قال : العلامة الألباني في الحديث رقم2605:
(( ومن قعد فلا حرج. يقوله المؤذن في آخر أذانه في اليوم البارد)).
أخرجه ابن أبي شيبة في"المسند" (2 / 5 / 2) :أخبرنا خالد بن مخلد قال:
حدثني سليمان بن بلال قال:حدثني يحيى بن سعيد قال:أخبرني محمد بن إبراهيم
بن الحارث الأصل:بن نعيم بن الحارث)عن نعيم النحام-من بني عدي بن كعب-
قال:((نودي بالصبح في يوم بارد وأنا في مرط امرأتي، فقلت:ليت المنادي ينادي
ومن قعد فلا حرج، فنادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم))فذكره.قلت:
وهذا إسناد صحيح عزيز على شرط الشيخين.وأخرجه البيهقي ((1 / 39 من طريق
ابن أبي أويس:حدثني سليمان بن بلال به، وزاد:((وذلك في زمن النبي صلى
الله عليه وسلم في آخر أذانه)).
فائدة:في هذا الحديث سنة هامة مهجورة من كافة المؤذنين-مع
الأسف-وهي من الأمثلة التي بها يتضح معنى قوله تبارك وتعالى: ((وما جعل
عليكم في الدين من حرج))، ألا وهي قوله عقب الأذان:((ومن قعد فلا حرج))،
فهو تخصيص لعموم قوله في الأذان:((حي على الصلاة))المقتضى لوجوب إجابته
عمليا بالذهاب إلى المسجد والصلاة مع جماعة المسلمين إلا في البرد الشديد
ونحوه من الأعذار.وفي ذلك أحاديث أخرى منها حديث ابن عمر:((أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن، ثم يقول في أثرهألا صلوا في
الرحال)) ((في الليلة الباردة أو المطيرة في السفر)).متفق عليه، ولم يذكر
بعضهم ((في السفر)) وهي رواية الشافعي في"الأم" (1 / 76)وقال عقبه
:((وأحب للإمام أن يأمر بهذا إذا فرغ المؤذن من أذانه.وإن قاله في أذانه
فلا بأس عليه)).وحكاه النووي في"المجموع" (3 / 129 - 131)عن الشافعي،
وعن جماعة من أتباعه، وذكر عن إمام الحرمين أنه استبعد قوله:((في أثناء
الأذان)) ، ثم رده بقوله:((وهذا الذي ليس ببعيد بل هو السنة، فقد ثبت ذلك
في حديث ابن عباس أنه قال لمؤذن في يوم مطير-وهو يوم جمعةإذا قلت:
أشهد أن محمدا رسول الله، فلا تقل:حي على الصلاة، قل:((صلوا في بيوتكم )).
رواه الشيخان".