* * قال الإمام ابن القيم -رَحِمَهُ اللهُ- في آية البرق:

"... وجَعَلَ إراءتَهم الْبَرْقَ وَإنزالَ الماءِ مِن السَّمَاء وإحياءَ الأرض بِهِ: آيَاتٍ (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)؛ فَإِنَّ هَذِه أمورٌ مَرئيَّةٌ بالأبصار مُشَاهدَةٌ بالحِسّ، فَإِذا نَظَر فِيهَا بِبَصَرِ قَلبِه -وَهُوَ عقْلُه-؛ اسْتدلَّ بهَا على وجودِ الرَّبِّ تَعَالَى وَقُدرتِه وعِلْمِه ورَحمتِه وحِكمتِه وإِمْكَانِ مَا أَخْبَر بِهِ من إحْيَاء الْخَلَائق بَعْدَ مَوْتهم كَمَا أَحْيا هَذِه الأرضَ بَعْدَ موتها. وَهَذِه أمورٌ لا تُدرَك إِلَّا بِبَصَرِ الْقلبِ -وَهُوَ الْعقلُ-؛ فَإِن الحِسَّ دَلّ على الآية، وَالعقلَ دَلَّ على مَا جُعِلَتْ آيَةً لَهُ، فَذَكَر سُبْحَانَهُ الآيةَ الْمَشْهودةَ بِالبصر، والْمَدلولَ عَلَيْهِ الْمَشْهُودَ بِالْعقلِ، فَقَالَ:
( وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)) (الروم).


فَتَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ كَلَامَهُ حَيَاةً لِلقلوب، وشِفاءً لِما فِي الصُّدُورَ!" »« مِن "مفتاح دار السعادة" (534 و535، ط ، 1432»
«، المجمع).