العلامة الفوزان :فإذا كان عند غيرك علم خفي عليك ، فلا تنكر ما عند غيرك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه أجمعين :
يقول العلامة بقية السلف صالح الفوزان حفظه الله في كتابه شرح مسائل الجاهلية لمؤلفها شيخ الاسلام الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
المسألة التاسعة عشرة بعد المائة
المحاجة فيما ليس لهم به علم
( مخاصمتهم فيما ليس لهم به علم ) .
الشرح
أي : أن أهل الجاهلية يجادلون ويخاصمون فيما ليس لهم به علم . والواجب أن الإنسان لا يجادل إلا بعلم ، أما ما لا يعلمه فإنه يسكت عنه ، قال تعالى (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله )( ١)
يعني : وحقيقته التي يؤول إليها . وهذا يتضمن ناحيتين :
الناحية الأولى : أن الإنسان لا يدخل فيما لا يعلم ، ولا ينكر ما لا يعلم ، بل
يقول : الله أعلم ؛ ولهذا يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( وقل ربي زدني علما )(2)
فالإنسان لا يدعي أنه أحاط بالعلم ، بل يتقاصر ، ويعرف قدر نفسه ، ولو كان عنده
علم كثير ، فما خفي عليه أكثر ، والله جل وعلا يقول (وفوق كل ذي علم عليم)٣)
حتى ينتهي العلم إلى الله سبحانه وتعالى .
الناحية الثانية : أنه لا ينكر الشيء الذي يعلمه غيره ، فإذا كان عند غيرك علم خفي
عليك ، فلا تنكر ما عند غيرك ، فما أحد من البشر أعطي العلم كله ، ولهذا يقول العلماء : هذه العبارة التي يكرروﻧﻬا دائما : " من حفظ حجة على من لم يحفظ " .
والدهريون والمشركون ومعطلة الصفات وسائر أهل الضلال ، أنكروا ما أنكروه
لجهلهم به ، وكونه لا تدركه عقولهم ؛ لأﻧﻬم لا يؤمنون بالغيب ، وبنوا مذاهبهم على القياس الفاسد ، فضلوا عن سواء السبيل .
. ١) سورة يونس آية : ٣٩ )
. ٢) سورة طه آية : ١١٤ )
. ٣) سورة يوسف آية : ٧٦ )

__________________

ووحق من ختم الرسالة والهدى :‍ بمحمد فزها به الحرمان
لأقطعن بمعولي أعراضكم : ‍ ما دام يصحب مهجتي جثماني
ولأهجونكم واثلب حزبكم : ‍حتى تغيب جثتي أكفاني
ولأهتكن بمنطقي أستاركم : ‍حتى أبلغ قاصيا أو داني
ولأهجون صغيركم وكبيركم ‍غيظا لمن قد سبني وهجاني

ولأنزلن إليكم بصواعقي لتحرقن كبودكم نيراني
البينة السلفية