النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1
    أبو عبدالله قرة العين غير متواجد حالياً فضيلة الشيخ / أبو عبدالله قرة العين صلاح بن عبد الوهاب السلفي - حفظه الله -
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    53

    افتراضي تنزيه الدعوة ،والأنبياء عن تشويه ،وتسفيه الحمقى ،والأغبياء .










    السلام عليكم ورحمة الله
    الأخ الفاضل الأكبر حضرة الأستاذ /.......
    لو تكرمتم اغفروا لي مداخلتي ، فما أردت إلا الخير ،والنصح.
    إن هذاالكاتب /محمدا الدويك - هدانا الله ،وإياه - [مجلة يومك ]قال فيما كتب-وليته ما فعل- كلاما خطيرا ، فيه تهميش لأمر الدين ،والمعتقد ،والدعوة التي لا يقوم الدين إلا بها ،وهذ نص هراءه بصفاقته ،وغباءه :[ الكاتب محمد الدويك يكتب –يتقيأ- ||| كنت أقرأ قصة يوسف –كذا- في القرآن. وتوقفت عند نقطة مهمة، فعدت لمصادرها في التوراة.-كذا- [لتعرفوا من أين يستقي القوم علومهم]وتأكدت لي نفس الفكرة.[قطعه وتوكيده هذا مبني بلا شك على اعتقاده بسلامة التوراة عن التحريف و التبديل !!].

    يوسف النبي، عندما خرج من السجن، وفسر الحلم –كذا- لفرعون مصر، وعرض نفسه –كذا- لتولي منصب الخزانة العامة، وزارة الاقتصاد والمالية، لم يتعرض للفروق العقيدية بينه وبين فرعون.!!
    لم يدعوه –كذا- إلى دينه ودين آباءه ابراهيم ويعقوب.!!
    كان همه –كذا- الاتحاد مع رئيس الدولة، المخالف له في الدين ،لإنقاذ البلد من الجائحة التي تتسبب –كذا- في الفقر والجوع .. ووضع يده في يد فرعون ،الذي قد [تُرى "قد" هذه للتحقيق ،أم ماذا ؟!] يكون وثنيا. ويوسف نبي الزمان. لحماية أرض مصر مما تتهدده –كذا- من مصير قاتم لسنوات.
    ولم يستخدم منصبه الوظيفي للتبشير الديني –كذا-، ولكن لرفاهية الناس.!!
    وعندما قدم نفسه –كذا- لتولي الوظيفة، قدم كفاءاته qualification [تكلف ، وتنطع] فقال إني حفيظ عليم .. اليقظة الذهنية والقدرة الفكرية –كذا- على التصرف بعلم .. والتي تتوافق مع مواصفات الوظيفة job description.(نفس التنطع و،والتكلف) وهنا اختاره فرعون-كذا- لأنه أمين، ليس لأنه نبي.-كذا-!!
    احتمال آخر.. أن فرعون كان موحدا.. وأن يوسف رأى أن الاشتراك في عبادة الله [ولْنسألِ الكاذب –أقصد الكاتب- سؤالا ،تُرى ،ماهي العبادة التي وقع الاشتراك فيها بين نبي الله يوسف –عليه السلام- ،وبين ملك مصر؟!] الواحد كافية كأرضية مشتركة، حتى ولو اختلفت الشرائع –كذا- والتصورات.
    المهم أن الإدارة الاقتصادية ليوسف وفرعون كانت تضع هدفا واحدا.. حماية الناس من الفقر، وحماية الأرض من البوار.. بغض النظر عن طبيعة عقائد المصريين أو عقائد الحكام..
    فلو تهددت حياة الناس فالعقيدة بلا قيمة..[لا تعليق !!]
    ( حكم مدني ! علماني ! يا ربي الرحيم أنا فقط أفكر [بل أنت تهزي وتتقيأ كنتيجة حتمية لسُكْرِك ،وجنونك] ).
    الحوار القرآني –كذا- يركز على الجانب المعيشي أكثر من تركيزه على الفروق الدينية..[لله الأمر من قبل ومن بعد] لأن الخطر إذا جاء أكل الجميع .. ركز على العمل والوحدة والمواجهة . حتى لو تجاوز العقائد.[أُفٍّ لهكذا كلام]
    ربما اللمحة الوحيدة –كذا- كانت لفتيان –كذا- السجن ، عندما دعاهما إلى الله الواحد ،( يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ).
    أولا، لاحظ اسلوب الخطاب، يحدثهما بلفظة ، يا صاحبي .. حتى لو كانا وثنيان –كذا- يعبدا –كذا- أربابا من دون الله.
    في ذات الوقت قدم لهم النصح [ما هذا التناقض؟!] وتأويل الرؤيا.. كما أنه انتظر الطعام ليأكل معهم –كذا- .. ثم تركهما يختارا –كذا- عقيدتهما كما يشاءان، دون إكراه أو عداء أو غلظة أو تنفير.
    وانتهى به الحال معهما، رغم اختلاف العقيدة، بأن خاطبهم –كذا- بـ يا صاحبي .. وكررها مرتين.] .
    أقول :الحمد لله الذي باعد بيني ،وبينه ،والرد عليه من عدة أوجه :
    أولا : قوله " لم يتعرض للفروق العقيدية بينه وبين فرعون. لم يدعوه إلى دينه ودين آباءه ابراهيم ويعقوب."[حديث الكاذب -أقصد الكاتب- هنا عن يوسف –عليه السلام]
    وهذا بيِّنٌ في نفى قيام نبي الله يوسف -عليه الصلاة ،والسلام- بدعوة الريَّان بنالوليد ملك مصر ،ودعوة شعبها إلى الله ، وهذا تخرص مذموم ، وتجرؤ على الغيب بيِّنٌ ،واتهام لنبي من أنبياء الله بالتقصير في دعوة الناس إلى ربه ،في حين أنَّ السياق من بدايته يدل على عناية يوسف -عليه الصلاة و السلام- بأمرالتوحيد و العقيدة ،والدعوة إليهما ،ولكنَّ الرجل قد أصابه الجنون .

