بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد : فهذه أبيات في بيان حال فرقة الإخوان المسلمين المارقة عن منهج الحق والهدى وسبيل المؤمنين ، والمعدودة في الفرق الضالة المخالفة لمنهج سبيل السلف الصالح نظمها الشيخ العلامة زيد بن محمد بن هادي المدخلي – رحمه الله – رحمة واسعة ، وهي من أفضل ما قرأت في وصف جماعة الإخوان وما هم عليه من انحرافات منهجية ، قد استللتها من منظومته الفروق ، وله عليها شرح لطيف ماتع في كتابه الشروق على الفروق .
قال فيها الشيخ رحمه الله -:
يا ويحَ من يُدعَى لتنظيمٍ عُرفْ - - بمنهجِ الإخوانِ أجَلَى ما عُرِف
بالمَنهَجِ السِّرِّيِّ حَقًّا يُعلَمُ - - فَاحذَرهُ تَغنَم وَانتَبِه يا مسلمُ
كم حَدَثٍ غِرٍّ قَد أَضحَى مُفلِسَا - - في خَندَقِ الإِخوانِ يُمسِي في أسَى
وَبَيعةٍ وإمرَةٍ ومَرتَبَه - - وكُلُّهَا وَهمٌ كذاك المَنقَبَه
لهُ دُعاةٌ يَعمَلُونَ في الخَفَا - - في مَهبِطِ الوحي وأرضِ الحُنَفَا
يُؤسِفُنا حَقًا عَظيمَ الأَسفِ - - صَنيعُهُم هذا بأُسلُوبٍ خَفِي
ومن تَصَدَّى لبَيَانِ أَمرِهِم - - قَالُوا عَميلٌ لِوليِ أَمرِهِم
وغَيرُ هذا من هُجُومِهِم على - - خيرِ الدَّعاةِ والهُداةِ النُّبَلا
وقَولُهُم عَنهُم ضِعَافٌ سُذَّجُ - - فَاحذَرهُم يا صاحٍ هذا المَنهَجُ
وكُلُّ أَمرٍ مُحدَثٍ له سَبَبْ - - زَيَّنَه الشَّيطانُ جَالِبُ العَطَبْ
وسَبَبُ التَّنظِيمِ هذا الوَافِدِ - - وكَونُهُ سِرُّا خَفِيُّ المَرْصَدِ
هُوَ الغُرُورُ والأمَانِي الخَائِبَة - -لتُنشَرَ الفَوضَى وتُخزِي العَاقِبَة
وقِلَةُ الفِقهِ وسُوءُ المَقصِدِ - - فَعَنهُمَا حَدِّثْ بلا تَرَدُّدِ
كِلاَهُما شَرٌ وفِتْنَةٌ طَغَتْ - - من شَهوَةٍ أو شُبهَةٍ قَدْ انْطَلَت
على ضِعَافٍ في العُقُولِ السُذَّجِ - - منْ قَلَّدُوا فِعْلًا دُعاةَ المَنهَجِ
منْ قَالُوا يَا قَومُ تَعَالُوا نَحْوَنا - - نَسْعَى جَمِيعًا لِنَلمَّ شَعْثَنا
لِنَتَّفِقْ فيمَا عَليهِ نَتََِّق - - ونُسقِطُ النُّصْحَ لِئَلَّا نَفتَرِق
وَحِينَمَا بانَ الطَّريقُ الأَقْوَمُ - - عَادَ القَليلُ مِنهُمُ فَلتَفْهَمُوا
لمَنهَجِ الأسْلاَفِ أنَصَارِ الهُدَى - - فَاشْكُرهُمُو يَا صَاحِ تَنْجُ من رَدَى