بسم الله الرحمن الرحيم

سنن أبي داود :


ومن اللطائف

أنه لما صنف السنن عرضه علىشيخه أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، فقال له الإمام أحمد : يا أبا داود ، لمن صنفت هذا؟ويقصد بالسؤال يعني لأي فئة من طلاب العلم صنفت هذا التصنيف؟ أبو داود – رحمه الله– قال : صنفته لله . خشي أن يكون صنفه بطلب من أحد الولاة أو أحد الأمراء ، أو أحدالتجار ، أو أن أحدًا حركه ليصنف السنن ، ففهم من كلام الإمام أحمد أنه يعني : هل أحدحركك لكي تصنفه؟ والإمام أحمد يريد : لأي فئة من طلاب العلم صنفته حتى وضعت فيه هذهالأبواب وهذه الطريقة؟ فقال أبو داود : صنفته لله . يعني ما أردت به بشرًا ، ولا أحدحركني لذلك ، فقال له الإمام أحمد – رحمه الله – كما نقل ذلك الشيخ تقي الدين ابن تيمية: لَله عزيز ، ولكن قل : حُبب إليّ أمر ففعلته . يعني من الصعب أن تقول : أناألفت هذا الكتاب لله ، وهذا كما هو موجود الآن فيقول المصنف : أنا ألفت هذا الكتابوأريد وجه الله ، أو يقول : أنا عملت هذا العمل وأريد وجه الله ، فهذا كلام صعب .

لذلك يقول الإمام أحمد مربيًا تلميذه :لَله عزيز ، ولكن قل : حبب إليّ شيء فعملته .


المدخل إلى قراءة كتب الحديث للشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