النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حوار طارئ مع ...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    86

    افتراضي حوار طارئ مع ...


    حوار طارئ مع ...

    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
    فقبل أيام معدودة وبينا أنا ذاهب إلى البيت بعد صلاة العشاء ؛ قابلني أحد المفتونين برأي الخوارج - من الخروج على الحكام والتشهير بهم من على المنابر والدعاء عليهم - فقال لي - بمناسبة خروجي بإعفاء طبي (كشف الرمد) من الخدمة بالجيش - : " الحمد لله الذي نجاك من القوم الظالمين " ؛ فتركتُه وذهبتُ وقتها ، ثم قابلته في شارعنا بعد عصر اليوم (الخميس 9-11-1435هـ) ؛ مستفسراً منه عن مراده مما قال ؛ فوقع بيني وبينه حوارٌ طارئٌ لمدة ساعة ، ثم دخل ثالثٌ من المارة في الكلام ؛ فأحببت كتابة أهمِّ ما جاء في هذا الحوار ؛ عسى أن ينتفع به الجميع ، وبالله التوفيق .

    بدايةً : أوضح لكم بمثال خلاصة فكر الرجل من خلال معرفتي السطحية به ؛ فقد قال لي - في بداية فتنة (الربيع العربي) ، ومن ذاكرتي فيما أحسب سنة 2011م - : بأن السلفية لا بد أن تكون في تنظيم كبقية الأحزاب ، ومما ذكر : الإخوان المفلسون وسلفية الاسكندرية المزعومة - التي يُمجِّدُ رؤوسها - ؛ فأنكرتُ عليه ذلك وقتئذ ، وبيَّنتُ له خطورة كلامه هذا .
    المهم : لما سقط حكم الإخوان وعُزِلَ مرسِيهم ، تبدَّلت مواقف أدعياء السلفية بالاسكندرية من الإخوان المسلمين أنفسهم في الجملة ، وصاروا مع مخالفيهم - كما يقولون - ، وما هي إلا أيام وخرج علينا من خرج منهم يذمُّهم ويتَّهم كبيرهم بالنفاق إلى غير ذلك .
    وبالجملة : تغيَّر موقف الرجل تَبَعًا للكثرة التي تخالفهم ؛ فصار يطعن عليهم - كما هو المتوقَّع - ، وعلى إثر ذلك : ترك القول بتحزيب السلفية - كما يقول - .
    مثالٌ آخر : يحكي الرجل أنه وغيره ذاق أصنافاً من الأذى والظلم في عهد مبارك لم يذقها في عهد مرسي ، مما جعله يفرِّقُ بينهما في الخروج على الأول دون الثاني مع قوله بوقعهما في كفريات ، نعوذ بالله من الهوى وأهله .
    فانظر - بارك الله فيك - إلى هذا التقلب الذي عليه الرجل ، واحْمَدِ الله على الثبات وسَلْهُ الهداية والرشاد .
    والآن أشرعُ في صُلْبِ الحوار :
    (1) قلتُ له - منكراً عليه - : زَعَّلْتِنِي مِنَّك (=أغضبتني) ، وذكرتُ له حرفَ دعائه ، ومن يقصد بالقوم الظالمين ؟
    فقال - متهربا - : أصل هذا السياق له معنى في اللغة ، وهو بمعنى الغالب وليس الكل .
    (2) فقلتُ : طيب ، ومن تقصد بالقوم الظالمين ؟
    قال - بعبارات تحمل كل الطعن للجيش المصري - : هُمَّ فِيه غِيرهُم ، الخونة ، الموالين للكفار ، كذا إلى آخر ما تنفَّسَ به .
    ولَمَّا كرَّرتُ عليه السؤال ، صرَّح بأن مرادَه رؤوس وقادة الجيش .
    (3) فقلتُ له : هؤلاء مسلمون عندك أم كفار ؟
    فقال - متحرجاً - : أعداء للدين ، ثم تلا جملة من الآيات التي نزلت في الكفار وفرعون ، وأسقطها عليهم .
    الحاصل : أنه اعترف في نهاية الحوار أن سؤالي هذا كان استفزازيا له ، مما جعله يُسْرِعُ في تكفير المعين ، وهذا خطأ منه ، وتكفير المعين يُرجع فيه للعلماء .
    (4) قلتُ له : طيب وما موقفُك من المؤدين لخدمة جيش بلدك الوطني ؟ ، هل هم في حكم من كفَّرتهم ؟
    فسارع طعَّاناً في وطنية الجيش ، ثم قال : لهم أحوال : فيهم الْمُطَبِّل لهم ؛ وهذا ممن رضي وتابع - ومع كون الرضا قلبيا ؛ إلا أنه استدلَّ عليه بهذا الفعل كشاهد على أن الفاعل راضٍ - ، وفيهم المكره ، وفيهم كذا .
    (5) وهنا دخل ثالثٌ في الحوار ممن يعرفُه الرجل - فيما يظهر - ، فقاطعه قائلاً ومستهجناً لمقاله : لأ ... الجيش وطني بغض النظر عن أي حاجة .
    وهذا الثالث لم أقف عند جملة كلامه ؛ فهو مسكينٌ أيضاً ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
    (6) الشاهد : قال : أنت تريد أن توقعني في الخطأ وتصطاد لي من كلامي .
    قلتُ : سبحان الله ! ، كلامُك ، وأنت الذي تبيِّنُ مرادَك منه .
    فقال : ما الذي ستفعلُه أنت مع أولئك - يعني : قادة الجيش - المحاربين للدين ، الذين فعلوا الأفاعيل بتخطيطات صهيونية ؟
    فقلت - وقد كرَّر عليَّ السؤال بإلحاح - : هذا سؤالُك أنت ، فما جوابُك إذن ؟
    فقال : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
    فقلتُ : طيب وأنا كذلك .. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
    (7) ثم جاء الكلام عن دماء رابعة ، فقلتُ له : وأين أنت من دماء الجنود والشرطة ؟ ؛ فاستنكر سفك جميع الدماء في الجملة مع تألمه الشديد لدماء رابعة ، والله المستعان .
    وبالمناسبة : ذكر بأنه نزل اعتصام رابعة وكان فرحاً بأن نصر الله قريب ، فوجد الإخوان يغنون ؛ فكتب ورقة فيها أن المعازف حرام ، فأخذها منه الإخوان ، ولم يستطع تعليقها ، فَعَلِمَ أنهم لا يبالون بأحكام الدين ، وأدرك أن الله سيُضَيِّعهم ، ومع ذلك الوضوح الذي تراه أُخَيَّ كُشِفَ له عن الإخوان إلا
    أنه لازال مؤيداً لهم مع قوله الآن بأنهم فرقةٌ ضالة ، ومع ما عند مرسِيهم من كفريات توجبُ الخروج عليه عنده ، ولكن يا تُرَى لِمَ لَمْ يخرج على مرسي مطالبا بتطبيق الشريعة مع من خرج وقتئذٍ ؟
    والجواب : لا شيء إلا اتباع الهوى ، الذي يُعْمِي صاحبَه .
    (8) هذا ، ولما خاطبتُه بموقفه من عهد مرسي على إثر موقفه الشديد من عهد السيسي - وفقه الله لكل خير - ؛ استنكر فترة حكم مرسي ومقالاته التي ذكَّرْتُه بها ، ووصف مرسي بأنه كان لا يحكم ، وأنه كان وكان إلى آخر ما قال من الألفاظ التي لا أحبُّ ذكرَها .
    قلتُ له : طيب ؛ هذا موقفُك من جميع الحكام ، ترى من هو الأنسب لتطبيق الشريعة من ضمن هذه الفصائل ؟
    فقال : لا أحد ، إلا أنَّ الحلَّ لتطبيق الشريعة : أن ينقلب عمروٌ أو زيدٌ ممن هداهم الله على رجال المجلس العسكري والجيش .
    فقلتُ : يا سبحان الله ! ، والشريعةُ هذه سيطبقها الراعي دون الرعية .
    والعجيب أنه نسب هذا الانقلاب إلى الإمام النووي في شرحه لكتاب الإمارة من صحيح مسلم ، فطالبته بالنقل ، فوعدني بالإتيان به ، والمعلوم عنه أنه لا يأتي بشيء أبداً .
    المقصود : قلتُ له : وهل بمثل هذه الانقلابات تُطَبَّقُ الشريعة ؟
    فحاد عن الجواب ، ولم ينطق ببنت شفة .
    ووافقني الطرفُ الثالثُ على أنه لا بد لتطبيق الشريعة من سلوك الطريق الصحيح المتمثل في الدعوة إلى الله على منهاج النبوة .
    (9) ثم وجَّه كلامَه للطرف الثالث في الحوار بأني مع الذين يحرمون الخروج الأول إلى غير ذلك ، ولا يرضَوْن عن أحد ؛ فعندهم كشك مبتدع ، والحويني مبتدع ؟
    فقلتُ له : سبحان الله ! ، تستنكر ذلك عليهم ، وأنت نفسك تتكلم على الحكام ، وذكَّرْتُه بقوله أثناء الكلام : اتقِّ الله يا مرسي ؛ من على المنبر .
    (10) ثم عاد الرجل يقول بعدما أوكل تكفير المعين للعلماء - كما مرَّ - : هم ما بين الكفر والظلم لا ثالثَ لهما - عامل الله دعاة التكفير بما يستحقون على ما أشربوه لأمثال هذا الضال - .
    ويقول : فيهم بلا شك من هو على النفاق الأكبر ، لكنْ مَن هو الله أعلم ؟
    (11) ولَمَّا أحرجتُه بالسؤال عمَّن يقول بهذا القول الخطير ؛ سكت ، ثم قال : العلماء كلهم ساكتون ، ولا يستطيع أحدٌ النطقَ بهذا .
    فسألته : من هم هؤلاء العلماء الذين سيقولون بقولك إذا تكلموا افتراضاً ؟
    فذكر الحويني ونعتَه بتلميذ كشك وذكر محمد إسماعيل المقدم ؟
    فقلتُ : أليس المقدم من سلفية الاسكندرية ، وأنت تخالفهم ؟
    فقال - متهربا - : هو اعتزلهم .
    (12) قلتُ له : ذكرتَ أثناء كلامك أن العلمانيين أخبث من الإخوان ، أليس الإخوان بعلمانيين أو فيهم علمنة ؟
    فاضطرب قليلاً ، فقلت : القرضاوي ألم يقل : الحرية مقدمة على تطبيق الشريعة ، أليست هذه علمنة ، أليست هذه العبارة في ذاتها كفر ؟
    فقال : لا .. ليست علمنة ، ولها تأويل بفهمي أنا وهو أنَّ مَن في الرِّقِّ عليه أن يتحرَّر ليطبِّق الشريعة .
    (13) قلتُ له : أليست هذه العبارة في نفسها كفر ؟
    فلمَّا لم يُجِبْ ؛ قلتُ له : ألم يقل القرضاوي بحرية الردة وكيت وكيت ؟
    فأجاب : بنعم ، فقلتُ : إذن على كلامك هذا شاهد يبيِّن مراده من العبارة .
    (14) فعندئذ قال : أنا أقول بحمل كلام المعين على أحسن المحامل ؛ رجاء السلامة له ، ويُسأل عن مقصده منها ؟
    فقلتُ : يا سبحان الله ! ، أين هذا الكلام من البداية لما سألتُك عن مرادك من الدعاء ؟
    (15) وختم الكلام بقوله : أنا أقول الوقت الآن وقت اعتزال ، وأنت تنازلتَ عن ثوابت الدين لأجلهم - كذا قال ؛ لأني لا أقولُ بقوله أن ما نحن فيه هو حربٌ على الإسلام -، والجدال معك لا يفيدُ شيئاً .
    ثم قال في نهاية الحوار وقد أرهقني حقيقةً بكثرة تناقضه : تَذْكُرُ قصة قتلة الحسين ؟! ؛ قلتُ : نعم .. مع ابن عمر - رضي الله عنه - ، وذهب وذهبتُ ، ولا أدري ما مقصوده من إيراد هذه القصة إلى الآن .
    سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُك وَأَتُوبُ إلَيْك .

    كتبه/ أبو همام أحمد إيهاب
    فجر الجمعة 10-11-1435هـ
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو همام أحمد إيهاب ; 06-Sep-2014 الساعة 01:07 AM سبب آخر: اضافة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,287

    افتراضي رد: حوار طارئ مع ...

    نفع الله بك اخي الفاضل

    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser




معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حكم المظاهرات في الإسلام /حوار مع الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-Apr-2019, 11:27 PM
  2. حوار الشيخ أبي بكر لعويسي مع أحد المدافعين عن محمد حسان
    بواسطة أبو طلحة سعيد السلفي في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 15-Dec-2013, 09:10 PM
  3. فتاوى تقارير حوار تراجم استراحة
    بواسطة شبكة الأمين السلفية في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-Jul-2010, 01:19 PM
  4. نعيم الجنة حسي ومعنوي (حوار مع د/ أنور ماجد عشقي)
    بواسطة أبو الوليد خالد الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-Jun-2010, 12:24 AM
  5. Microsoft تعتزم اطلاق تحديث امني طارئ لمستعرض الانترنت
    بواسطة أبو خالد الوليد خالد الصبحي في المنتدى مكتبة الأمين العلمية الــشـاملة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-Apr-2010, 03:42 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •