النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    أم إبراهيم زائر

    افتراضي وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ هل تعني هم أهل البدع كالخوارج

    " وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ " هل تعني هم أهل البدع كالخوارج

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
    وصلنا إن أحدهم فسر الأية " وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ " بقوله هم أهـل البـدع كالخــوارج!

    قلت : في التفسير الطبري رحمه الله
    قوله: ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ) يقول تعالى ذكره: وجوه يومئذ، وهي وجوه أهل الكفر به خاشعة، يقول: ذليلة.
    ذكر من قال ذلك:
    حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ) : أي ذليلة.
    حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: (خَاشِعَةٌ ) قال: خاشعة في النار.
    وفي تفسير القرطبي رحمه الله قال :" خاشعة " قال سفيان : أي ذليلة بالعذاب .
    وكل متضائل ساكن خاشع .
    يقال : خشع في صلاته : إذا تذلل ونكس رأسه .
    وخشع الصوت : خفي قال الله تعالى : " وخشعت الأصوات للرحمن " [ طه : 108 ] .
    والمراد بالوجوه أصحاب الوجوه .
    وقال قتادة وابن زيد : " خاشعة " أي في النار .
    والمراد وجوه الكفار كلهم قاله يحيى بن سلام .
    وقيل : أراد وجوه اليهود والنصارى قاله ابن عباس .

    وقال ابن كثير –رحمه الله- في تفسيره " ذليلة قاله قتادة وقال ابن عباس تخشع ولا ينفعها عملها"

    وقال السعدي –رحمه الله – في تفسيره للآية

    { خَاشِعَة } من الذل، والفضيحة والخزي.

    وقال ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره
    {وجوه يومئذ خاشعة}{خاشعة} أي ذليلة كما قال الله تعالى: {وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي} [الشورى: 45]. فمعنى خاشعة يعني ذليلة.

    قلت : إذا من أين جاء التفسير لهذه الآية هم أهل البدع ! ومما يلي كلام لابن تيمية يؤكد إن هذا من التأويل .

