فتح العزيز المجيد في الردِّ على د. عبد الله عبد الحميد


بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلامُ على من لا نبيَّ بعده وآله وصحبه

أمَّا بعد:

فقد استمعت للدكتور عبد الله عبد الحميد وهو يجيب على سؤال وجِّه إليه حول تجريح من يستحق الطعن والقدح والتنكيل وذلك لسوء منهجه ودعوته ألا وهو محمد حسان ، والذي حذر منه العلماء الأعلام وبينواْ منهاجه القطبي التكفيري وأنه يوالي أهل البدع والأهواء كما يوالونه ويعادي بذلك أهل السنة والجماعة ولابد إذ أنَّ الشيء بضده يتضح الضدُّ كما يقولُ الأصوليون .

وإذا علم ذلك كان حريا ترك التَّعصب له ولمن يشايئه ويوده عن عمرو بن مرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوثق عرى الإيمان الحب في الله ، والبغض فيه "
أخرجه وكيع بن الجراح في "الزهد" (329)

فلا يستقيم المرء على السنة وعلى منهاج أهل الحديث حتى يواليه أهل السنة والإيمان ويبغض أهل البدع والأهواء والنفاق ومسالك الشقاق

قال الشيخ العلامة حمود التويجري -رحمه الله- :
وروى ابن جرير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعاد في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئا.

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمهم الله تعالى-: فإذا كانت البلوى قد عمت بهذا في زمن ابن عباس -رضي الله عنهما- خير القرون فما زاد الأمر بعد ذلك إلا شدة حتى وقعت الموالاة على الشرك والبدع والفسوق والعصيان اهـ.

قلت: والأمر بعد زمن الشيخ عبد الرحمن أعظم وأعظم، ولا سيما في زماننا هذا الذي قد اشتدت فيه غربة الدين وانعكست فيه الحقائق عند الأكثرين حتى عاد المعروف عندهم منكرا والمنكر معروفا، ومن ذلك موالاة الكفار والمنافقين وموادتهم ومصاحبتهم ومجالستهم ومواكلتهم ومشاربتهم والأنس بهم والإنبساط معهم وكذلك موادة أهل البدع والفسوق والعصيان ومصاحبتهم ومجالستهم ومواكلتهم ومشاربتهم والأنس بهم والإنبساط معهم كل ذلك قد صار من قبيل المعروف عند أكثر الناس بل عند كثير ممن ينتسب إلى العلم والدين.[1] ـ


فمما كان أن أجاب به رداً على سؤال المستفتي أن محمد حسان عالم من العلماء وأنه ماشاء الله كم اجتمع له من حشود ووفود لمَّا ذهب إلى تونس ، وأنه لا يجوزُ الطعن في من يدعو إلى الله ، وضرب مثلاً على شبه كبيرٍ بمعتقد جماعة التبليغ وكلُّ ذلك سيأتي دحضه بالأدلة الشرعية محلى بأقوال أهل العلم - إن شاء الله-.



وهذا قوله :

يعني حد بودِّ الناس النار إلا ده ، ليه بتجيب الأعلام إيش معنى الأعلام ؟! والله ما شاء الله والله ما شاء الله والله ما شاء الله ؛ يعني كم انتفعت الأمَّة بهؤلاء الأفاضل كم انتفعت الأمة ؟ روح اتفرج وشوف هذا الخير والله لا يكره هذا الخير اللي فيه هؤلاء العلماء وخاصَّة الدكتور محمد حسّان ، والله لا يكرهه إلا رجل لا يُحبُّ الإسلام إلاَّ قليلاً .

لأنه لو يحب الإسلام يفرح بهذه الجموع الغفيرة التي جاءت من أجل ذكرِ الله ، دول يجمعواْ يا مولانا عشان يسمعواْ الذكر مُش يسمعواْ أغاني مش يسمعواْ الكورة دول ساعات يحضر لو أكثر من نهائي الكاس ، احن نفخر إنوا عِندنا من بني جلدتنا ومن أهل سنتنا ومن أهل بلدنا إنُّواْ شوف ماشاء الله لما راح لتونس حاجة شرفتنا وشرَّفِت دينا كمان .

