قال تَعَالَى: { وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الجَهْرِ مِنَ القَوْلِ بِالغُدُوِّ والآصَالِ وَلاَ تَكُنْ مِنَ الغَافِلِينَ }، وقال تَعَالَى: { وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرَاً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }، وقال تَعَالَى: { إنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ } … إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأجْرَاً عَظِيماً }.
أخرج أبو داود وابن ماجة وابن حبان والحاكم والبيهقي في ((شعب الإيمان)): عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (( من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته، فصلَّيا ركعتين جميعاً؛ كُتِبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات )).
قال مجاهد: لا يكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا.
وقال عطاء: من صلى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل في قول الله تعالى: (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات).
وقال الإمام النووي رحمه الله في ((الأذكار)): ((وسئل الشيخ الإمام أبو عمر بن الصلاح رحمه الله عن القدر الذي يصير به من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، فقال: إذا واظب على الأذكار المأثورة المثبتة صباحا ومساء في الأوقات والأحوال المختلفة ليلا ونهارا - وهي مبينة في كتاب عمل اليوم والليلة - كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات)) اهـ.
وقال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله في ((تفسيره)): ((يأمر تعالى المؤمنين، بذكره ذكرا كثيرا، من تهليل، وتحميد، وتسبيح، وتكبير وغير ذلك، من كل قول فيه قربة إلى الله، وأقل ذلك، أن يلازم الإنسان، أوراد الصباح، والمساء، وأدبار الصلوات الخمس، وعند العوارض والأسباب.
وينبغي مداومة ذلك، في جميع الأوقات، على جميع الأحوال، فإن ذلك عبادة يسبق بها العامل، وهو مستريح، وداع إلى محبة الله ومعرفته، وعون على الخير، وكف اللسان عن الكلام القبيح)) اهـ.