    قال تعالى :"قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَايَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)سورة يوسف .

    ومن المعلوم بداهة و ضرورة شدةُ عناية الأنبياء و الرسل بدعوة الناس إلى عبادة الله وحده ، فهي الحكمة من إرسالهم إلى الناس ، قال تعالى :"وَمَاأَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)"الأنبياء.
    وقال (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ :"الْمُكَذِّبِينَ36) عن
    قول ربنا"النحل.
    ومما يؤسف حقا ، و يدل على طيش الكاتب و جهله ، قوله :" وتوقفت عند نقطة مهمة، فعدت لمصادرها في التوراة. وتأكدت لي نفس الفكرة." !!!
    عاد إلى التوراة المحرفة ، ليستدل على بهتانه بما فيها من تحريف وكذب حاخامات يهود ودجاليهم ، غافلا أو متغافلا
    :" مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا " النساء.
    وقوله :" فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَ وَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا
    يَكْسِبُونَ (79)" البقرة .

    وأخرج أحمد في مسنده بأسانيد يجبر بعضها بعضا من طريق مجالد عن الشعبى عن جابر بن عبد الله: " أن عمر بن الخطاب أتى النبى صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه النبى صلى الله عليه وسلم , فغضب , فقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب , والذى نفسى بيده لقد جئتكم بها نقية , لاتسألوهم عن شىء فيخبروكم بحق فتكذبوا به , أو بباطل فتصدقوا به , والذي نفسى بيده , لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعنى ".
    وكذا أخرجه الدارمى (1/115) وابن أبى عاصم في " السنة " (5/2) وابن عبد البر فى " جامع بيان العلم " (2/42) والهروي في " ذم الكلام " (4/67 ـ 2) والضياء المقدسى فى " المنتقى من مسموعاته بمرو " (33/2) كلهم عن مجالد به.

    فكيف يحق له النظر في التوراة ليستدل على باطله !! القوم فقدوا عقولهم فلم يدروا قبيلا من دبير ، و لم يعرفوا فرقا بين محتويات النواة ، الفتيل والنقير والقطمير !!
    و هكذا يفعل الجهل بأهله.

    ثانيا : قوله :" كان همه الاتحاد مع رئيس الدولة، المخالف له في الدين، لإنقاذ البلد من الجائحة التي تتسبب في الفقر والجوع ....."

    وهذا افتراء وكذب على نبي الله يوسف -عليه الصلاة و السلام- ، وذلك أنه عليه السلام أبى الخروج من السجن حينما أرسل إليه الملك ، حتى تثبت براءته ، و يُعلَنَ في الناس نقاءه و عفته ، قال تعالى :"
    وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَاخَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) " يوسف .

    فلما ثبتت براءته ، واستوثق الملك من طهارته ، خرج يوسف عليه السلام من سجنه عزيزا مكرما ، وأدناه الملك منه ، و قربه إليه ، ثم كان الملك هو أول من عرض عليه الولاية و المنصب ، دون استشراف نفسه إليها ، فجاءه المنصب وذلتْله الولاية على طبق من ذهب مرصع بالعزة و الكرامة ، تحمله أيدي الإلحاح والالتماس الشديد ليقبله يوسف عليه السلام خشية أن تزهد فيه نفسه ، فتضيع المملكة بملكها ورعيتها ، فكان عرضا من الملك حرصا على شعبه وملكه ، قبولا من يوسف رحمة وسبيلا للدعوة إلى دين ربه .

    قال تعالى :" وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِيفَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَاحَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَالْمُحْسِنِينَ (56)" يوسف.

    أفبعد كلام الله وبيانه في كتابه ، نستمع لمثل ذلك الكاتب الذي لا يدري ما يخرج من رأسه!!؟

    ثالثا : قوله :" ولم يستخدم منصبه الوظيفي للتبشير الديني –كذا- ولكن لرفاهية الناس."

    فعن أي رفاهية يتحدث !؟
    عن رفاهية الكفر أم رفاهية الإيمان ؟!!
    عن رفاهية الأرواح أم رفاهية الأبدان ؟!!
    عجيب أمر ذلك الكاتب !!
    أيُّ رفاهية تلك التي يتحدث عنها ؟ و هي ليست قائمة على ساق الإيمان بالله الواحد القهار ، و لا حاصلة عن تقواه ، والله تعالى يقول
    :" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَاكَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُالْخَاسِرُونَ (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْبَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101)" الأعراف.

    ثم ماهي الرفاهية المقصودة ،وما هو تعريفها ،أو ما هي في تصوره ،وما هو ضابطها ؟
    أهي رفاهية الإلحاد و الكفر ، أم رفاهية الفسوق و الفجور ؟
    و أي نبي يرضى بتلك الرفاهيات ، وربه مكفور به في الأرض أمام سمعه وبصره !!؟
    أيها الكُتَّابُ ، اتقوا الله في عقول قرَّاءكم ، وأمسكوا أيديكم وألسنتكم عن السوء .
    فإنكم تشوهون صفحة الإسلام بترهاتكم ، وتكيدون للدين و المسلمين من حيث تشعرون ولا تشعرون .
    قد أسأت والله إلى نبي الله يوسف من حيث تدري أو لا تدري ، فما من نبي إلاوقد دل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وحذرهم من شر ما يعلمه لهم ، قال رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم :" إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ،و ينذرهم شر ما يعلمه لهم " أخرجه مسلم ( 6 / 18 ) و السياق له و النسائي ( 2 / 185 ) و ابن ماجه ( 2 / 466
    - 467 ) و أحمد ( 2 / 191 ).

