بسم الله الرحمان الرحيم

الرد على من يتهم الإمام الألباني بالإرجاء


قال الإمام الألباني رحمه الله نحن نعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه حرم الله بدنه على النار وفي أحاديث أخرى دخل الجنة فيمكن ضمان دخول الجنة ولو بعد عذاب يمس القائل والمعتقد الاعتقاد الصحيح لهذه الكلمة فإن هذا قد يعاقب بناءً على ما ارتكب واجترح من المعاصي والآثام ، ولكن سيكون مصيره دخول الجنة وعلى العكس من ذلك ؛ من قال هذه الكلمة الطيبة بلسانه ، ولمّا يدخل الإيمان إلى قلبه ؛ فذلك لا يفيده شيئًا في الآخرة قد يفيده في الدنيا النجاة من القتال ومن القتل وأما في الآخرة فلا يفيده شيئًا إلا إذا قالها فاهماً لـمعناها أولًا ، ومعتقدًا لهذا المعنى ؛ لأن الفهم والمعرفة وحدها لا يكفي إلا إذا اقترن مع الفهم الإيمان بهذا المفهوم ، وهذه النقطة أظن أن أكثر الناس عنها غافلون
وهي : لا يلزم من الفهم الإيمان لا بد أن يقترن كل من الأمرين مع الآخر حتى يكون مؤمنًا ذلك لأنكم تعلمون إن شاء الله أن كثيرًا من أهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا يعرفون أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول صادق فيما يدعيه من الرسالة والنبوة ولكن مع ذلك
أي مع هذه المعرفة التي شهد لهم بها ربنا عز وجل حين قال{ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ } ومع ذلك فهذه المعرفة ما أغنت عنهم من الله شيئًا لماذا ؟ لأنهم لم يصدقوه فيما يدعيه من النبوة والرسالة ولذلك فالإيمان يسبقه المعرفة ولا تكفي وحدها ، بل لا بد أن يقترن معها الإيمان ،فإذاً إذا قال المسلم لا إله إلا الله بلسانه ؛ فعليه أن يضم إلى ذلك معرفة معنى هذه الكلمة بإيجاز ثم بالتفصيل فإذا عرف وصدق وآمن ؛ فهو الذي يصدق عليه تلك الأحاديث التي ذكرت بعضها آنفًا
ومنها قوله عليه الصلاة والسلام مشيرًا إلى شيء من التفصيل الذي ذكرته آنفًا ألا وهو قوله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله نفعته يومًا من دهره أي كانت هذه الكلمة الطيبة بعد معرفة معناها وهذا أكرره لكي يرسخ في الأذهان بعد معرفة معناها والإيمان بهذا المعنى الصحيح ولكنه قد لا يكون قام بمقتضياتها وبلوازمها من العمل الصالح والانتهاء عن المعاصي فقد يدخل النار كجزاء لما فعل وارتكب من المعاصي أو
أخل ببعض الواجبات ثم تنجيه هذه الكلمة الطيبة هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم المتقدم ذكره من قال : لا إله إلا الله ، نفعته يومًا من دهره أما من قالها بلسانه ولم يفقه معناها ، أو فقه معناها ولكنه لم يؤمن بهذا المعنى ؛ فهذا لا ينفعه قوله : لا إله إلا الله ، إلا في العاجلة إذا كان يعيش في ظل الحكم الإسلامي وليس في الآجلة". اهـــ .
فهذا هو كلام الشيخ رحمه الله وفيه إثبات معتقد أهل السنة والجماعة فلماذا التحذير من كتابه والتشغيب عليه ؟؟؟.
وقال رحمه الله :إن الإيمان بدون عمل لا يفيد فالله عز وجل حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونا بالعمل الصالح لأننا لا نتصور إيمانا بدون عمل صالح إلا أن نتخيله خيالا .
وقال رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة وهو يرد على سفر الحوالي ويدافع عن نفسه مما رماه به ذاك الأفاك : مع أنه يعلم أنني أخالفهم, مخالفة جذرية فأقول الإيمان يزيد وينقص, وأن الأعمال الصالحة من الإيمان, وأنه يجوز الإستثناء فيه, خلافًا للمرجئة, ومع ذلك رماني أكثر من مرة بالإرجاء.ج 7صــ 154
وبعد هذا البيان لمن له عينان وقد أسفر الصبح لذي عينين فقدوة العميري هم أهل البدع أمثال سفر الحوالي والشايجي وفالح الحربي وغيرهم قال النبي صلى الله عليه وسلم ومن خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينـزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه حبس في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال".رواه أحمد

