بسم الله الرحمن الرحيم

الاســـم:	945936_482572191812203_2127054732_n.jpg
المشاهدات: 77
الحجـــم:	6.1 كيلوبايت

((التحذير من أهل الأهواء والمبتدعة بأعيانهم وهو دأب الصالحين))

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:

الكلام في الرجال والتحذير بأعيانهم هو من باب النصيحة والأئمة المتقدمون رحمهم الله حذّروا من روؤس الضلالة ومن فرقهم؛
لان فتنتهم وضررهم على المسلمين كضرر إبليس وهم من شياطين ألإنس.
ورأيت في تويتراحد الدعاة قال: من أسؤ الانشغاغلات ان تشتغل بعيوب الناس ولم تشتغل بعيب نفسك!.انظر كيف ضلل الناس من حوله بهذه العبارة وعد الكلام في اهل البدع من الانشغال بالاخرين وترك عيب نفسه،

ويعدون أيضا هذا من باب الغيبة والطعن وإساءة الظن،فالكلام في الرجال ليس عيبا ولا قدحا ولا طعنا وإنما هو من باب النصيحة، وفاقد الشيء لا يعطيه، وهو ناصر الباطل واهل الباطل شعر بذلك ام لم يشعر.

وقد أصل العلماء والمحدثون جواز الجرح والتعديل بأدلة من الكتاب والسنة وعلم السلف.

فمن الكتاب قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) ، ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم في الأحمق المطاع : " بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة "[1] ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس حينما استشارته في نكاح معاوية أو أبي جهم : " أما معاوية فصعلوك لا مال له ، وأما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه "[2] .
ومن التعديل قوله تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم في تزكية القرون الثلاثة : " خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "[3]، وقوله صلى الله عليه وسلم في تزكية أويس القرني : " إن خير التابعين رجل يقال له أويس "[4].
أول من تكلم بأحوال الرجال :
أول من تكلم في أحوال الرجال القرآن ، ثم النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، ثم أصحابه. و الآيات كثيرة في الثناء على الصحابة إجمالا ، و ذم المنافقين إجمالا ، و وردت آيات في الثناء على أفراد معينين من الصحابة - كما يعلم ممن كتب الفضائل - و آيات في التنبيه على نفاق أفراد معينين ، و على جرح أفراد آخرين. وأشهر ما جاء في هذا قوله تعالى : ) ... إن جاءكم فاسق بنبأ فبينوا ( } الحجرات 6 [ نزلت في رجل بعينة ، كما هو معروف في موضعه ، وهي مع ذلك قاعدة عامة.

