عن حميد بن هلال ، قال : كان الأسود بن كلثوم إذا مشى نظر إلى قدميه قال : ودور الناس إذ ذاك فيها تواضع فعسى أن يفجأ النسوة ، فيقول بعضهن لبعض : كلا إنه الأسود بن كلثوم إنه لا ينظر فلما قرب غازيا ، قال : « اللهم ، إن هذه النفس تزعم في الرخاء أنها تحب لقاك ، فإن كانت صادقة ؛ فارزقها ذاك ، وإن كانت كاذبة ؛ فاحملها عليه وإن كرهت ؛ فاجعل ذلك قتلا في سبيلك ، وأطعم لحمي سباعا وطيرا » قال : فانطلق في طائفة من ذلك الجيش الذي خرج فيه حتى دخلوا حائطا فيه ثلمة وجاء العدو حتى قام على الثلمة ، فنزل عن فرسه ، وضرب وجهه فانطلق غايرا ، ثم عمد إلى الماء في الحائط ، فتوضأ منه ، وصلى ، قال : « تقول العجم هكذا استسلام العرب » فلما قضى صلاته قاتلهم حتى قتل وعظم الجيش على ذلك الحائط وفيهم أخوه ، فقيل لأخيه : « ألا تدخل الحائط فتنظر ما أصيبت من عظام أخيك فتجبه » ، قال : « ما أنا بفاعل شيئا دعا به أخي فاستجيب له ».