    فاستغفر الله وتب إليه ، و لا تأخذنك العزة بالإثم ، و لا يحملنك الغرور ،والكبر على بطر الحق ، فما منا إلا راد ، ومردود عليه ،فالزم الجادة ،ولا تحد .

    رابعا : قوله : "وهنا اختاره فرعون لأنه أمين، ليس لأنه نبي."

    ولايزال عجبي متزايدا ، وضغطي آخذا في الارتفاع من شقشقة ذلك الكاتب وفلسفته الهشة الساقطة (ولا تكون الفلسفات إلا هشة متساقطة متهالكة)

    فما الذي يريد أن يقوله بالضبط ؟
    أيريد القول بأن مقام الأمانة أسمى ،وأرفع من مقام النبوة ؟ لذا اختاره الملك !
    أم يريد أن يقول أن النبوة يمكن لها أن تنفك عن الأمانة ،فتكون النبوة ولا أمانة ؟!!
    أعوذ بالله من الخذلان ، وحاشا الأنبياء عن لوازم كلام الأغمار ، حاشاهم ثم حاشاهم .

    أيها المسكين ، إن الأمانة لازمة للنبوة ، و لا عكس ، فكل نبي أمين بلغ الكمال في الوصف ، و ليس كل أمين نبيا ، فيا تُرى ، لِمَ قدمت الأمانة على النبوة ،في حين ثبوتها وحصولها لها و معها ؟ !
    يبدو أنك متأثر بتلك الدعوات الباطلة الهدامة (الشعوبية - الوطنية - الإنسانية - المواطنة - حوار الأديان .....)
    حيث إن مقالك مفعم بتلك الأنفاس المتقطعة اللاهثة الخارجة من صدر متحشرج ،والروح في النزع الأخير ، يُلتمس لها الدواء عند الأطباء ، ولا دواء ، فدواؤها في كتاب ربك ،وسنة نبيه بفهم صحابته ، لا بفهمك ،وفهم أمثالك ، فأسرع في طلبه قبل أن تفضي إلى ربك ، وتتجرع مرار ما خطت أناملك .
    إني لك ناصح أمين .

    خامسا : قوله :" احتمال آخر.. أن فرعون كان موحدا.. وأن يوسف رأى أن الاشتراك في عبادة الله الواحد كافية كأرضية مشتركة، حتى ولو اختلفت الشرائع والتصورات."

    قلت لكم :إن الرجل قد أصابه الخبل و الخلل ، فهو متأثر إلى حد بعيد بحوار الأديان ، وقبول الآخر ، على أساس أنها أديان صحيحة و مقبولة ، فالكل موحد والكل يعبد الله (في زعمه) فلا وجه للإنكار ، بل ولا حاجة بنا إلى الدعوة أصلا ، و لِمَ الدعوة ؟والكل موحد ،ولم الإنكار ؟والكل عابد ،ولِمَ التفريق ؟والأرضية مشتركة ،حتى مع اختلاف الشرائع و التصورات !!!
    إنا لله وإنا إليه راجعون !
    دعكم إذاً من القرآن أيها المسلمون ، و دعكم من السنة ، ودعكم من تراث علماءكم الأبرار الأطهار !
    و عليكم بتوجيه ذلك النبيه !
    حسبنا الله و نعم الوكيل .
    يا قومُ ،أإلى هذا الحد بلغ بنا الجهل بدين ربنا ؟!!
    أبمثل هذه الأساليب الملتوية الماكرة يُعتدى على أصولنا و ثوابتنا ؟!!
    والعجيب حقا أن الناس من خلفهم يهتفون ،وعنهم يدافعون ،ولأمثالهم يقرؤون ! ،ويُخدعون بمثل تلك الكتابات ، ويتأثرون بمثل تلك الشعارات ،وإذا بهم يروجون لها ، ولم ينتبهوا إلى أنهم إنما يلقون السُّمَّ في أجواف وحلوق المسلمين ، بادئين بأنفسهم و هم لا يشعرون !
    انتبهوا أيها المسلمون إلى تلك الدعوات الهدامة التي تجتاح دينكم ،وعقيدتكم ،وتستأصلها من جذورها استئصالا ،لا يبقي على شيء منها .
    متى سيدرك المسلمون أنها أفكار مُسيَّسة ، وعقول موجهة ، وأسلحة مستخدمة ،وأجور مدفوعة ، وأنها أسراب طير أطلقها الغرب من أقفاصها ، وسرحوها من سجونها ،وهيجوها من أوكارها وأعشاشها نحو المسلمين لتحول دون رؤية الشمس في رابعة النهار ،فيحتجب النور ، وتسود الظلمة ، فلا نزال على هذا النحو حتى نألف ظلمتها ،ونركن مطمئنين إلى سوادها ،ويمر العمر ،وتتعاقب السنون على ذلك، فإذا ما انبلج الضوء محاربا تلك الظلمة ،مقاتلا ذلك السواد ،أغشى أبصارنا فأنكرناه ،وأعرضنا عنه ،وأشرنا بأيدنا للحيلولة بيننا وبينه ،وما ذلك إلا لاعتيادنا الظلمة وإلْفِنا السواد .

    إن الحق الذي لا مرية فيه ،ولا شك يعتريه هو أن جميع الملل ،والنِّحَل سوى دين الإسلام كفر ،وشرك بالله العظيم ،ولا يجوز وصف أولئك الكافرين بأنهم موحدون ،لا في قليل ،ولا في كثير ،غير أن الجاهلين ،والنفعيين ،والمنافقين ،والمغتربين ،يحاولون جهدهم أن يزينوا الباطل بكلماتهم -
    كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ- ليروج على السذج من أمة محمد بمنطقهم الهجين ،وألفاظهم الركيكة ،نعم ،يقول ربنا عز وجل :" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6)" البينة .
    وقال :" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) " المائدة .
    وقال:"لَقَدْكَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) "المائدة.
    وقال سبحانه:" يُحلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)" الأعراف.
    وقال :" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)"
    البقرة.
    وقال :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)"
    المائدة .
    وقال أيضا:" وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
    الْمُشْرِكُونَ (33)" التوبة .