**********************أحاديث الفضائل :

*****************وثبتت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث كثيرة في الثناء على أصحابه حملة، و على أفراد منهم معينين ، معروفة في كتب الفضائل ، و أحبار أحر في ذم بعض الفرق إجمالا ، كالخوارج ، و في تعيين المنافقين و ذم أفراد معينين ، كعيينة بن حصن ، و الحكم بن أبي العاص . وثبتت آثار كثيرة عن الصحابة في الثناء على بعض التابعين، و آثار في جرح أفراد منهم.
التابعون والجرح و التعديل :
*************************************وأما التابعون ، فكلامهم في التعديل كثير ، ولا يروى عنهم من الجرح إلا القليل، و ذلك لقرب العهد بالسراج المنير - عليه و على آله افضل الصلاة و التسليم - ، فلم يكن أحد من المسلمين يجترئ على الكذب على الله ورسوله . و عامة المضعفين من التابعين إنما ضعفوا للمذهب ، كالخوارج أو لسوء الحفظ أو للجهالة .
ثم جاء عصر أتباع التابعين عما بعده ، فكثر الضعفاء ، و المغفلون ، و الكذابون ، و الزنادقة ، فنهض الأئمة لتبيين أحوال الرواة و تزييف ما لا يثبت ، فلم يكن مصر من أ أمصار المسلمين إلا و فيه جماعة من الأئمة يمتحنون الرواة ، و يختبرون أحوالهم و أحوال رواياتهم ، و يتتبعون حركاتهم و سكناتهم تهم ، و يعلنون للناس حكمهم عليهم. ذكره المعلمي في علم الرجال.وإليك نقول الائمة:فَرَوَى عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ. قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى قَتَادَةَ فَذَكَرَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ فَوَقَعَ فِيهِ وَنَالَ مِنْهُ. فَقُلْتُ: أَبَا الْخَطَّابِ: أَلَا أَرَى الْعُلَمَاءَ يَقَعُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ؟ فَقَالَ: يَا أَحْوَلُ أَوَلَا تَدْرِي أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا ابْتَدَعَ بِدَعَةً فَيَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُذْكَرَ حَتَّى تُحْذَرَ؟ فَجِئْتُ مِنْ عِنْدِ قَتَادَةَ وَأَنَا مُغْتَمٌّ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ قَتَادَةَ فِي عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، وَمَا رَأَيْتُ مَنْ نَسُكِهِ وَهَدْيِهِ، فَوَضَعْتُ رَأْسِي نِصْفَ النَّهَارِ وَإِذَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ وَالْمُصْحَفُ فِي حِجْرِهِ وَهُوَ يَحُكُّ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ. فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! تَحُكُّ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ؟ قَالَ إِنِّي سَأُعِيدُهَا. قَالَ: فَتَرَكْتُهُ حَتَّى حَكَّهَا. فَقُلْتُ لَهُ: أَعِدْهَا. فَقَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في المجموع (26/54): ولهذا لما قال سلمة بن شَبِيب لأحمد : يا أبا عبد اللّه، قويت قلوب الرافضة، لما أفتيت أهل خراسان بالمتعة أي (متعة الحج)، فقال : ياسلمة، كان يبلغني عنك أنك أحمق، وكنت أدافع عنك، والآن فقد تبين لي أنك أحمق، عندي أحد عشر حديثا صحيحًا عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أدعها لقولك ؟ !.
حدثنا الحنبلى سمعت : أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال : الحسن بن عماره ليس بشيء ، ثنا العباس بن أحمد بن حسان الشامي بالبصرة ثنا محمد بن رجاء السختياني ، ثنا حجاج بن محمد : سمعت شعبة يقول : ما أبالي حدثت عن الحسن بن عمارة بحديث ، أو زنيت زنية في الإسلام ، حدثنا محمد بن عبدالله المخلدي ثنا عصام بن داود بن الجراح سمت أبي يقول : سمعت الحسن بن عمارة يقول : الناس كلهم منى في حل خلا شعبة ، فإن لا أجعله في حل حتى أقف أنا ، وهو بين يدي الله عز وجل فيحكم بيني وبينه قال أبو حاتم رضي الله عنه : كان بلية الحسن بن عمارة أنه كان يدلس عن الثقات ما وضع عليهم الضعفاء ، كان يسمع من موسى بن مطير وأبي العطوف وأبان بن أبي عياش وأضرابهم ، ثم يسقط أسماءهم ويرويها عن مشايخهم الثقات ، فلما [ رأى ] شعبة تلك الأحاديث الموضوعة التي يرويها عن أقوام ثقات أنكرها عليه وأطلق عليه الجرح ، ولم يعلم أن بينه وبينهم هؤلاء الكذابين فكان الحسن بن عمارة هو الجاني على نفسه بتدليسهم عن هؤلاء وإسقاطهم من الاخبار حتى التزق الموضوعات به ، وأرجو أن الله عز وجل يرفع لشعبة في الجنان درجات لا يبلغها غيره إلا من عمل عمله بذبه الكذب عمن أخبر الله عز وجل أنه لا ينطق عن الهرى إن هو إلا وحى يوحى " صلى الله عليه وسلم .(المجروحين لابن حبان /1/267).
قال أبو بكر بن خلاد: دخلت على يحيى بن سعيد في مرضه ، فقال لي ياابا بكر ،ما تركت اهل البصرة يتكلمون؟
قلت: يذكرون خيرا ،إلا انهم يخافون عليك من الكلام في الناس فقال: إحفظ عني لأن يكون خصمي في الآخرة رجل من عرض الناس ،احب الي من ان يكون خصمي في الآخرة النبي صلى الله عليه وسلم يقول : بلغك عني حديث وقع في وهمك انه عني ، غير صحيح –يعني فلم تنكره. (الكامل في ضعفاء الرجال/1/98).
أول من تكلم في الارجاء غيلان بن مسلم أبو مروان الدمشقي قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال(3/338): ضال مسكين.
قال الشاطبي (ص 414):حَيْثُ تَكُونُ الْفِرْقَةُ تَدْعُو إِلَى ضَلَالَتِهَا وَتَزْيِينِهَا فِي قُلُوبِ الْعَوَامِّ وَمَنْ لَا عِلْمَ عِنْدِهِ، فَإِنَّ ضَرَرَ هَؤُلَاءِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ كَضَرَرِ إِبْلِيسَ، وَهُمْ مِنْ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ، فَلَابُدَّ مِنَ التَّصْرِيحِ بِأَنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ وَالضَّلَالَةِ، وَنِسْبَتُهُمْ إِلَى الْفِرَقِ إِذَا قَامَتْ لَهُ الشُّهُودُ عَلَى أَنَّهُمْ مِنْهُمْ. كَمَا اشْتُهِرَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِ.
فاقول بعد هذه النقولات : الله سبحانه حذر من اعيانهم من فرعون وقارون وهامان ، والنبي صلى الله عيه وسلم حذر وقال بئس اخو العشيرة والصحابة والتابعون الى يومنا هذا ، فاما قولكم الانشغال بعيوب الاخرين فهذا من القول على الله بلا علم ،فاتقوا اله بانفسكم ولاتناصروا اهل الباطل لانهم ضرر على الناس كونوا مغلاقا للشر.
فأقول كما قال ابْنِ الْمُبَارَكِ: " اعْلَمْ أَيْ أَخِي أَنَّ الْمَوْتَ كَرَامَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللَّهَ عَلَى السُّنَّةِ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فَإِلَى اللَّهِ نَشْكُو وَحْشَتَنَا، وَذَهَابَ الْإِخْوَانِ، وَقِلَّةَ الْأَعْوَانِ، وَظُهُورَ الْبِدَعِ. وَإِلَى اللَّهِ نَشْكُو عَظِيمَ مَا حَلَّ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ ذَهَابِ الْعُلَمَاءِ وَأَهْلِ السُّنَّةِ وَظُهُورِ الْبِدَعِ ".
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي بِدِينِكَ وَبِسُّنَّةِ نَبِيِّكَ، مِنَ الِاخْتِلَافِ فِي الْحَقِّ، وَمِنِ اتِّبَاعِ الْهَوَى، وَمِنْ سُبُلِ الضَّلَالَةِ، وَمِنْ شُبُهَاتِ الْأُمُورِ، وَمِنَ الزَّيْغِ وَالْخُصُومَاتِ ".(الاعتصام للشاطبي (1/116).
كتبه: نورس الهاشمي



[1] -رواه البخاري (2/938).

[2] - رواه مسلم (2/1114).

[3] متفق عليه.

[4] -رواه مسلم .
المصدر منقول من شبكة سحاب