    قَال شَيْخ الإسْلام أحمَد بْن تيميّة -رحمه الله-‏:‏

    قوله‏:‏ ‏{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ‏}‏ ‏[‏الغاشية‏:‏ 1 - 5‏]‏،
    فيها قولان‏:‏
    أحدهما‏:‏ أن المعنى وجوه في الدنيا خاشعة، عاملة ناصبة، تصلى يوم القيامة نارًا حامية، ويعنى بها عُبَّاد الكفار كالرهبان، وعُبَّاد البدود ‏[‏البُدود‏:‏ جمع بُدّ، والبُدُّ‏:‏ الصنم الذي يعبد‏]‏، وربما تُؤولت في أهـل البدع كالخـوارج‏.‏
    والقول الثاني‏:‏ أن المعنى أنها يوم القيامة تخشع، أى‏:‏ تذل وتعمل وتنصب، قلت‏:‏ هذا هو الحق لوجوه‏:‏
    أحدها‏:‏ أنه على هذا التقدير يتعلق الظرف بما يليه، أى‏:‏ وجوه يوم الغاشية خاشعة عاملة ناصبة صالية‏.‏
    وعلى الأول‏:‏ لا يتعلق إلا بقوله‏:‏ ‏{تصلى‏}‏‏.‏ ويكون قوله‏:‏‏{خاشعة‏}‏ صفة للوجوه قد فصل بين الصفة والموصوف بأجنبى متعلق بصفة أخرى متأخرة، والتقدير‏:‏ وجوه خاشعة عاملة ناصبة يومئذ تصلى نارًا حامية‏.‏
    والتقديم والتأخير على خلاف الأصل، فالأصل إقرار الكلام على نظمه وترتيبه لا تغيير ترتيبه‏.‏
    ثم إنما يجوز فيه التقديم والتأخير مع القرينة، أما مع اللبس فلا يجوز؛ لأنه يلتبس على المخاطب، ومعلوم أنه ليس هنا قرينة تدل على التقديم والتأخير، بل القرينة تدل على خلاف ذلك، فإرادة التقديم والتأخير بمثل هذا الخطاب خلاف البيان، وأَمْر المخاطَب بفهمه تكليف لما لا يطاق‏.‏
    الوجه الثاني‏:‏ أن الله قد ذكر وجوه الأشقياء ووجوه السعداء في السورة، فقال بعد ذلك‏:‏ ‏{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ‏}‏ ‏[‏الغاشية‏:‏ 8 - 10‏]‏،
    ومعلوم أنه إنما وصفها بالنعمة يوم القيامة لا في الدنيا؛ إذ هذا ليس بمدح، فالواجب تشابه الكلام وتناظر القسمين لا اختلافهما، وحينئذ، فيكون الأشقياء وصفت وجوههم بحالها في الآخرة‏.‏
    الثالث‏:‏ أن نظير هذا التقسيم قوله‏:‏ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ‏}‏ ‏[‏القيامة‏:‏ 22 - 25‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ‏}‏ ‏[‏عبس‏:‏ 38 - 42‏]‏، وهذا كله وصف للوجوه لحالها في الآخرة لا في الدنيا‏.‏
    الرابع‏:‏ أن وصف الوجوه بالأعمال ليس في القرآن، وإنما في القرآن ذكر العلامة، كقوله‏:‏ ‏{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم‏}‏ ‏[‏الفتح‏:‏ 92‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ‏}‏ ‏[‏محمد‏:‏ 30‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 72‏]‏، وذلك لأن العمل والنصب ليس قائمًا بالوجوه فقط، بخلاف السيما والعلامة‏.‏
    الخامس‏:‏ أن قوله‏:‏ ‏{خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ‏}‏ ‏[‏الغاشية‏:‏ 2، 3‏]‏، لو جعل صفة لهم في الدنيا لم يكن في هذا اللفظ ذم، فإن هذا إلى المدح أقرب، وغايته أنه وصف مشترك بين عبَّاد المؤمنين وعبَّاد الكفار، والذم لا يكون بالوصف المشترك، ولو أريد المختص، لقيل‏:‏ خاشعة للأوثان مثلا عاملة لغير الله، ناصبة في طاعة الشيطان، وليس في الكلام ما يقتضى كون هذا الوصف مختصًا بالكفار، ولا كونه مذمومًا‏.‏
    وليس في القرآن ذم لهذا الوصف مطلقًا، ولا وعيد عليه، فَحَمْلُه على هذا المعنى خروج عن الخطاب المعروف في القرآن‏.‏
    السادس‏:‏ أن هذا الوصف مختص ببعض الكفار ولا موجب للتخصيص، فإن الذين لا يتعبدون من الكفار أكثر، وعقوبة فساقهم في دينهم أشد في الدنيا والآخرة، فإن من كف منهم عن المحرمات المتفق عليها وأدى الواجبات المتفق عليها لم تكن عقوبته كعقوبة الذين يدعون مع الله إلهًا آخر، ويقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ويزنون‏.‏
    فإذا كان الكفر والعذاب على هذا التقدير في القسم المتروك أكثر وأكبر كان هذا التخصيص عكس الواجب‏.‏
    السابع‏:‏ أن هذا الخطاب فيه تنفير عن العبادة والنسك ابتداء، ثم إذا قيد ذلك بعبادة الكفار والمبتدعة وليس في الخطاب تقييد كان هذا سعيًا في إصلاح الخطاب بما لم يذكر فيه‏.‏
    مجموع فتاوى (16/217-220)

    هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.​

    كتبتها أم سارية

    يوم الإربعاء بتاريخ 6-11-2013 – 2- محرم 1434هـ




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    219

    افتراضي رد: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ هل تعني هم أهل البدع كالخوارج

    جزاكم الله خيرا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    197

    افتراضي رد: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ هل تعني هم أهل البدع كالخوارج

    جزاكم الله خيرا

  4. #4
    أم إبراهيم زائر

    افتراضي رد: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ هل تعني هم أهل البدع كالخوارج

    بارك الله فيكما


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. فتاوى كبار علماء اهل السنة عن البدع واهل البدع
    بواسطة أبو الوليد خالد الصبحي في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-Dec-2016, 08:38 PM
  2. فائدة في قول الحق تبارك: (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ) ... من تفسير السعدي رحمه الله
    بواسطة أم عمير السنية السلفية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-Dec-2014, 12:58 PM
  3. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 30-Jan-2013, 11:14 PM
  4. كلمة حق في شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعلى ودعوته المباركة
    بواسطة أبو عبد المحسن زهير التلمساني في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-Mar-2012, 08:28 AM
  5. هل تعني تسوية الصفوف في الصلاة إلصاق الأقدام ؟ العلامة الفوزان حفظه الله
    بواسطة أبو خالد الوليد خالد الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-May-2010, 06:25 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •