التحذير من الخارجي المشبوه حامد الطاهر


الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
حضرت بالإمس خطبة جمعة لحامد الطاهر ( حامد بن أحمد الطاهر ) ، فوجدته رجل قطبي تكفيري خطير ، لما جاء عند ذكر عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ ترحم عليه ولم يترضى عنه ! فلفت نظري هذا ، ثم اتبعها فقال : أن موسى عليه السلام أخذ بلحية أخيه هارون لظنه أنه عبد العجل ! ، ومعلوم فساد هذا القول لظاهر القرآن فضلاً عن كيف يظن موسى عليه السلام بأخيه النبي المعصوم أنه وقع في الكفر ؟!!

ثم أتبع طريقة الخوارج في التهيج على الحاكم مع ذكر اسمه على المنبر بحجة إقامة الشريعة ، مع أنه هذا المتكلم ديمقراطي يرى جواز المشاركة في الأنتخابات الشركية !! ، ثم وصف حال المسلمين اليوم أنهم كلاب دنيا ـ ولم يستثني !!ـ وأنه تفشى فيهم الأرجاء والجبر ، وذلك لصبرهم على الظلم والطواغيت ! ، وختم حديثه بكلام نسبه لـ " رفاعي سرور " مما جعلني الظن يقين ، من أنه قطبي تكفيري على منهج فرقة السلفية الجهادية إذ " رفاعي سرور " هذا من رؤوس هذا الفكر .
وهو رجل مخرف في العموم إذ أدعي أننا على مشارف خلافة على منهاج النبوة بمجرد التخلص من بشار السوري وبقايا الطواغيت !
فلما انتهى من خطبته ، ذهبت إليه فقلت له : أنت ذكرت أن موسى عليه السلام ظن بأخيه هارون عليه السلام أنه عبد العجل !! ، فقال نعم !.
فقلت : من سبقك إلى هذا القول من أهل العلم المتقدمين .
فقال القرطبي وابن كثير ـ ولم يذكر طبعاً أنها من كيس سيد قطب الذي أنزل بموسى عليه السلام النقائص من العصبية والطيش و ...! ـ

فقلت : تقول أن ابن كثير قال : أن موسى ظن بأخيه أنه عبد العجل
فقال : نعم
فقلت : يعنى لو فتحنا تفسير ابن كثير الآن نجد هذا ؟ ـ وكنت بجوار مكتبة المسجد ـ فحمر وجه وغضب
وقال : فلنفرض أني أخطأت ، فهل يجوز لك أن تكلمني بهذا الأسلوب ؟!

ثم أخذ في الصياح : أمن الدولة لسه شغاله !! ، ثم أخذته الحمى وأخذ يكرر مدخلي .. مدخلي .. مدخلي !!
فلما نظرت في موقعه بعدها وجدته يثني على سيد قطب منتقص الأنبياء والأصحاب .
فاحذروا يا أهل السنة من أمثال هؤلاء ولا تغتروا بالاجازات وما شابه ، فالرجل يُقيم بمنهجه وكلامه .

أما عن الآية التي تأولها المشبوه على غير وجهها وهي قول الرب سبحانه وتعالى : {يَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي }. [طه:94]
قد فسرت على تفسيرين عند السلف كما ذكر ابن جرير الطبري ـ رحمه الله ـ قال : (( فاختلف أهل العلم في صفة التفريق بينهم، الذي خشيه هارون، فقال بعضهم: كان هارون خاف أن يسير بمن أطاعه، وأقام على دينه في أثر موسى، ويخلف عَبَدَة العجل، وقد قالوا له:{ لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى } فيقول له موسى{ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي }بسيرك بطائفة، وتركك منهم طائفة وراءك ))
وقال ابن زيد، في قول الله تعالى: { ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري قَالَ خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } قال: خشيت أن يتبعني بعضهم ويتخلف بعضهم.
وأما القول الثاني : عن ابن جريج : { إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } قال: كنا نكون فرقتين فيقتل بعضنا بعضا حتى نتفانى.
قال أبو جعفر ( يعني : الطبري ): وأولى القولين في ذلك بالصواب ، القول الذي قاله ابن عباس من أن موسى عذل أخاه هارون على تركه اتباع أمره بمن اتبعه من أهل الإيمان، فقال له هارون: إني خشيت أن تقول، فرّقت بين جماعتهم، فتركت بعضهم وراءك، وجئت ببعضهم، وذلك بين في قول هارون للقوم { يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي } وفي جواب القوم له وقيلهم { لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى }.
وقوله : { وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } يقول: ولم تنظر قولي وتحفظه، من مراقبة الرجل الشيء، وهي مناظرته بحفظه .
[ انظر تفسير الطبري ( 16 / 150 ـ 151 ] .
قلت : ولا يوجد في قول السلف ما ذهب إليه هذا المشبوه إن شدة موسى على أخيه هارون كانت لظنه أنه عبد العجل مع القوم !

وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
23 / 2 / 2013