    وأخرج مسلم في صحيحه ، و غيرُه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" والذي نفسي محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ".

    فضلا عن إجماع علماء المسلمن قديما ،وحديثا على كفر اليهود ،والنصارى ،وغيرهم ممن لا يدين بدين الإسلام ،والتوحيد .
    فبعد هذه الأدلة لا مجال لأحد أن يجادل عن أهل الكتاب ،والمشركين ،وغيرهم من الكفرة الملاعين ،فكونوا على حذر أيها المسلمون .

    والسؤال الآن ،هل يتمنى أحد ممن يدعون بمثل تلك الدعوات الفاشلة أن يحشره الله يوم القيامة مع اليهود و النصارى أو غيرهم من غير المسلمين ؟

    لو كان ذلك كذلك ،فادعوا الله ،وتوسلوه أن يحشركم معهم ،وفي زمرتهم ،وأعلنوا لنا ذلك على الملأ ،وأمهلكم عشرين سنة حتى نرى منكم دعاءً بذلك , وأدعوكم أيضا إلى المباهلة إن كنتم صادقين ،وها أنا أنتظر ردكم .

    سادسا : قوله : " المهم أن الإدارة الاقتصادية ليوسف وفرعون كانت تضع هدفا واحدا.. حماية الناس من الفقر، وحماية الأرض من البوار.. بغض النظر عن طبيعة عقائد المصريين أو عقائد الحكام ".
    و الله لولا انتشار هذا السفه والعفن من الأفكار فما كنت لأرد عليه ،لأنه كلام ساقط بمرة ، معلوم سقوطه من الدين بالضرورة النسبية بسبب عموم الجهل و فُشُوِّه .
    إن الكاتب الغر الغمر ما زال سادرا في غيه ، يرسم بقيئه حروفا ليشوه بها صفحة دعوة يوسف - عليه الصلاة و السلام – ليصل بذلك إلى إسقاط جهود العلماء ،والناصحين في بيان العقيدة الصحيحة ،والظهور بأصل الولاء ،والبراء الفرقان بين عقيدة الكفر ،وعقيدة الإيمان ،ليشفى بذلك داءه الدفين في أمعاءه جراء تشبعه بالأفكار الملوثة ،والآراء ذات الجراثيم الفتاكة .
    قال تعالى :" وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)" الإسراء .
    إن العقيدة الصحيحة تحول بين القوم وبين أهواءهم ،وشهواتهم ،وتعوق مسير انحرافهم ،وزيغهم عن الصراط السوي ، فراحوا يكيلون لها الضربات من كل أوب وصوب ،باللسان تارة ،وبالبنان تارة ،وبتعبير الوجوه والأبدان تارات ،مسارعين في أهل الكفر والفساد ،يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ،غافلين ،أو متغافلين عن قول ربنا
    :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)" المائدة .

    لقد وجدت الدعوة إلى تصحيح المذاهب والأديان مرتعا واسعا في نفوس عدد لا يستهان به من المسلمين ،حتى اعتقدوا الحق باطلا ،والباطل حقا ،حتى إن كثيرا منهم ينتصر لدين الكفر ،وأتباعه انتصارا أعظم من انتصاره للإسلام ،وأهله ،في حين كونه مطالبا بالكفر بتلك الديانات ،وأهلها ،قال تعالى :" فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)" البقرة .
    وقال أيضا :" قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ (4) " الممتحنة .
    هذا ديننا الذي جاء به نبينا -صلى الله عليه و سلم- فهل من متدبر لكتاب الله –عز وجل- ،و متفقه في سنة النبي –عليه الصلاة والسلام- ؟ ،أم أنه التعالم والكبر ،والاعتداد بالنفس دون مسوغ لذلك ؟!.
    ثم يزيد الكاتب هداه الله الطين بلة بقوله : "فلو تهددت حياة الناس فالعقيدة بلا قيمة" .
    وأقول له : أليس في الجهاد تهديد لحياة الناس ؟ حيث تراق الدماء ،وترمل النساء ،وييتم الأولاد ،وتنفق الأموال ،وترهق الدولة ، بلى ،ولكن كل ذلك يهون بالنظر إلى إعلاء كلمة الله ،والعقيدة الصحيحة ،فالدنيا سجن المؤمن ،وجنة الكافر،فلا يهنأ المسلم حتى يضع رجله في الجنة ،ألم تتهدد حياة النبي –صلى الله عليه وسلم- وحياة أصحابه –رضوان الله عليهم-؟ ،ألم يتعرضوا للخطر؟ ألم يضيق عليهم أشد التضييق ؟ ألم يُقَتَّلُوا في سبيل هذه العقيدة التي لم تألُ جهدا في تهميشها ،والتقليل من شأنها ؟ ،ألم يُنْشَر بالمنشار زكريا -عليه السلام- ؟ ،ألم يُذْبَحِ السيد الحصور يحيى ؟ ،يقول ابن القيم –رحمه الله- :" يا مخنت العزم ،أين أنت والطريق ؟طريق تعب فيه آدم ،وناح لأجله نوح ،ورمي في النار الخليل ،وأضجع للذبح إسماعيل ،وبيع يوسف بثمن بخس ،ولبث في السجن بضع سنين ،ونُشر بالمنشار زكريا ،وذُبح السيد الحصور يحيى ،وقاسى الضُّرَّ أيوب ،وزاد على المقدار بكاء داود ،وسار مع الوحش عيسى ،وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد ،تراها أنت باللهو واللعب .!!
    فيا دارها بالحزن إن مزارها ... قريب ولكن دون ذلك أهوال ". الفوائد صــــــــ42

