بسم الله الرحمن الرحيم:
قال الشيخ علي بن يحي الحدادي ـ حفظه الله تعالى ـ في أحد تعليق على حديث ، قال :
.عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلواوأضلوا).رواه البخاري ومسلم .
(.....لما كان ذهاب العلم بذهاب أهله فإن هذا من أعظم ما يشحذ الهمم على اغتنام وجود الأكابر من أهل العلم للأخذ عنهم قبل أن تخترمهم المنايا، والتلقي عنهم لا يعني الاكتفاء باللقاء الواحد والاثنين ليحصل شرف اللقي وإنما المقصود تحصيل ما أمكن من علم العالم فإنه إذا ماتَ مات بما في صدره من العلم. ومن طريف ما يذكر في هذا الباب أن عروة بن الزبير لازم خالته أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها ملازمة بالغة إلى أن استوفى ما عندها من العلم حتى قال : "لقد رأيتني قبل موت عائشة بأربع حجج وأنا أقول: لو ماتت اليوم ما ندمت على حديث عندها إلا وقد وعيته".
وقد حث السلف شباب المسلمين حثاً بالغاً على أخذ العلم عن أهله قبل أن يسبق إليهم الموت قال ابن مسعود: "عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه ذهاب أهله" وقال أبو الدرداء: "تعلموا قبل أن يرفع العلم فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء".
فهل يصغي شباب الإسلام اليوم لهذه النصائح ولا سيما أهل الذكاء والفهم والحفظ منهم ؟؟ هذا ما يرجوه كل مريد للخير لهذه الأمة)) .

ـ من قسم الحديث بموقعه ـ 11- العلم قبل العمل والدعوة، ومن لم يبدأ به أفسد أكثر مما يصلح.