شعار الإخوانِ المسلمين ((الإسلام هو الحل))؛
شعارُ حقٍ أُريد به باطل!
كما قال الخوارج -قديمًا- لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: ((إن الحكم إلا لله))؛ فقال لهم: كلمة حقٍ أُريد بها باطل!
وإليك التفصيل:
الإسلام -الحق- الذي أتى من عند الحق -سبحانه وتعالى-، وأُوحيَ إلى خليلِ الحقِ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، ودعى الناس إليه؛ هو الحلُ -بحق-.
وأما تلك الشعاراتِ المكذوبةِ التي بان زيفها -بيان الشمس في رائعة النهار- فهي لا تُسمن ولا تغني من جوع.
وإلَّا؛ فقل لي بربك -الذي خلقك فسواك فعدلك-: ءالدستورُ الذي خرج في عهدهم هو الإسلام -فضلًا عن أن يكون هو الحل-؟!
ءالضباطُ الذين أُوقفوا من العمل، ومن تأدية وظيفتهم بلا جريرة؛ إلا لكونهم أطلقوا لحاهم؛ أهذا هو الإسلام الذي هو الحل؟!
ءالمواقعُ الإباحية التي لم تمنع، والخمر التي لم يصدرْ قانونٌ بتحريمها، أهذا هو الإسلام الذي هو الحل؟!
أقولها لله: لقد ظلم الإخوان المسلمون الإسلام والمسلمين؛ وشوهوا صورة الإسلام في قلوب العامَّة ممن لا يعقلون ولا يعلمون!
فصرتَ ترى الناسَ -اليوم- ينظرون إلى من تمسك بالهدي الظاهر لسنةِ الرسولِ -صلى الله عليه وسلم- التي تتمثلُ في لحيةٍ وثوبٍ قصيرٍ وغطاءٍ للرأسِ؛ نظرةَ احتقارٍ وازدراءٍ؛ لم؟ لأنَّ الناس تكونت لديهم فكرة مشوهة عن هؤلاء -وإن شئتَ فقل: عن الإسلام كلِّهِ-؛ والسبب فيها -أي في هذه الفكرةِ المشوهةِ- هم: الإخوانُ المتأسلمون!
ولكن؛ قال الله تعالى: {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلَّا أن يتم نوره}، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي؛ ظاهرين بالحق، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم؛ حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك".
وفي النهاية أقول: إنَّ الدعاوى إذا لم يقيموا عليها بينات؛ فأصحابها أدعياء.
فـ شعار ((الإسلام هو الحل)) دعوى؛ فأين البينة على تلك الدعوى يا أدعياء!
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "المتشبع بما لم يعط؛ كلابسِ ثَوْبَيِّ زور" أي الذي يدعي أمرًا ويوهم الناس أنه متشبع بهذا الأمر -وليس كذلك-؛ إنما هو كالذي يرتدي ثَوْبَيِّ -مثنى ثوب- زور، وقال تعالى: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنَّهم بمفازةٍ من العذابِ ولهم عذابٌ أليمٌ}
وختامًا أقول: ((الإسلام هو الحل))؛ ولكن أين حملتُهُ الداعون إليه -بحق لا بالدعاوى-؟
قال الإمام مالك -رحمه الله-: لن يُصلحَ آخرُ هذه الأمةِ إلَّا ما أصلحَ أولُها؛ وإنّما صلُحَ أولُها بالإيمانِ والعملِ الصالحِ.
وكتبه: أبو معاذ محمود الصعيدي، الأحد 28 من شعبان 1434هـ
الموافق 7-7-2013م