    وقال تعالى :" أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)" البقرة .
    فالعقيدة الصحيحة أيها المسكين مقدمة على حياة الناس ،وأرواحهم ،ففي سبيلها يجاهدون ،ولأجلها يعيشون ،وبها يسعدون ،وينعمون ،قال تعالى :" وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) الحج .
    وقال أيضا :" وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)

    وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) آل عمران .
    فالصحيح الذي ينبغي أن يقال ( فلو تهددت العقيدة ،فحياة الناس بلا قيمة ).
    سابعا :قوله :"حكم مدني ! علماني ! يا ربي الرحيم أنا فقط أفكر "
    الحوار –كذا- القرآني يركز على الجانب المعيشي أكثر من تركيزه على الفروق الدينية.. لأن الخطر إذا جاء أكل الجميع .. ركز على العمل والوحدة و المواجهة . حتى لو تجاوز العقائد."
    وهذا كما ترون كذب أصلع له قرون ،ونسْف لما قرره الخطاب القرآني في سورة يوسف ،فضلا عن سائر سوره !،من بيان التوحيد و العقيدة ،فالسورة من أولها إلى آخرها تتحدث عن مراحل التمكين ليوسف –عليه السلام- حتى يتهيأ لأمر الدعوة إلى دين ربه ، ثم تأتي أنت بجهل سافِرٍ لم تسبق إليه ،لتنفي ما تضمنته السورة ،الأمرَ العظيم ، أمرَ التمكين لرسول من رسل الله ، والتمكينِ لدعوته !، فقط لتتسلق على جهلك حتى تصل إلى منحة من نصراني ،أو عطية من عَلماني ،أو سبق صحفي ،أو إعلامي ، كما فعل أزواجك ، وأضرابك ، فبلغوا غايتهم ،وخسروا دينهم .
    أين أنت أيها الدويك ، (فمحمد اسم لا يليق به أمثالُك) من قول ربنا –سبحانه-
    :" وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)" يوسف.
    قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره:" يقول تعالى مخبرا عن قول يعقوب لولده يوسف: إنه كما اختارك ربك ، وأراك هذه الكواكب مع الشمس والقمر ساجدة لك ،{ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ } أي: يختارك ويصطفيك لنبوته ،{ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ } قال مجاهد وغير واحد: يعني تعبير الرؤيا.

    { وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} أي: بإرسالك والإيحاء إليك؛ ولهذا قال: { كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ } وهو الخليل، { وَإِسْحَاقَ } ولده، وهو الذبيح في قول، وليس بالرجيح، { إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } أي: [هو] أعلم حيث يجعل رسالاته، كما قال في الآية الأخرى.
    وقال تعالى :" وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) "
    يقول تعالى: وكما أنقذنا يوسف من إخوته، { وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأرْضِ } يعني: بلاد مصر، { وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ } قال مجاهد والسدي: هو تعبير الرؤيا، { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ } أي إذا أراد شيئا فلا يرد ولا يمانع ولا يخالف، بل هو الغالب لما سواه.
    قال سعيد بن جبير في قوله: { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ } أي: فعال لما يشاء.
    وقوله: { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } يقول: لا يدرون حكمته في خلقه، وتلطفه لما يريد.
    وقوله: { وَلَمَّا بَلَغَ } أي: يوسف عليه السلام { أَشُدَّهُ } أي: استكمل عقله (8) وتم خلقه. { آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا } يعني: النبوة، إنه حباه بها بين أولئك الأقوام، { وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } أي: إنه كان محسنًا في عمله، عاملا بطاعة ربه تعالى ".


    وقال – عز وجل-:" قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) .
    وقال أيضا :" وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40).
    وقال :" وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57) .
    ثم ختم السورة بقوله :" حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)
    قال العلامة عبد الرحمن السعدي في تفسيره بعد انتهاءه من السورة :
    مما حصل له بسببه، كما قال يعقوفصل ،
    في ذكر شيء من العبر والفوائد التي اشتملت عليها هذه القصة العظيمة .......
    "ومنها: أن نعمة الله على العبد، نعمة على من يتعلق به من أهل بيته وأقاربه وأصحابه، وأنه ربما شملتهم، وحصل له في تفسيره لرؤيا يوسف { وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ} ولما تمت النعمة على يوسف، حصل لآل يعقوب من العز والتمكين في الأرض والسرور والغبطة ما حصل بسبب يوسف........
    ومنها: أن العبرة في حال العبد بكمال النهاية، لا بنقص البداية، فإن أولاد يعقوب عليه السلام جرى منهم ما جرى في أول الأمر، مما هو أكبر أسباب النقص واللوم، ثم انتهى أمرهم إلى التوبة النصوح، والسماح التام من يوسف ومن أبيهم، والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة، وإذا سمح العبد عن حقه، فالله خير الراحمين.
    ولهذا - في أصح الأقوال - أنهم كانوا أنبياء لقوله تعالى: { وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ }وهم أولاد يعقوب الاثنا عشر وذريتهم، ومما يدل على ذلك أن في رؤيا يوسف، أنه رآهم كواكب نيرة، والكواكب فيها النور والهداية الذي من صفات الأنبياء، فإن لم يكونوا أنبياء فإنهم علماء هداة.
    ومنها: ما منَّ الله به على يوسف عليه الصلاة والسلام من العلم والحلم، ومكارم الأخلاق، والدعوة إلى الله وإلى دينه، وعفوه عن إخوته الخاطئين عفوا بادرهم به، وتمم ذلك بأن لا يثرب عليهم ولا يعيرهم به.
    ومنها: أنه كما على العبد عبودية لله في الرخاء، فعليه عبودية له في الشدة، فـ "يوسف" عليه السلام لم يزل يدعو إلى الله، فلما دخل السجن، استمر على ذلك، ودعا الفتيين إلى التوحيد، ونهاهما عن الشرك، ومن فطنته عليه السلام أنه لما رأى فيهما قابلية لدعوته، حيث ظنا فيه الظن الحسن وقالا له: { إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }وأتياه لأن يعبر لهما رؤياهما، فرآهما متشوفين لتعبيرها عنده - رأى ذلك فرصة فانتهزها، فدعاهما إلى الله تعالى قبل أن يعبر رؤياهما ليكون أنجح لمقصوده، وأقرب لحصول مطلوبه، وبين لهما أولا أن الذي أوصله إلى الحال التي رأياه فيها من الكمال والعلم، إيمانه وتوحيده، وتركه ملة من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، وهذا دعاء لهما بالحال، ثم دعاهما بالمقال، وبين فساد الشرك وبرهن عليه، وحقيقة التوحيد وبرهن عليه.
    ومنها: أنه يبدأ بالأهم فالأهم، وأنه إذا سئل المفتي، وكان السائل حاجته في غير سؤاله أشد أنه ينبغي له أن يعلمه ما يحتاج إليه قبل أن يجيب سؤاله، فإن هذا علامة على نصح المعلم وفطنته، وحسن إرشاده وتعليمه، فإن يوسف - لما سأله الفتيان عن الرؤيا - قدم لهما قبل تعبيرها دعوتهما إلى الله وحده لا شريك له".اهـ
    ثامنا : قوله :" أولا، لاحظ أسلوب الخطاب، يحدثهما بلفظة ، يا صاحبي .. حتى لو كانا وثنيان يعبدا أربابا من دون الله.
    في ذات الوقت قدم لهم النصح وتأويل الرؤيا.. كما أنه انتظر الطعام ليأكل معهم.. ثم تركهما يختارا عقيدتهما كما يشاءان، دون إكراه أو عداء أو غلظة أو تنفير.
    وانتهى به الحال معهما، رغم اختلاف العقيدة، بأن خاطبهم بـ يا صاحبي .. وكررها مرتين. "

    يبدو أن الكاتب المتحزلق ، المتشبع بما لم يعط ،يريد أن يتزلف بقول الله عن يوسف -عليه السلام- :" يا صاحبي السجن"إلى القول بصحة الأخوة بين المسلمين والكافرين ،وسلامة الصحبة بينهم عن الطعون و المؤاخذات !
    سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
    عن حكم قول : " أخي " لغير المسلم ؟ وكذلك قول : " صديق " و " رفيق " ؟ وحكم الضحك إلى الكفار لطلب المودة ؟.
    ج :"أما قول : " يا أخي " لغير المسلم : فهذا حرام ، ولا يجوز ، إلا أن يكون أخاً له من النسب ، أو الرضاع ؛ وذلك لأنه إذا انتفت أخوة النسب والرضاع : لم يبق إلا أخوَّة الدين ، والكافر ليس أخاً للمؤمن في دينه ، وتذكر قول نبي الله تعالى نوح :
    "رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَمِنْ أَهْلِكَ " .
    وأما قول : "صديق " ، " رفيق " ، ونحوهما : فإذا كانت كلمة عابرة يقصد بها نداء من جهل اسمه منهم : فهذا لا بأس به ، وإن قصد بها معناها تودداً وتقربّاً منهم : فقد قال الله تعالى : " لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْإِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ" ، فكل كلمات التلطف التي يقصد بها الموادة : لا يجوز للمؤمن أن يخاطب بها أحداً من الكفار .
    وكذلك الضحك إليهم لطلب الموادة بيننا وبينهم : لا يجوز ، كما علمت من الآية الكريمة" انتهى . "مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 3 / 42 ، 43).

    وأما النهي عن قول "سيد" ، أو "سيدي" لأحدٍ من الكفار : فقد جاء ذلك في نص صحيح . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ ،فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّوَجَلَّ" . رواه أبو داود ( 4977 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود
    وإذا كان هذا الحكم في المنافق فالكافر مثله ، وقد جعل النووي رحمه الله هذا الحكم شاملاً للفاسق ، والظالم ، والمبتدع ، فقد بوَّب في كتابه "رياض الصالحين" ، فقال : "باب النهي عن مخاطبة الفاسق والمبتدع ونحوهما بـ "سيِّد" ، ونحوه " .
    وقال ابن القيم رحمه الله تحت فصل "خطاب الكتابي بسيدي ومولاي"
    "وأما أن يُخاطب بـ "سيدنا" ، و "مولانا" ، ونحو ذلك : فحرام قطعاً ، وفي الحديث المرفوع : (لا تقولوا للمنافق : سيدنا ، فإن يكن سيدكم فقد أغضبتم ربكم" .انتهى . " أحكام أهل الذمة " ( 3 / 1322).

    سئل الإمام ابن باز رحمه الله تعالى:
    س:يقول يسكن معي واحد مسيحي ويقول لي أخي ونحن أخوة ويأكل معنا ويشرب هل يجوز هذا العمل أم لا ؟

    أجاب شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - : الكافر ليس أخا للمسلم والله سبحانه يقول:"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ "ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم" فليس الكافر : يهوديا أو نصرانيا أو وثنيا أو مجوسيا أو شيوعيا أو غيرهم - أخا للمسلم، ولا يجوز اتخاذه صاحبا وصديقا، لكن إذا أكل معه بعض الأحيان من غير أن يتخذه صاحبا أو صديقا إنما قد يقع ذلك في وليمة عامة أو وليمة عارضة فلا حرج في ذلك، أما اتخاذه صاحبا وجليسا وأكيلا فلا يجوز؛ لأنَّ الله قطع بين المسلمين وبين الكفار الموالاة والمحبة، قال سبحانه في كتابه العظيم:
    "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيإِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ".

