بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهيقول شيخ الإسلام: ومع هذا -بعد أن ذكر ما ذكر- فالإمام أحمد -رضي الله تعالى عنه- ترحمَ عليهم واستغفر لهم؛ لعلمه بأنهم لم يتبين لهم أنهم مكذبون للرسول، ولا جاحدون لما جاء به، ولكن تأولوا فأخطئوا وقلدوا مَن قال ذلك لهم وكان يمنع من الخروج عليهم، كما حدث عندما جاء الفقهاء يؤامرونه على الخروج على الواثق وقالوا: لم يعد في قوس الصبر مَنْزَع! لقد وصل الأمر إلى منتهاه!
رحم الله علماءنا من أهل السنة، ما أنصحهم للخلق وما أقومهم بأمر الله -جل وعلا- وما أتقاهم لله -رب العالمين- وما أشد حرصَهم على التزامِ أمر سيد المرسلين -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
وهو يناظرهم بقال الله، وقال رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- ويسوق إليهم الآثار، حتى كفهم عما هموا به -رحمةُ الله عليه- وحذرهم من الفتنةِ والفوضى، ناظراً إلى المصلحةِ العليا للإسلام والمسلمين وللأوطان الإسلامية.
ليس كلُّ مَن نهى عن الخروج على ذي سلطان يكونُ مقرًا فعلَه ولا راضيًا بأمره ولا مقرًا لحكمه!
ولكنَّ أهلَ العلم يرون ما لا يراهُ غيرُهم من أهل البدعة والزيغ والضلال والجهل.
أهلُ العلم يرون البدعةَ إذا أقبلت، وأهل الجهل لا يرونها إلا إذا أدبرت.
أهل العلم يعرفون البدعَ من وجهها، وأهل الضلال لا يعرفون البدعة إلا من قفاها!
من خطبة (موطن النزاع فى التكفير والحاكمية )
الشيخ محمد سعيد رسلان - حفظه الله