هــل تقـــبل الـتــوبة مــن ذنـب مــع الاصــرار علــى غـيره!!؟؟؟

في هذا ثلاثة أقوال لأهل العلم

منهم من قال
: إنها تصح التوبة من الذنب وإن كان مصرا على ذنب آخر .... فتقبل

توبته من هذا الذنب ... ويبقى الإثم عليه في الذنب الآخر بكل حال


ومنهم من قال : لا تُقبل التوبة من الذنب مع الإصرار على ذنب آخر

ومنهم من فصل فقال
: إن كان الذنب الذي أصر عليه من جنس الذنب الذي تاب منه

وإلا قُبلت

مثال ذلك : رجل تاب من الربا ولكنه والعياذ بالله يشرب الخمر ومصر على شرب

الخمر

فهنا من العلماء من قال : إن توبته من الربا لا تُقبل ، كيف يكون تائبا إلى الله وهو

مصر على معصيته

وقال بعض العلماء : بل تقبل لأن الربا شيء وشرب الخمر شيء آخر ، وهذا هو

الذي مشى عليه النووي رحمه الله وقال : إنها تُقبل التوبة من ذنب مع الإصرار علي

غيره ـ عند أهل الحق

فهذا فيه الخلاف .. بعضهم يقول تُقبل وبعضهم يقول : لا تُقبل

أما إذا كان من الجنس .. كأن يكون الإنسان والعياذ بالله مبتلى بالزنا .. ومبتلى أيضا

بالإطلاع على النساء والنظر إليهن بشهوة وما أشبه ذلك ... فهل تُقبل توبته من

الزنا وهو مصر على النظر إلى النساء لشهوة .. أو بالعكس ؟

هذا فيه أيضا خلاف ... فمنهم من يقول : تصح .. ومنهم من يقول : لا تصح التوبة

ولكن
الصحيح في هذه المسألة : أن التوبة تصح من ذنب مع الإصرار على غيره ...

ولكن لا يُعطى الإنسان اسم التائب على سبيل الإطلاق ولا يستحق المدح الذي

يُمدح به التائبون .. لأن هذا لم يتب توبة تامة .. بل تاب توبة ناقصة ..

تاب من هذا الذنب .. فيرتفع عنه إثم هذا الذنب لكنه لا يستحق أن يُوصف بالتوبة

على الإطلاق ... بل يقال : هذا توبته ناقصة وقاصرة ... وهذا هو القول الذي تطمئن

إليه النفس ... أنه
لا يُعطى الوصف على سبيل الإطلاق .. ولا يُحرم من التوبة التي

تابها من هذا الذنب
... فإذا تاب من ذنب وهو مصر على ذنب سواه ... فإنه لا يقال

إنه تائب بإطلاق ... ولكن هذا تائب توبة قاصرة ناقصة .. ولا يسلب عنه الوصف على

ولا يسلب عنه الوصف على سبيل الإطلاق .. لأنه تاب من الذنب ...
.

مقطع من خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان بعنوان:(رمضان فرصة للتائبين)



التفريغ منقول من صفحة الشيخ على الفايسبوك