    وقال سبحانه: "لَاتَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْأَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ". الآية .
    فالواجب على المسلم البراءة من أهل الشرك وبغضهم في الله،ولكن لا يؤذيهم ولا يضرهم ولا يتعدى عليهم بغير حق إذا لم يكونوا حربا لنا، لكن لا يتخذهم أصحابا ولا إخوانا ومتى صادف أنه أكل معهم في وليمة عامة أو طعام عارض من غير صحبة ولا موالاة ولا مودة فلا بأس، ويجب على المسلم أن يعامل الكفار إذا لم يكونوا حربا للمسلمين معاملة إسلامية بأداء الأمانة، وعدم الغش والخيانة والكذب، وإذا جرى بينه وبينهم نزاع جادلهم بالتي هي أحسن وأنصفهم في الخصومة عملا بقوله تعالى: "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ" .
    ويشرع للمسلم دعوتهم إلى الخير ونصيحتهم والصبر على ذلك مع حسن الجوار وطيب الكلام لقول الله عز وجل" : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".
    وقوله –سبحانه-: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا".
    وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله".
    والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.(مجموع فتاوى ومقالات_الجزء السادس).
    إذن ،لا تجوز مثل تلك العبارات بين مسلم وكافر ،ولفظ الصحبة الذي استدل به الكاتب الدويك لا يفي له بالمقصود ، و لا يصح في الاستدلال ،فالصحبة المذكورة ،إنما هي الملازمة و المجاورة بالمكان و الزمان ،لا صحبة المودة و الاصطفاء ،ألا ترى أنه أضاف الصحبة إلى السجن ، ولم يطلقها ، ليدل على المقصود بها ، فلا بد من مراعاة ذلك القيد ،قال القرطبي -رحمه الله- في تفسيره :" قوله تعالى : { يا صاحبي السجن } أي يا ساكني السجن وذكر الصحبة لطول مقامهما فيه كقولك : أصحاب الجنة وأصحاب النار".
    وقال الطبري الإمام –رحمه الله- في تفسيره :" فقال:(يا صاحبي السجن)، يعني: يا من هو في السجن، وجعلهما"صاحبيه" لكونهما فيه ، كما قال الله تعالى لسكان الجنة: فَـ(أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) وكذلك قال لأهل النار ، وسماهم"أصحابها" لكونهم فيها" .
    وقال البغوي -رحمه الله- في تفسيره :" فقال:{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ }جعلهما صاحبي السجن لكونهما فيه، كما يقال لسكان الجنة: أصحاب الجنة، ولسكان النار: أصحاب النار".
    وبذلك يظهر أنه لا صداقة بين المشرك ، و الكافر ، ولا أخوة ، و لا مصاحبة عن مودة واصطفاء ،بخلاف ما انتشر منذ زمن ليس بالقريب من استسهال استعمال مثل تلك الألفاظ التي تتنافي مع أصل الولاء و البراء ،إما تنافيا جزئيا ،أو كليا ،بسبب دعاة لم يحكموا فهم دلالات النصوص ،ولم يضبطوا أصول هذا الدين وضوابطه ، فهرفوا بما لم يعرفوا ، وقالوا بما لم يعلموا ، فضلوا وأضلوا ، وحرفوا ،وانحرفوا .!!
    تاسعا : عرضه لصورة الممثل الإيراني الفاسق /مصطفى زماني ،عند حديثه عن النبي يوسف –عليه السلام- وهذا الفعل منه إهانة عظيم في حق النبي الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم ، وتجرؤ سافر على مقدسات المسلمين ، وعدوان على دينه !!
    لا أدري كيف قويت نفسه على هضم المسألة ،دون اعتبار لما يترتب عليها من أحكام ،وأوصاف في حقه !.
    إن المساس بنبي واحد من أنبياء الله ،مساس بهم جميعا ، والاعتداء على واحد منهم ، هو اعتداء على الجميع ،فالذي يفعل مثل هذا ،فإنه يستطيع فعله مع الباقين ،لأن الضابط عنده ليس انطلاقا شرعيا تؤيده النصوص ،والأدلة ،بل انطلاقا غوغائيا هوائيا شهوانيا ،تضغط على زناده المصلحة الشخصية ، والرغبة
    الدفينة .
    قال تعالى :" لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ". عن ابن عباس: كانوا يقولون: يا محمد، يا أبا القاسم، فنهاهم الله عز وجل، عن ذلك، إعظامًا لنبيه، صلوات الله وسلامه عليه (4) قال: فقالوا: يا رسول الله، يا نبي الله. وهكذا قال مجاهد، وسعيد بن جُبَير.
    وقال قتادة: أمر الله أن يهاب نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يُبَجَّل وأن يعظَّم وأن يسود.
    وقال مقاتل [بن حَيَّان] (1) في قوله: { لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا } يقول: لا تُسَمّوه إذا دَعَوتموه: يا محمد، ولا تقولوا: يا بن عبد الله، ولكن شَرّفوه فقولوا: يا نبي الله، يا رسول الله (2) .
    وقال مالك، عن زيد بن أسلم في قوله: { لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا } قال: أمرهم الله أن يشرِّفوه.
    هذا قول. وهو الظاهر من السياق، كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا } [البقرة: 104]، وقال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ } إلى قوله: { إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ } [الحجرات: 2-5]
    فهذا كله من باب الأدب في مخاطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- والكلام معه ،وعنده ،كما أمروا بتقديم الصدقة قبل مناجاته .[تفسير ابن كثير]
    فالواجب التأدب مع الأنبياء و الرسل –صلوات الله وسلامه عليهم- في جميع المقامات ،و الأحوال ،لأنه إذا ثبت الأمر بالتأدب مع نبينا –صلى الله عليه وسلم- ،فهو أمر بالتأدب مع جميع الرسل و الأنبياء .
    ففي البخاري عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : "بينما يهودي يعرض سلعته أعطي بها شيئا كرهه فقال لا والذي اصطفى موسى على البشر فسمعه رجل من الأنصار فقام فلطم وجهه وقال تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبي بين أظهرنا فذهب إليه ، فقال: أبا القاسم إن لي ذمة وعهدا فما بال فلان لطم وجهي فقال لم لطمت وجهه فذكره فغضب النبي حتى رؤي في وجهه ثم قال : "لا تفضلوا بين أنبياء الله فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من بعث فإذا موسى آخذ بالعرش فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور ،أم بعث قبلي ،ولا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن متّى".
    ولْيُعْلَمْ أن المساس بجناب الأنبياء و المرسلين على نحو فيه التقليل من شأنهم ،أو التنقص لهم ،أو الاستهزاء بهم إلخ ، كفر مجرد و رِدَّة مستقلة ،قال تعالى :" وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66)". التوبة
    ومع ذلك الوعيد الشديد لا يزال بعض الضلال المتأكِّلين بدين الله يبيحون تجسيد أدوار الأنبياء ،والرسل في المسرحيات ، والأفلام ،والمسلسلات ، حتى انطبعت صور الفسقة ،والدعار في أذهان الناس ،وحلَّت مكان الأنبياء و المرسلين في قلوبهم ، ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .


