الطالب : شيخنا سلمكم الله قبل الأسئلة، كثُر الكلام و التشويش على ولاة الأمر بسبب هذه المارقة فهل من توجيه؟ .

الشيخ : أحسنت، الواجب على المسلمين جميعاً أن يقفوا صفاً واحداً ضد أي فتنة تحاك و تدبر للإسلام و المسلمين، أيّاً كانت تلك الفتنة بكل ما يستطيعون و بكل ما أُوتوا،



و في هذه الأيام حاولت شرذمة من شذاذ الأفاق مؤَيدين من قبل بعض الطوائف المارقة من التسلل إلى حدود بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية و قد دُحروا و لله الحمد و المنة ،



و قد خطط أعداء الإسلام أن يكون ذلك في هذا الوقت المبارك، خطط أعداء الإسلام و أعداء السنة أن يكون ذلك في هذه الأيام المباركة أيام أداء النسك و أيام توافد المسلمين من كل حدب و صوب لأداء مناسك الحج و العمرة و ليشهدوا منافع لهم، و أخشى أن يكون ذلك تخطيط من أعداء الإسلام للتشويش على المسلمين في هذه البلاد .




والحمد لله أن الله قد ردهم بغيظهم لم ينالوا خيراً و قد قمعهم و كبتهم كما كبت سائر أهل الفتن من الخوارج قبلهم في السنوات الماضية و هذا فضل من رب العالمين { َلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج : 40 ).




هذه البلاد المملكة العربية السعودية وفقها الله تعالى لخدمة أقدس بقاع الأرض : المسجد الحرام و المسجد النبوي ، و خدمة حجاج و عمار بيت الله و زوار مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم و هذا شرف عظيم شرف الله به هذه البلاد و هي و لله الحمد باذلة كل جهد في هذه الخدمة سواءٌ أكان ذلك في بناء المشاعر و توسعة الحرمين و تسهيل الطرق و التسهيل على الحجاج و توفير الأمن و توفير رغد العيش و توفير المياه و توفير سبل العيش الرغيدة و توفير الأمن و الطمأنينة، كل ذلك لم يتم لولا فضل الله و منته أولاً ثم تحكيم هذه الشريعة و إقامة حدود الله في هذا البلد المبارك و إلا فمن يتصور أن ينحصر قرابة ثلاثة ملاين نسمة في هذه البقاع الضيقة و في فترة محدودة و في مكان مثل منى و مزدلفة و عرفة و الحرمين، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (الحديد : 21 )، فهذا شرف عظيم شرف الله به أهل هذه البلاد حكومةً و شعباً فجزى الله خيراً خادم الحرمين الشريفين و أعوانه الكرام في كافة الوزارات و المؤساسات على ما يقومون به من خدمة، و رد الله أعداء الإسلام الذين يتحينون الفرص، و أنا أكاد أجزم أن هذا تخطيط من أعداء الإسلام للإضرار بالإسلام و المسلمين و إلا فكيف يخُتار مثل هذا الوقت؟، هذا أمر واضح أوضح من الشمس، ما اختار هذا الوقت إلا أعداء الإسلام و من يخدم أعداء الإسلام و من يَشرُف بخدمة أعداء الإسلام و من يُضحّي دائماً و منذ قرون و منذ أواخر عهد الصحابة و هو يَشرُف بخدمة أعداء الإسلام ، نعم .


إن هذه الفئة لا تمثل المسلمين و لا طوائف من المسلمين المخلصين و إنما هي زمرة سُخرت من قبل أعداء الإسلام و من قبل فئات ضالة مارقة لتفسد في الأرض و لذلك فإن من يؤيدهم أو يبرر لهم أو يُهدد كما يفعله بعض الغوغائين في بعض الدول، أو يُبرر لهم أو يُفسر أعمالهم بأنها أعمال مبررة فإن هذا دليل على تمالئه مع أعداء الإسلام و تعاونه معهم ، دليل قاطع لا يدع مجالاً للشك، لا يدع مجالاً للشك، لا يدع مجالاً للشك أن من يتضامن مع أهل الفتنة في مثل هذا الوقت أنه عدو للإسلام و المسلمين، بأي شكل من أشكال التضامن،



و نحن لم نعتدي على أحد بل و ليس هذا من طبعنا و دولتنا دولة التوحيد تقدم كل غال و نفيس للإسلام و المسلمين في كافة القضايا منذ عشرات السنين، تبتغي بذلك وجه الله، لا تريد من أحد جزاءً و لا شكوراً و ليس لأحد عليها منة إلا فضل الله سبحانه و تعالى، و لعله لا يخَفى على شريف علمكم أنه البلد الوحيد الذي لم يُدنّس بالإستعمار يوما ما، لا قديماً و لا حديثاً، لم تطئه قدم المستعمرين طيلة أيام التاريخ، حتى في العصور المظلمة التي ضعف فيها حكم المسلمين لم تستعمر هذه البلاد و لم يستبحها الكفار و هذا يدل دلالة واضحة على فضل الله عز و جل على هذه البلاد المقدسة و من شرفه الله بخدمتها ، فعلى المسلمين أن يقفوا صفاً واحداً تجاه هذه الفتنة و من يُؤيدها .


و إنه من الغريب حقاً، و من الغرائب جداً أن تسمع أبواقاً تنعق من بعض بلاد المسلمين تأييداً لهذه الفئة، و هذا أمر في غاية الغرابة و في غاية الدهشة، هل هناك مسلم في قلبه مثقال ذرة من إيمان يؤيد الفتن على المسلمين في مثل هذا الوقت؟!!! لا و الله، و الله لا يؤيد هذا مسلم و لا يبرر له مسلم



و يكفي هذه الفئة مع فئة الخوارج أنهم تحالفوا جنباً إلى جنب مع الخوارج المارقة و مع الشيوعيين و مع غيرهم من الفئات الباغية المارقة ، فانتبهوا و احذروا و كونوا منصفين مدركين لما يُحاك للإسلام و المسلمين، كونوا عقلاء، لا تكونوا عاطفيين تأخذكم العواطف تأيدون حثالة خلفها الموساد الصهيوني وخلفها الماسونية العالمية و خلفها الكفر العالمي يطبل لها من قريب و من بعيد، و لا تغركم دعاوى العداوة المفتعلة بين الصهيونية و بين تلك الفئات فإنهم أصدقاء منذ فتنة عبد الله بن سبأ و إلى يومنا هذا، فالمؤمن كيس فطن لا ينطلي عليه هذا الهراء و لا هذه الخزعبلات و لا هذه الخرافات،



{وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ } (فاطر : 43 ) { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}(الشعراء : 227 )،



إلى درس الغد أستودعكم الله و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و على صحبه أجمعين .