أما يعدِّ واحد يقوم مثلاً كده ولا كده من الآخر ويقول إيه الزِّحام ده ؟ ويقول له : ده درس للشيخ محمد حسان ، أو الشيخ أبوإسحاق أو الشيخ محمد حسين .. أو أيِّ واحد من أهل العلم الأفاضل اشرفنا .

الناس بينشرح صدرها كان الشيخ محمد حسان قال كده مرَّة عند قوله عزَّوجل :( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) يعني يلاقي الناس زحمة ويقول له إيه ده ؟ بيقولواْ إيه؟ بيسمعواْ إيه هنا فيه إيه؟ بيقول له بيسمعواْ علم ؛ إيقول له لا ! بيقول له بيسمعواْ علم أيوه .

هو اسمع كلمة ربنا عزوجل يهديه ، كم هدى الله عزَّوجل كم؟ وكم ؟ والناس بتقول إحنه مش حنسكت ، والله بنقول لهم ، بس بطريقة مش زي طريقتك ده ، بطريقة مؤدبة بطريقة فيها هدية . لكن كلِّ صغير ميعرفش يصلي مش عارف يؤذن يقول لك محمد حسان ، يعني حتى ميقلش فضيلة الشيخ وفلان وهكذا ... ويقول لك منهج الجرح والتعديل هو كان منهج الجرح والتعديل بالطريقة ده ، الإمام البخاري في التاريخ الكبير روح اقرأ جرحه يقولك : سكت عنه ابن أبي حاتم سكت عنه البخاري ده حالة سكوت سكوت وأما يتكلم في رجل يقول فيه كلام ، أما تقعد تطحن في الأفاضل وتقول ده جرح وتعديل طب وفين التعديل ؟ انتو حرِّين برحتكُ لكن كده بتضر نفسك والخير بيزيد لأن ده قدر ربنا ؛ ربنا هو اللي بيرفع ( يرفع الله الذين آمنواْ منكم والذين أوتواْ العلم درجات ) نسأل الله الهدى والرشاد
.اهـ

قلت : قال الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- في شرح كتاب الفرق بين النصيحة والتعيير :

أنت إذا نقدت شخصاً يجب أن تلتزم الحق والصدق والإخلاص ويكون قصدك بيان الحق والتنبيه على الخطأ الذي ينافي هذا الحق .

إذا كان هذا قصدك فهذا مقصد شريف وأمرٌ عظيم تُشكر عليه من الأمة كلها ولا يجوز لأحد أن يتهمك بسوء ، وإذا كان لك مقاصد سيئة وتبين بالسبر والدراسة إنك صاحب هوى فللناس الحق أن يتكلمون فيك .

قال الحافظ ابن رجب-رحمه الله-: (الحمد لله رب العالمين ، وصلاته وسلامه على إمام المتقين ، وخاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :

فهذه كلمات مختصرة جامعة في الفرق بين النصيحة والتعيير – فإنهما يشتركان في أن كلاً منهما : ذِكْرُ للإنسان بما يَكره ذِكْرَه ، وقد يشتبه الفرق بينهما عند كثير من النَّاس والله الموفق للصواب )

يعني : النصيحة تذكر إنساناً بشيء يكرهه – أليس كذلك – والتعيير أيضاً تذكر إنساناً بشيء يكرهه فقد يحصل إشتباه بين النصيحة والتعيير .

التعيير : أن تذكر العيب – أليس كذلك – والنصيحة تذكر العيب أيضاً حتى يحذره الناس إن كان عنده بدعة أو خطأ قصدك وجه الله تبارك وتعالى هذه هي النصيحة .

وإن ذكرت عيبه لتشفي غليلك منه مالك قصد شرعي أبداً وليس قصدك إلا أن تشفي غليلك ، هذا تعيير وذمٌّ وإثم .

قال الحافظ ابن رجب – رحمه الله- : (اعلم أنَّ ذِكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص . فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين أو خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه )

أقول : بل هو واجب لأن الله أوجب البيان وليس مندوباً فقط .

قال الحافظ ابن رجب – رحمه الله-: ( وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة ) .

الغيبة : ذكرك أخاك بما يكره لغرض شخصي ما تقصد وجه الله عز وجل ولكن قصدك الطعن فيه ، أما جرح الرواة فهذا حفاظ على دين الله تبارك وتعالى يعني كيف نميز بين الصحيح والضعيف إذا كان الرواة كلهم لم يتكلم فيهم أحد ، الرافضي والجهمي والكذاب وفاحش الغلط أليس في هذا ضياع الدين ؟ ألا يترتب على هذا ضياع الدين ؟ طيب أنت عندك كتب في الموضوعات وكتب في العلل مجلدات كبيرة ما هو سببها ؟ سببها : الجرح في الرواة والكلام على الأسانيد والكلام على المتون إذا كان فيها مُدْرَجات وفيها مراسيل وفيها كذا .

وقوله : ( وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة ) .

الغيبة ما تخدم الدين قد تهدم الدين والأغراض التافهة ، بينما الجرح له أغراض سامية للحفاظ على هذا الدين وحمايته وصيانته من أن يختلط فيه الحق بالباطل . لأنا إذا سكتنا عن الرواة عن الكذاب والمتهم والسيء الحفظ والفاحش الغلط وكذا ، ضاع الدين أليس كذلك ؟ لكن بهذا النقد وبهذا التجريح وبهذا التمييز بين هذا وذاك حفظ الله لنا هذا الدين ، وثمار هذا العلم واضحة ولله الحمد .

وجهل الصوفية الذين كانوا يودون أن يُغطُّوا أفواه الرواة والنقاد ويكموا أفواههم فلو كان استسلم لهم علماء الجرح والتعديل وعلماء النقد لضاع دين الله تبارك وتعالى لكن أبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المبتدعون .اهـ[2]

قلت : فتأمَّل هذا فإن كثيراً ممن يدعون الإنتساب للسنة ، يحاربون هذا المنهج الرباني الذي دأب عليه العلماء الأكابر من قديم الزمان أو قل الحُفاظ الجبال كلُّ ذلك من أجل خدمة دين الله -عزوجل- من انتحال المبطلين وتأويلين الجاهلين وتحريف الغالين .

فمما يلاحظ أن الدكتور هنا لبس على المستفتي وأفتاه بالمنع المطلق من الحديث في من تصدر للدعوة لأنه يدعو إلى الله -عزوجل- وأن الله ينفع به ولو كان عنده من البدع ما عنده وهذا غلط بائن .

قال الإمام ابن سيرين -رحمه الله- :(( إن هذا العلم دين فانظرواْ عمن تأخذون دينكم )) وقال عبد الله بن المبارك -رحمه الله- :(( كانواْ لا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قلنا : سمواْ لنا رجالكم فيُنظر إلى السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم )) .

ثم كيف تصف محمداً حسان بأهل العلم أو الأعلام على حدِّ تعبيرك من سلفك في هذا من الأكابر؟ هاتي واحداً منهم ولن تجد إلا من هو على شاكلته ... من القطبيين والسروريين ومن جماعة الإخوان المفلسين .

فمن بدع محمد حسان ما يلي :

1 ـ ثناءه على أسامة بن لادن .

2 ـ قوله بالحلول والإتحاد ، في بيتين شعريين وقد ردَّ عليه الشيخ العلامة صالح السحيمي حفظه الله .

