جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ..
وهذه موعظة للنفس بليغة ، آه ، ثم آه ، لو فقهتها، ووقفت على ما فيها ، فكنت من أهلها ، ففي كتاب الزهد للإمام أحمد
(1/83) (511) قال - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أبِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، أَخْبَرَنَا بَعْضُ الْمَشْيَخَةِ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، دَخَلَ مَسْجِدَ دِمَشْقٍ، فَرَأَى نَقْشًا فِي حَجَرٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: مَا نَعْرِفُهُ فَقِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ابْعَثْ إِلَى وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ فَإِنَّهُ يَقْرَأُ الْكُتُبَ كُلَّهَا فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَعَرَفَ الْكِتَابَ، وَقَرَأَهُ، فَإِذَا فِيهِ: «ابْنَ آدَمَ، لَوْ رَأَيْتَ مَا بَقِيَ مِنْ أَجَلِكَ، لَزَهِدْتَ فِي طُولِ مَا تَرْجُو مِنْ أَمَلِكَ، وَإِنَّمَا تَلْقَى نَدَمَكَ، وَقَدْ زَلَّتْ قَدَمُكَ؛ فَأَسْلَمَكَ الْحَبِيبُ، وَوَدَّعُكَ الْقَرِيبُ، فَلَا أَنْتَ إِلَى أَهْلِكَ عَائِدٌ، وَلَا فِي عَمَلِكَ زَائِدٌ، فَاعْمَلْ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَبْلَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ» انتهى منه .
(يَا رجائي فِي بلائي ... لَا تُزل عني خيرك)
(أَنْت رَبِّي أَنْت حسبي ... أَنا لَا أعبد غَيْرك)
أعوذ بِاللَّه من عدم الْإِخْلَاص ، أعوذ بِاللَّه من عدم الخلاص ، أعوذ بالله من هول يَوْم الْقصاص ، أعوذ بِاللَّه من ترك الاسْتقَامَة ، أعوذ بِاللَّه من الْعَذَاب والملامة ، أعوذ بِاللَّه من هول يَوْم الْقِيَامَة ، أعوذ بِاللَّه من الْحَسْرَة والندامة ، أعوذ بِاللَّه من حرمَان الْكَرَامَة .
فما أعظم في القيامة الحسرة والندامة ، إن لم يتغمدني اللَّه بالرحمة والسلامة ، فسهِّل يا رب المجاز، ويسِّر لي الجواز، فقد حان حصادي وإن لم يصلح فسادي ولم يحصل رشادي ، فأنت حبي وملاذي ومرادي، اللهم صل على خاتم النبيين محمد سيد العباد وآله وصحبه إلى يوم المعاد.