فالمؤمن لا يأمن مكر الله

الاســـم:	1511090_642457705812597_1085114309_n.jpg
المشاهدات: 2840
الحجـــم:	41.6 كيلوبايت
قال العلامة الشيخ الدكتور ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:

أحذِّر إخواني من الفتن، وليلجئوا إلى الله -تبارك وتعالى- أن يثبتهم على دين الله، وليكثروا من الدعاء، لقول الله -تبارك وتعالى-: { رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } [آل عمران:8]، ليكثروا من الدعاء بهذا الدعاء العظيم الذي علَّمه الله -تبارك وتعالى- به في محكم كتابه، وبدعاء رسول الله -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يكثر منه .
كما قال أنس -رضي الله عنه-: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر من قوله : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " فقال الصحابة -رضي الله عنهم-: أتخاف علينا يا رسول الله ؟ قال: " نعم، كيف لا والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ؟! "(1)
فالمؤمن لا يأمن مكر الله، { فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } [الأعراف:99]

فالمؤمن دائمًا يخاف الله، ويخاف ألا يقبل الله أعماله، ولا يغتر بالآمال، ولا يَعُدُّها شيئًا، وما بذل من الإنفاق في سبيل الله، وما بذل من إنهاك جسمه في طاعة الله، فإن ذلك كله في نظر المؤمن الصادق لا يقابل أدنى نعمة من نعم الله، " سبحانك لا أثني عليك أنت كما أثنيت على نفسك" (2)
هذا محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي غَفَر الله من ذنبه ما تقدم وما تأخر كان يخاف الله أشد الخوف، " والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له (3)
-صلوات الله وسلامه عليه-

__________________
(1) تقدم تخريجه (ص72)
(2) تقدم تخريجه (ص45)
(3) أخرجه مسلم (1108) من حديث عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنه-


- كتاب "فضل العلم والعلماء" ، تأليف فضيلة الشيخ العلامة : ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- ، صفحة [146، 147]