وسئل العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عمن رمى الشيخ الألباني بالإرجاء فأجاب قائلاً :
من رمى الشيخ الألباني بالإرجاء فقد أخطأ إما أنه لا يعرف الألباني , وإما أنه لا يعرف الإرجاء، الألباني رجل من أهل السنة رحمه الله , مدافع عنها إمام في الحديث و لا نعلم أن أحدا يباريه في عصرنا، لكن بعض الناس نسأل الله العافية يكون في قلبه حقد إذا رأى قبول الشخص ذهب يلمزه بشيء كفعل المنافقين الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات المكثر من الصدقة والمتصدق الفقير ،الرجل رحمه الله نعرفه من كتبه وأعرفه بمجالسته أحياناً سلفي العقيدة سليم المنهج لكن بعض الناس يريد أن يكفر عباد الله بما لم يُكفرهم الله به ثم يدَّعي أن من خالفه في هذا التكفير فهو مرجئي كذباً وزورا وبهتاناً , لذلك لا تسمعوا لهذا القول من أي إنسان صدر

قال الشيخ ربيع ولما مات كان هؤلاء ينسبون الشيخ الألباني إلى الإرجاء ؛ والشيخ الألباني معروف بمحاربة البدع من كبيرها إلى صغيرها ومن ألفها إلى يائها ؛ ويؤلف الكتب في الصلاة ويتعرض لبدع الصلاة وفي الحج ويتعرض لبدع الحج ؛ وفي الجنائز ويتعرض لبدع الجنائز ويفند هذه البدع ؛ ويحاربها أشد الحرب ؛ وحارب الفرق وانحرافاتها من الجهمية والمعتزلة والخوارج والمرجئة ؛ وحارب الإرجاء بالأخص محاربة لا هوادة فيها ؛ ولم يجامل فيها لا طحاوي ولا ابن أبي العز الحنفي رحمه الله ؛ وهذه كتبه وأشرطته تنضح بمحاربة هذا المذهب الفاسد كما حارب البدع الأخرى.
وسئل شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله كما في شريط أسئلة شباب بريطانيا :جماعة التكفير يقولون أن الشيخ الألباني من المرجئة ؟؟
الجواب : الشيخ الألباني سني ويعتبر المرجئة مبتدعة، لكنه ليس متهورا مثلكم ؛ فهو لا يكفر المسلمين ولا يستحل دماءهم ، والله المستعان
وقال عنه أيضا : الشيخ الألباني سيف مسلول على المبتدعة من زمن قديم جزاه الله خيرا؛ فهم يحاولوا أن يقللوا من قدره وأن يزهدوا الناس فيه ماعلم أولئك أن التزهيد في العلماء يعتبر تزهيدا في الدين ؛فإذا لم يرشدنا العلماء حفظهم الله تعالى فماذا؟ أنبقى نتخبط تارة مع هؤلاء وأخرى مع هؤلاء ،وأخرى مع الضائعين المائعين ،وأخرى مع أصحاب التمثيليات،وأخرى مع أصحاب السمر ،وأخرى مع أصحاب المهرجانات وأخرى وأخرى لا، نسأل علماءنا ونستفيد منهم

كتبه أبو أنس سفيان المغربي