بسم الله الرحمن الرحيم
......فهذه كلمة رائقة كتبها الامام الداعية.والعلم الرباني الشيخ محمد البشير الابراهيمي.وجهها الى احدى المجلات العربية نصيحة لها في اقتفاء اثر من مضى في الدعوة الى الله.....
فقال رحمه الله: (( الدعوة الى الله وظيفة الحق من اتباع محمد،وهي اثمن ميراث ورثوه عنه.وهي ادق ميزان يوزن به هؤلاء الورثة ليتبين الاصيل من الدخيل.فاذا قصر اهل الحق في الدعوة اليه ضاع الدين.وان لم يحموا سننه غمرته البدع.واذا لم يجلوا محاسنه علتها الشوائب فغطتها.واذا لم يتعاهدوا عقائده بالتصحيح داخلها الشك في دخلها الشرك.واذا لم يصونوا اخلاقهم بالمحافظة والتربية اصابها الوهن والتحلل.وكل ذلك لا يقوم ولا يستقيم الا بقيام الدعوة واستمرارها واستقامتها على الطريقة التي كان عليها محمد واصحابه الهداة من العلم والبصيرة في العلم.والبينة من العلم والحكمة في الدعوة.والاخلاص في العمل.وتحكيم القران في ذلك كله.
ولا يظن ظان ان الدعوة الى الله ختمت بالقران ،وانه اغنى عنها فقطع اسبابها.وسد ابوابها.بل الحقيقة عكس ذلك.فالقران هو الذي وصل الاسباب وفتح الابواب.وجعل الدعوة سنة متوارثة في الاعقاب.وما دامت عوارض الاجتماع البشري واطوار العقل الانساني تدني الناس من القران الى حد تحكيمه في الخواطر والهواجس.وتبعدهم عنه لدرجة الكفر به.فالقران ذاته محتاج الى دعوة الناس اليه.بل الدعوة اليه هي اصل دعوة الحق.ولم يمر على المسلمين زمن كانوا ابعد فيه عن القران كهذا الزمن.فلذلك وجب على كل من امتحن قلبه للتقوى.واتاه هداه ان يصرف قوته كلها في دعوة المسلمين الى القران ليقيموه ويحققا حكمة الله في تنزيله.....
....الى ان قال رحمه الله:(( ان شيوع ضلالات العقائد وبدع العبادات والخلاف في الدين هو الذي جر على المسلمين هذا التحلل من الدين.وهذا البعد عن اصليه الاصياين.وهو الذي جردهم من مزاياهواخلاقه حتى وصلوا الى ما نراه.وتلك الخلال في اقرار البدع والضلالات هي التي مهدت السبيل لدخول الالحاد على النفوس.وهيات النفوس لقبول الالحاد.ومحال ان ينفذ الاحاد الى النفوس المؤمنة.فان الايمان حصن حصين للنفوس التي تحمله لكن الضلالات والبدع ترمي الجد بالهونا.وترمي الحصانة بالوهن وترمي الحقيقة بالوهم فان هذه النفوس كالثغور المفتوحة لكل مهاجم....