( تخريج حديث- دخل الجنة رجل في ذباب-)

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

ذكر الإمام محمد بن عبدالوهاب-رحمه الله- في كتاب التوحيد، باب ما جاء في الذبح لغير الله (ص21)
عن طارق بن شهاب أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال( دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب؛ قالوا:وكيف ذلك يارسول الله؟
قال:مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً فقالوا لأحدهم:قرب.
قال ليس عندي شيء أقرب. قالوا له قرب ولو ذباباً
فقرب ذباباً فخلوا سبيله فدخل النار.
وقالوا للآخر قرب. فقال ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله فضربوا عنقه فدخل الجنة)رواه أحمد

- هكذا جاء الحديث في نسخ كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب

- والحديث لم أجده مرفوعاً في شيء من كتب الحديث وإنما هو موقوف على سلمان الفارسي رضي الله عنه.
- رواه أحمد في الزهد(84)قال حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن سلمان الفارسي موقوفاً عليه.
رجاله ثقات وفيه الأعمش مدلس وقد عنعن.

ورواه ابن أبي شيبة(33028) قال حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن مخارق بن خليفة عن طارق بن شهاب عن سلمان الفارسي موقوفاً
وهذا سند صحيح.

ورواه أبو نعيم في الحلية(1/203) من طريق الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن سلمان به.
وقال أبو نعيم: ورواه شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق مثله. ورواه جرير عن منصور عن المنهال بن عمرو عن حيان بن مرثد عن سلمان نحوه.اهـ

-والحديث ذكره الإمام ابن القيم في الجواب الكافي(45): قال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب يرفعه(دخل الجنة رجل في ذباب) الحديث.
وهذا الإسناد الذي ذكره الإمام ابن القيم هو نفسه في كتاب الزهد للإمام أحمد موقوفاً على سلمان لا مرفوعاً كما تقدم.
ويحتمل أن رفع الحديث وهم من النساخ وهذا يحصل كثيراً ؛ أو يكون الحديث جاء مرفوعاً عند الإمام أحمد واطلع عليه الأئمة ونحن لم نطلع عليه لقصر علمنا وقلة اطلاعنا ؛ أو هو وهم حصل للإمام وهذا بعيد جداً.

قال العلامة ابن عثيمين في القول المفيد(138): يحتمل أن سلمان أخذه عن بني إسرائيل. اهـ

كتبه
بدر بن محمد البدر
منقول سحاب.