- مباحث في علم مصطلح الحديث -
- الابهام بصيغة التعديل -

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

الابهام بصيغة التعديل : هو قول الراوي حدثني الثقة، أو حدثني من أثق به،أو من لا اتهم.
كقول الإمام مالك في الموطأ(794)عن الثقة عنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي عليه الصلاة والسلام(نهى عن بيع العربان)
وقول الإمام الشافعي في مسنده(25)أنبأنا الثقة عن حميد عن أنس قال(كان أصحاب رسول الله ينتظرون العشاء فينامون قعوداً...)

- حكم الابهام بصيغة التعديل:
الابهام بصيغة التعديل لا يعد توثيقاً بل حكمه حكم المبهم لا يقبل ما لم يسم.
لأنه قد يكون ثقة عنده غير ثقة عند غيره.

قال الخطيب في الكفاية(389): لو قال حدثني العدل الثقة عندي بكذا لم يقبل ذلك منه حتى يذكر اسمه.اهـ

وقال الحافظ ابن كثير في اختصار علوم الحديث(98):لو قال(حدثني الثقة)لا يكون ذلك توثيقاً له على الصحيح لأنه قد يكون ثقة عنده
لا عند غيره.اهـ

وقال السخاوي في فتح المغيث(2/192):لا يلزم من تعديله أن يكون عند غيره كذلك فلعله إذا سماه يعرف بخلافه وربما يكون قد انفرد بتوثيقه كما وقع للشافعي في إبراهيم بن أبي يحيى فقد قال النووي إنه لم يوثقه غيره وهو ضعيف باتفاق المحدثين.اهـ

وقال الحافظ السيوطي في التدريب(267):وإذا قال حدثني الثقة أو نحوه من غير أن يسميه لم يكتف به في التعديل على الصحيح حتى يسميه لأنه وإن كان ثقة عنده فربما لو سماه لكان ممن جرحه غيره بجرح قادح بل إضرابه عن تسميته ريبة توقع تردداً في القلب.اهـ

- مسألة :
إذا قال العالم كل من رويت عنه فهو ثقة عندي ثم روى عن شخص ولم يسمه فإنه لا يقبل منه على الصحيح ما لم يسمه.
قال الخطيب في الكفاية(92):إذا قال العالم كل من رويت عنه فهو ثقة وإن لم اسمه ثم روى عمن لم يسمه فإنه يكون مزكياً له غير أننا لا نعمل على تزكيته لجواز أن نعرفه إذا ذكره بخلاف العدالة.اهـ وبقول الخطيب قال السخاوي في فتح المغيث(2/193)

الخلاصة : إذا قال العالم حدثني الثقة،أو قال جميع مشايخي ثقات ثم روى عن أحدهم ولم يسمه لم يقبل منه في كلا الحالتين.

كتبه
بدر بن محمد البدر