بسم الله الرحمن الرحيم
التصفية والتربية
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
علاج هذه الأمة ليعود إليها مجدها، ولتتحقق لها دولتها ، ليس لذلك سبيلٌ إلا البدء بما ألخصه بكلمتين اثنتين: بالتصفية والتربية ، خلافاً لجماعات كثيرة يسعون إلى إقامة الدولة المسلمة -بزعمهم- بوضع أيديهم على الحكم ؛ سواءً كان ذلك بطريق سلمي كما يقولون : بالانتخابات ، أو كان ذلك بطريق دموي ، كانقلابات عسكرية وثورات دموية ، ونحو ذلك ، نقول : هذا ليس هو السبيل لإقامة دولة الإسلام على أرض الإسلام ، وإنما السبيل هو سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي دعا في مكة -كما تعلمون - ثلاث عشرة سنة ، ثم أتم الدعوة في المدينة ، وهناك بدأ بعد أن استصفى له ممن اتبعه وآمن به رجالاً لا تأخذهم في الله لومة لائم ، فبدأ بوضع أسس الدولة المسلمة .
والتاريخ - كما يقولون - يعيد نفسه ، فلا سبيل أبداً ، وأنا على يقين مما أقول ، والتجربة الواقعية منذ نحو قرن من الزمان تدل على أنه لا مجال إطلاقاً ، لتحقيق نهضة إسلامية صحيحة ، ومن ورائها إقامة الدولة المسلمة إلا بتحقيق هذين الهدفين : التصفية : وهو كناية عن العلم الصحيح ، والتربية : وهو أن يكون الإنسان مربىً على هذا العلم الصحيح على الكتاب والسنة .
سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم 188 -
فإذا : مفتاح عودة مجد الإسلام : تطبيق العلم النافع والقيام بالعمل الصالح وهو أمر جليل لا يمكن للمسلمين أن يصلوا إليه إلا بإعمال منهج التصفية والتربية وهما واجبان مهمان عظيمان وأردت بالأول منهما أمورا :
الأول : تصفية العقيدة الإسلامية مما هو غريب عنها كالشرك وجحد الصفات الإلهية وتأويلها ورد الأحاديث الصحيحة لتعلقها بالعقيدة ونحوها
الثاني : تصفية الفقه الإسلامي من الاجتهادات الخاطئة المخالفة للكتاب والسنة وتحرير العقول من آصار التقليد وظلمات التعصب
الثالث : تصفية كتب التفسير والفقه والرقائق وغيرها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات والمنكرات
وأما الواجب الآخر : فأريد به تربية الجيل الناشئ على هذا الإسلام المصفى من كل ما ذكرنا تربية إسلامية صحيحة منذ نعومة أظفاره دون أي تأثر بالتربية الغربية الكافرة
ومما لا ريب فيه أن تحقيق هذين الواجبين يتطلب جهودا جبارة مخلصة بين المسلمين كافة : جماعات وأفرادا من الذين يهمهم حقا إقامة المجتمع الإسلامي المنشود كل في مجاله واختصاصه
حول فقه الواقع
للعلامة محمد ناصر الدين الألباني