السلام عليكم ورحمة الله .
إلى من يدافع عن يحيى الحجوري ،أقول :


أَيَا من لا يزال مدافعا عن يحيى الحجوري ،لَكَمْ ودِدتُ أن يكون دفاعك عن المنهج أكثر ،دون تعصب لأحد من الناس ،فأنت بإصرارك على الدفاع عن يحيى الحجوري تزعم انحصار الحق فيه ،وهذا لا يقول به عاقل ،فضلا عن طالب علم -لو كُنْتَهُ- ،ولو كان الأمر كما تحاول أن تصور لنفسك ،وللناس ،فلابد من موافق لك من أهل العلم الكبار ،وأئمته ،ولو كان ذلك كذلك ،فأين هم من ينفون الجرح عن يحيى من أهل العلم؟! ،حتى تُريح وتستريح ،والله تعالى يقول :"وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) [النساء].

وقال :" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)[النحل].

وقال :"وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115)[النساء].
فاعْرضِ الأمرَ يرحمك الله على أهل العلم ممن تثق بهم ،وممن شهدت لهم الأمة بذلك ،فهم كُثر والحمد لله ،ولْتَنْظُرْ بما سيجوبونك ،وإن لم تفعل ،فقد خدعت نفسك وغششتها ،وسكَّنتها بما فيه هلاكها ،ولِعِلْمِك أنَّ جوابهم سيكون بخلاف ما تهوى .!

فلِمَ إذن هذا الإصرار العجيب في الدفاع عن يحيى ؟!
ولِمَ هذا الإصرار على ترك سؤال أهل العلم ؟!،إلا أن تكون شاكا في أمانتهم مجتمعين ،أو متفرقين ،وهذا الإلزام لا انفكاك لك عنه ، وهنا يأتي من الإلزامات أربعة لا خروج لك عن واحد منها ،وهي :



1- أن تكون معتقدا أن أهل العلم قد أصابتهم الغفلة الشديدة ،فلم يعلموا بحال أهل السنة مع يحياك .!! وهذا محال لاسيما في زمننا هذا .

2- أو أنْ تكون معتقدا أن أهل العلم خانوا الأمانة (عياذا بالله) لأنهم يعلمون أن الكلام في يحيى خطأ وظلم ،وسكتوا .!!

3- أو أن تكون معتقدا أنهم جَبُنُوا عن الرد على الجارحين فداهنوهم لشدة الخوف منهم .!، والله تعالى يقول :" إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)

4- أن ما قيل بشأن يحيى حق وصواب ،لذا لم يدافعوا عنه ، وارتضوا ما قيل فيه .

وهذا هو الحق الذي لا محيد عنه .



فانظر يا هداك الله ،أَيَّ الإلزامات ترتضيه لنفسك ، وعلى كل حال أنت محجوج،سيان التزمت الأول ،أو الثاني ،أو الثالث ،أو الرابع .
فكن منصفا في التزامك ، متجردا للحق حين التزامك ،وإياك والتعصب ،أو الهوى فإن عاقبتهما وخيمة غدا بين يدي الله .
ووالله أنا أكتب هذا لأنني أريد لك الخير ، وإلا فأمرُ يحيي بيِّنٌ ،و الحمد لله .

فقط ادرس الأمر دراسة تجريدية منهجية ، تتجرد فيها للحق دون غيره ، ووالله لا نفرح أبدا بقلة أهل السنة ، ولكنه الانتصار للدين والمنهج .

فراجع نفسك أيها الوفي في غير موضع وفاء .

و الله أسأل أن يشرح صدرك بالحق وللحق .


وكتب أخوك

أبو عبد الله قرة العين

صلاح عبدالله الوهاب أمين .