3 ـ إخوانيته الواضحة المشوبة بالتصوف الحصافي ومن أقوالهم التي يُنشدونها

ها قد حضر الحبيب المصطفى ... وسامح الجميع فيما قد مضى وجرى !!

4 ـ افتياته على رسول الله وأنه عليه الصلاة والسلام قد يقول للكافر كل سنة وحضرتك طيب! .

5 ـ بيعه لثيابه من أجل نصرة وإغاثة أهل سوريا ، وهذا فيه إخلالاً بالعقيدة وهو التعلق بالمخلوق دون الخالق !.كما ردعليه الشيخ الفاضل هشام البيلي سدده الله
[3]

6 ـ نزوله للميدان ـ ميدان التحريرـ مع حرمه وتبجحه بذلك !

إلى غير ذلك من البواقع والطامات العقدية والمنهجية .. وممن ردَّ عليه وحذر منه على سبيل الذكر لا الحصر

الشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله-[4] ـ

الشيخ العلامة محمد بن عبد الله الإمام -حفظه الله-

الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري -حفظه الله-

الشيخ الفاضل أسامة بن عطايا العتيبي -حفظه الله-[5].

الشيخ الفاضل جمال بن فريحان الحارثي -حفظه الله-[6].

هذا مما يحضرني وأذكر أني وقفت عليه بنفسي وهو كفيل بالتحذير من الرجل وأنه ساقط لا تجوز الإحالة عليه ولا الركون إليه عملاً بقول الله عزَّوجل :( وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) .

فالفرق واسع بين العلماء والمتعالمين

ألم تر أنَّ السَّيف ينقص قدره إذا ... قيل إنَّ السَّيف أمضى من العصا

قوله : يعني حد بودِّ الناس النار إلا ده ، ليه بتجيب الأعلام إيش معنى الأعلام ؟! والله ما شاء الله والله ما شاء الله والله ما شاء الله ؛ يعني كم انتفعت الأمَّة بهؤلاء الأفاضل كم انتفعت الأمة ؟ روح اتفرج وشوف هذا الخير والله لا يكره هذا الخير اللي فيه هؤلاء العلماء وخاصَّة الدكتور محمد حسّان ، والله لا يكرهه إلا رجل لا يُحبُّ الإسلام إلاَّ قليلاً .
لأنه لو يحب الإسلام يفرح بهذه الجموع الغفيرة التي جاءت من أجل ذكرِ الله ، دول يجمعواْ يا مولانا عشان يسمعواْ الذكر مُش يسمعواْ أغاني مش يسمعواْ الكورة دول ساعات يحضر لو أكثر من نهائي الكاس ، احن نفخر إنوا عِندنا من بني جلدتنا ومن أهل سنتنا ومن أهل بلدنا إنُّواْ شوف ماشاء الله لما راح لتونس حاجة شرفتنا وشرَّفِت دينا كمان .
أما يعدِّ واحد يقوم مثلاً كده ولا كده من الآخر ويقول إيه الزِّحام ده ؟ ويقول له : ده درس للشيخ محمد حسان ، أو الشيخ أبوإسحاق أو الشيخ محمد حسين .. أو أيِّ واحد من أهل العلم الأفاضل اشرفنا
.


قلت : انظر إلى قوله ''والله لا يكرهه إلا رجل لا يُحبُّ الإسلام إلاَّ قليلاً'' وهذا من الإفتيات الملزم بتكفير من أبغض أهل البدع ، فكيف يصحُّ هذا وهو مما دلت النصوص الشرعية عليه والآثار المرعية المحفوظة على نقيضه ، لما دعت إلى التحذير من الكفر والإبتداع والعصيان ، وقولك هذا مُردود بلاشك ولا أدنى ارتياب والحمد لله ربِّ العالمين .

كقوله تعالى :( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرْ ) وقوله عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي سعيد الخذري الذي رواه الإمام مسلم : (( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )) والله المستعان .