    عاشرا : على كل مسلم يؤمن بالله ،واليوم الآخر أن يتثبت من المعلومات قبل نشرها ، وأن يحرص على دينه حرصا شديدا ، وذلك بسؤال أهل العلم ،واسترشادهم في جميع الأمور ،والأحوال ،فقد عم الجهل ،وكثر التعالم ،وانتشرت الفوضى في الأرجاء ،وقوي ساعد النفاق ،والكفر فامتد نحو المسلمين يريد الأخذ بتلابيبهم ،والقضاء عليهم ،وصدق نبينا –صلى الله عليه وسلم- .
    فقد أخرج البخاري و مسلم من حديث حذيفة –رضي الله عنه- قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال ( نعم ) . قلت وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال ( نعم وفيه دخن ) . قلت وما دخنه ؟ قال ( قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر) . قلت فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال ( نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ) . قلت يا رسول الله صفهم لنا قال ( هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) . قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) . قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال ( فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) .

    فالحذر الحذر أيها المسلمون .
    تم الانتهاء منه ليلة الخميس
    ليلة ست من شهر رجب
    لسنة 1434من الهجرة
    وكتب

    صلاح بن عبد الوهاب أمين

    أبوعبد الله قرةِ العين


  2. #2

    افتراضي رد: تنزيه الدعوة ،والأنبياء عن تشويه ،وتسفيه الحمقى ،والأغبياء .

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا الشيخ أبو عبد الله قرة العين ونفع الله بكم المسلمين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,287

    افتراضي رد: تنزيه الدعوة ،والأنبياء عن تشويه ،وتسفيه الحمقى ،والأغبياء .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    جزاك الله خيرا الشيخ الفاضل ونفع بك

    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    64

    افتراضي رد: تنزيه الدعوة ،والأنبياء عن تشويه ،وتسفيه الحمقى ،والأغبياء .

    جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب..
    اسال المولى أن يحفظكم و يرعاكم و يعينكم على التصدي لهولاء الكذبة الفسقة و على فضحهم ..
    اثلجت صدورنا يا شيخ و الله ..












  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    1,205

    افتراضي رد: تنزيه الدعوة ،والأنبياء عن تشويه ،وتسفيه الحمقى ،والأغبياء .

    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على هذا المقال الطيب وما فيه من الصدع بالحق والرد على أهل الضلال ، أسأل الله تعالى أن يرد عن وجهك النار يوم القيامة كما رددت عن دين الله ونبيه عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم .

  6. #6
    أبو عبدالله قرة العين غير متواجد حالياً فضيلة الشيخ / أبو عبدالله قرة العين صلاح بن عبد الوهاب السلفي - حفظه الله -
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    53

    افتراضي رد: تنزيه الدعوة ،والأنبياء عن تشويه ،وتسفيه الحمقى ،والأغبياء .

    جزاني الله وإياكم ،وفيكم بارك فضيلة شيخنا / أبي بكر يوسف لعويسي .
    اللهم آمين .
    والله أسأل أن يحفظ عليَّ ودكم وحبكم ،إنه ولي ذلك و القادر عليه .

    وبارك الله في إخواننا أصحاب بقية التعليقات ، وجزاهم الله خيرا .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,287

    افتراضي رد: تنزيه الدعوة ،والأنبياء عن تشويه ،وتسفيه الحمقى ،والأغبياء .

    للرفع

    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser



  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,287

    افتراضي رد: تنزيه الدعوة ،والأنبياء عن تشويه ،وتسفيه الحمقى ،والأغبياء .

    للرفع

    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser




معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الغدر والإغتيال سنة الخوارج قديماً وحديثاً /لفضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله
    بواسطة أبو يوسف عبدالله الصبحي في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Nov-2019, 07:42 PM
  2. الغدر والإغتيال سنة الخوارج قديماً وحديثاً /لفضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله
    بواسطة أبو يوسف عبدالله الصبحي في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-Sep-2017, 01:48 PM
  3. ما حكم أخذ الأجرة على تعليم تلاوة القرآن ( تأصيل مهم )
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-Mar-2015, 07:57 PM
  4. ثبت برنامجك مباشرة من الموقع وبدون تنزيل
    بواسطة أبو همام في المنتدى مكتبة الأمين العلمية الــشـاملة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 25-Feb-2011, 06:33 PM
  5. الغدر والإغتيال سنة الخوارج قديماً وحديثاً /لفضيلة الشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله
    بواسطة أبو خالد الوليد خالد الصبحي في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-Apr-2010, 12:19 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •