قال الإمام عثمان بن إسماعيل الصابوني – رحمه الله تعالى- في كتابه (شرح عقيدة السلف أصحاب الحديث):
فصل:علامات أهل السنة
ثم ذكر قصة علي بن جعفر مع هارون الرشيد بسنده، فقال:أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني – رحمه الله- قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن عبدالرحمن الدغوليِّ قال:سمعتُ محمد بن حاتم المظفري يقول:سمعتُ عمرو بن محمد يقول: كان أبو معاوية الضرير يُحدِّث هارون الرشيد، فحدَّثه بحديث أبي هريرة "احتج آدم وموسى" ، فقال علي بن جعفر:كيف هذا وبين آدم وموسى ما بينهما ؟ قال: فوثب به هارون وقال: يُحدِّثك عن الرسول r وتعارضه بكيف؟! قال:فما زال يقول حت سكت عنه.
ثم قال ص 345:" هكذا ينبغي للمرء أن يُعظِّم أخبار رسول الله r، ويقابلها بالقَبول والتسليم والتصديق. ويُنكر أشدَّ الإنكار على من يسلك فيها غير هذا الطريق الذي سلكه هارون الرشيد –رحمه الله- مع من اعترض على الخبر الصحيح الذي سمعه بكيف على طريق الإنكار له، والابتعاد عنه، ولم يتلقه بالقَبول كما يجب أن يتلقى جميع ما يرد من الرسول r ".
قال العلَّامة ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله تعالى- شارحاً لهذه العقيدة الطيِّبة ص 354:(( وفي رواية: ذكر الحديث وفي المجلس رجل من وجوه قريش وقيل: إنه عمُّ الرشيد، فقال القُرَشي: أين لَقِيَ آدم موسى؟!قال: فغضب الرشيد وقال: النَّطعُ والسيفُ زنديقٌ والله يطعن في حديث رسول الله r قال: فما زال أبو معاوية يُسَكنُّه ويقول:كانت منه بادرة ولم يفهم يا أمير المؤمنين حتى سَكَّنه.
الشاهد: أنه غضب غضباً شديداً لسنة رسول الله r وهمَّ بقتل من ردَّ هذا الحديث، ويرى أن هذا معارض لرسول الله r مُكذِّبٌ له t.
أنا أول ما وقفتُ على هذه القصة بكيتُ- والله الذي لا إله إلا هو – ونحن في شبابنا، من يغضب – الآن- لسنة رسول الله r هذا الغضب؟!
اليوم أقرأ لكاتب يُقال له فلانٌ حنفي- مصري- يقول: يجب أن نحذف من أسماء الله: المتكبر والجبار والمهيمن وكذا؛ لأنها تُوحي بالديكتاتورية ! قبَّحه الله؛ هذا مُكذِّبٌ للقرآن ومُستخفٌّ به وهو مجرم لا يستحق - والله- إلا القتل )) أ.هــــــ

الله أكبر. ما أعظم غيرة هؤلاء الرجال الأفذاذ على سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام من أمثال هارون الرشيد والإمام الصابوني رحمهما الله تعالى، والعلَّامة ربيع السنة حفظه الله تعالى،وغيرهم من أهل الحديث والأثر.
وكم من رؤوسٍ مبتدعة وزنادقة في زماننا كالحنفي المِصري لا يردعهم إلا حرارة السيف من سلطان غيور كهارون الرشيد حتى يسلم الناس من شرِّهم وفتنتهم ، ويكونوا عبرةً وآيةً لغيرهم والله المستعان!