جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الخامس عشر؛

يقول السائل من الجزائر: انتشر في بلدتي سبُّ الدين وسب الرب بشكلٍ كبير، نسأل الله السلامة، وكثيرًا ما أُجالسُ أشخاصًا يسبُّون الدين مع عدم رضاي بما يفعلون وأنا منكرٌ عليهم بقلبي، وأتمنى ألا أن أجالسهم، فهل علي أثم؟ وكيف أتعامل معهم؟ وهل يجوز التعامل معهم لأجل المصلحة أم لا؟ حتى إن الأمر أصبح في الأسرةِ عندنا، فما توجيهكم - بارك الله فيكم-؟


أولًا: أنت أخطأت في مجالسة هؤلاء على ما ذكرت في سؤالك، وإنكارك بقلبك لا يكفي يا ولدي، بل يجب عليك أن تناصحهم وتبيّن لهم أنَّ هذا كُفر، بما تستحضره من أدلة، وما يتيسَّر لك من نقل كلام أهل العلم في هذه المسألة الخطيرة، وهي كُفْرٌ باتفاق المسلمين.
ثانيًا:إن أحسنتَ البيان، فاهجرهم ولا تجالسهم لأنه إن كان بيانك حسنًا وأفهمتهم؛ قامت الحجة عليهم، فكانوا كُفَّارًا.
الأمر الثالث: إذا كنت ترى أن الحاكم أو نوابهُ في منطقتكم يَجْرون اللازم لمحاكمتهم والإدعاء عليهم بهذا، وتنفيذ حكم الله فيهم فافعل، وإلا فانجوا أنت بنفسك ولا تخالطهم.
الأمر الرابع: قولك لأجل المصلحة، هذه مسألة مطَّاطة كما يقولون، لا أستطيع أن أفتيك فيها، لأن كلمة المصلحة مُجملة، ينسَلُّ منها كثير من البلايا، والمتساهلون أيضًا ينفذون من خلالها بمخالطةِ الكُفَّار والفُسَّاق وأهل البدع، ويمازجونهم ولا يفاصلونهم.
بقي أمر وهو: كون هذا وصل إلى أسرتكم، يجب عليك البيان، واصبر، صابر واحتسب، وجِدْ في ذلك، فإن أَبَوْ لا تُساكنهم، وفِر بدينك، وصِلْ والديك وإخوانك وأخواتك وأبنائهم بصلة الرحم الواجبة. نعم.



الشيخ عبيد بن عبد الله الجابرى