قال أبو محمد هبة الله بن الحسن الشيرازي رحمه الله تعالى :

عليك بأصحاب الحـــديث فإنـهــم ... على منهج للدين ما زال معلما

وما النور إلا في الحديــــــث وأهلـه ... إذا ما دجى الليل البهيم وأظلما

وأعلى البرايا من إلى السنن اعتزا ... وأغوى البرايا من إلى البدع انتمى

ومن تـرك الآثــار قد ضــل سـعـيه وهل يترك الآثار من كـــان مسلما[7] ـ

وقوله : ويقول لك منهج الجرح والتعديل هو كان منهج الجرح والتعديل بالطريقة ده ، الإمام البخاري في التاريخ الكبير روح اقرأ جرحه يقولك : سكت عنه ابن أبي حاتم سكت عنه البخاري ده حالة سكوت سكوت وأما يتكلم في رجل يقول فيه كلام ، أما تقعد تطحن في الأفاضل وتقول ده جرح وتعديل طب وفين التعديل ؟ انتو حرِّين برحتكُ لكن كده بتضر نفسك والخير بيزيد لأن ده قدر ربنا ؛ ربنا هو اللِّي بيرفع ( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) نسأل الله الهدى والرشاد اهـ .


قلت : يظهر من كلام الدكتور هذا الخلل والإخلال بل والتدليس والتلبيس ، فشتان ما بين أهل السنة من الرواة وبين أهل البدع والأمر ذاته ينطبق على
الدُّعاة ، ونسبة السكوت للإمامين البخاري وابن أبي حاتم لا يثبت إلا فيمن كان مجهول الحال لم يثبت فيه جرح ولا تعديل أما أن تجعله ديدنا لأهل الحديث فلا يصح.

بل كانواْ يحذرون من أهل البدع ومن الرواية عنهم وقصة البخاري مع الموهم لدابته أشهر وأدل على تحريه في الرواية -رحمه الله- ؛ ولكن من تربى في أحضان الموازنات تجده يتقلب يمنة ويسرة كالتائه الحيران .

وقولك فين التعديل ؟، أدل على ذلك ..

والتحري جرت عليه العادة سواء أكان في الرواية أو تحصيل العلم ، كما كان الجرح قائما على الرواة فهو قائم على الدُّعاة .

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه .



كتبه /

أبوشعبة محمد القادري

25 رمضان 1434 هـ

_________________


[1] ـ ٱنظر رسالة تحفة الأخوان بما جاء في المعاداة والموالاة والحب والبغض والهجران للشيخ العلامة حمود التويجري -رحمه الله- .

[2] ـ النقد منهج شرعي تعليق على كتاب ابن رجب الفرق بين النصيحة والتعيير << شرح بعض جمل من كتاب الفرق بين النصيحة والتعيير لابن رجب( ص / 25 )>> <<موقع الشيخ حرسه الله>> .

[3] ـ الوجوه العشرة الحسان في بدعية بيع ثياب محمد حسّان لفضيلة الشيخ هشام البيلي -حفظه الله- .

[4] ــ ٱنظر شريط بطلان المظاهرات من خمسة عشر وجهاً .

[5] ـ ٱنظر رسالة محمد حسان والتوبة النَّصوح .

[6] ـ ٱنظر رسالة رد الشيخ جمال الحارثي على محمد حسان المصري في سبِّه للصَّحابي الجليل عمرو بن الحمق الخزاعي -رضي الله عنه- .

[7] ـ فتح الودود بالتعليق على حائية ابن أبي داود لفضيلة الشيخ عبد الله بن صلفيق الظفيري -حفظه الله- .


o علق عليه أخونا الفاضل الشيخ رضوان بن صالح الورد حفظه الله بقوله :
بورك الرد والبيان أخي الفاضل أبا شعبة نفع الله بك.
فأجبته : وفيكم بارك الله
نفعنا الله بالكتاب والسنة أخي الكبير أبا عمر .