدون بهداي ولايستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين

في جثمان إنس قال ( حذيفة): قلت : كيف أصنع يارسول الله ؟ إن أدركت ذلك ؟؟

قال : (( تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك , فاسمع وأطع ))

رواه البخاري ( 7084) ومسلم ( 1847) باب ( يصبر على أذاهم وتؤدى حقوقهم )

وقال النبي في الحديث الذي رواه مسلم

((يكون بعدي أئمة لايهتدون بهداي ولايستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين

في جثمان إنس قال ( حذيفة): قلت : كيف أصنع يارسول الله ؟ إن أدركت ذلك ؟؟

قال : (( تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك , فاسمع وأطع ))

رواه البخاري ( 7084) ومسلم ( 1847) باب ( يصبر على أذاهم وتؤدى حقوقهم )

وقال الحسن -رحمه الله -:
(( إعلم -عافاك الله - أن جور الملوك نقمة من نقم الله تعالى , ونقم الله لاتلاقى بالسيوف وإنما تتقى وتستدفع بالدعاء والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب

إن نقم الله متى لقيت بالسيف كانت هي أقطع ))من آداب الحسن لابن الجوزي ص119

وسمع الحسن رجلاً يدعو على الحجاج فقال :

لاتفعل -رحمك الله -أنكم من انفسكم أتيتم , إنما نخاف إن عزل الحجاج او مات أن تليكم القردة والخنازير

ولقد بلغني : أن رجلاً كتب الى بعض الصالحين يشكو إليه جور العمال فكتب إليه :

(( ياأخي , وصلني كتابك تذكرما انتم فيه من جور العمال ,

وإنه ليس ينبغي لمن عمل بالمعصية أن ينكر العقوبة

وماأظن الذي انتم فيه إلا من شؤم الذنوب , والسلام ))

آداب الحسن ( ص120)

وقال الآجري -رحمه الله -:

((...وإن أمروه بطاعتهم فأمكنه طاعتهم أطاعهم , وإن لم يمكنه اعتذر اليهم

وإن أمروه بمعصية لم يطعهم

وإن دارت بينهم الفتن لزم بيته وكف لسانه ويده ولم يهو ماهم فيه

ولم يعن على فتنه ،

فمن كان هذا وصفه كان على الطريق المستقيم إن شاء الله ))

الشريعة ( 37)

وقال الإمام العلامة الفقيه المجتهد ابن تيمية -رحمه الله وأسكنه جنات النعيم -:

(( وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه

من معصية ولاة الأمور وغشهم والخروج عليهم بوجه من الوجوه

كما قد عرف من عادات اهل السنة والدين قديماً وحديثاً , ومن سيرة غيرهم ))

مجموع الفتاوى ( 35/12)

رحم الله ابن تيمية ماأفقهه واعلمه بمنهج السلف .

وقال أبوعثمان الزاهد :

(( فانصح للسلطان ,وأكثر له من الدعاء بالصلاح والرشاد بالقول والعمل والحكم ,

فإنهم إذا صلحوا صلح العباد بصلاحهم .

وإياك أن تدعو عليهم باللعنة ,فيزدادوا شراً ويزداد البلاء على المسلمين , ولكن ادع لهم بالتوبة فيتركوا الشر فيرتفع البلاء عن المؤمنين )) الجامع لشعب الإيمان (13/99)
تبين لك مما سبق نقله من كلام اهل العلم من اهل السنة والجماعة أمور منها :

1) وجوب طاعة ولاة الأمور في طاعة الله -عزوجل - .

2) النصيحة لولاة الأمور وترك الغش لهم والدعاء لهم منهج السلف الصالح .

3) الإسرار بالنصح لولاة الأمر من هدي السلف الصالح.

4) عدم طاعتهم في معصية الله تعالى مع عدم شق العصا بل يلتزم بالجماعة .

5)جمع القلوب على السلطان المسلم من هدي علماء السنة والفقه .

6)إجماع الفقهاء على عدم جواز الخروج على الأمير المسلم الفاسق وان الخروج عليهم من فعل الخوارج المارقين الضلال المبتدعة ( كلاب اهل النار ).

7) وجوب الإلتزام بعقيدة السلف ( كلها ) .

8) التحذير من صحبة المبتدعة من الخوارج وغيرهم والبراءة من عقيدتهم الباطلة ووجوب التوبة

على من وقع في شىء من ذلك .

المراجع المهمة في هذا الموضوع :

1)كل كتب السلف ( السنة للخلال -ابن ابي عاصم -شرح السنة البربهاري -عقيدة السلف للصابوني

وغيرها الكثير ...والحمد لله .

2) كتب الشيخ الإمام ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله - .

3) كتب ائمة الدعوة السلفية ( الدرر السنية وغيرها )

4) كتب الشيخ -ابن باز وابن عثيمين والألباني -رحمهم الله , والشيخ الفوزان وباقي علمائنا .

والله أسأل ان يجعل جميع اعمالنا خالصة لوجهه الكريم وان ينفع بما نقل من كلام العلماء .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ,

والحمد لله رب العالمين .
منقول:سحاب