الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه أجمعين
؛؛

--بكاء الأرض و السماء على العبد الصالح اذا مات--
يقول الشيخ رسلان -حفظه الله-:
عباد الله إن العبد إذا مات ؛ و كان صالحا ساجدا لله رب العالمين؛ بكى عليه موضعان : مسجده في الأرض؛ و مصعد عمله في السماء؛ يبكيان بكاء حقيقيا؛ كما قال الله رب العالمين في أحوال المكذبين :( فما بكت عليهم السماء و الأرض )'الدخان:29'؛ فدلت على أن السماء و الأرض تبكيان على آخرين ليست هذه صفتهم؛ و ليس هذا حالهم؛ و ليس ذلك نعتهم.
يبكي موضع سجوده في الأرض؛ و مصعد عمله في السماء؛ لأنهما فقدا الذي يتجانس معهما في كونه طائعا لله رب العالمين.
فاتقوا الله ـــــ عباد الله ـــــ و اعلموا أنه ليس من المخلوقات من يعصي الله رب العالمين؛ و ما يعصي الله رب العالمين إلا نحن الأناسي و إلا الجن.
نحن وحدنا الذين نعصي الله رب العالمين.
و نحن وحدنا الذين نجاهر و نبارز الله رب العالمين بآثامنا و ذنوبنا ؛ و أما الكون كله ففي حال طاعة لله رب العالمين.
من كتاب الشيخ محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله- حقيقة الدنيا و حقيقة الموت .