سئل فضيلة الشيخ محمد بن هادي – حفظه الله - : هل صحيح قول بعض الطلاب في أنه لا ينبغي لنا أن ننبه الطلاب الجدد عن بعض المخالفين للمنهج، وأنه ينبغي لهم أن يشتغلوا بطلب العلم، ويبتعدوا عن هذه المسائل؟


الجواب:

معرفة المنحرف في المنهج من طلب العلم، معرفة المنحرفين عن السُّنة والطريق الصحيح هذا من طلب العلم، لأننا نعلم جميعًا أنا وإياكم أنَّ هذا العلم دين، صح ولا لا؟ هل هذا محل اتفاق ولا فيه خلاف؟ إن هذا العلم دين؛ هذا فيه خلاف بيني وبينكم ولا محل اتفاق؟ أجيبوا؟ محل اتفاق ولا فيه خلاف؟ محل اتفاق عند السلف جميعًا، أنَّ هذا العلم دين، فإذا كان كذلك بَقِي َتكملة الأثر، فانظروا عمن تأخذون دينكم.


فهذا الذي قال هذه المقالة أحد رجلين: إمَّا أنه لا يفقه، وإما أنه مريض، مصاب بداء الهوى، ونحن نقول - إن شاء الله- أنه من قلة فقهه، فيستفيد ويتعلم، هذا الكلام غير صحيح، هذا كلام بالغ، ظاهر البطلان، بالغ الغاية في البطلان، فالذي يطلب العلم، لابد وأن يكون له معلمًا، ولابد وأن يكون له صاحبًا مُعينًا في الطلب، فالمعلم لابد أن يكون على دينٍ وسُنَّة، وهكذا الصاحب الذي تتآخى وإيَّاه، وتتصاحبان أنت وإيَّاه، وتترافقان في الرحلة والطلب، لابُدَّ أن يكون صاحب سنة؛ لأن ((الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ)) فإذا صاحَب البدعي فهو مثله؛ لأن ((الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، مَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ)) والسُّني يعينك على نفسك؛ بإتِّباع السُّنة والسَّيْرِ عليها ولزومها ولزوم أهلها، والذبِّ عنها وعن أهلها والبدعي على خلاف ذلك كله فاختر لنفسك أنت الله جل وعلا قد جعل لك قلبًا تفقه به، وعينًا تُبصر بها، وأذنًا تسمع بها، وهداكَ النجديْن؛ طريق الحق وطريق الشر والضلال، وحَثَّك على لزوم الحق، وأرسل إليك رسوله أفضل الخلق - صلَّى الله عليه وسلَّم- وأنزل عليه الكتاب، كُلُّ هذا يَحُثُّك فيه على لزوم الحق، وضد ذلك؛ بَيَّن لك الباطل، وحذَّرك من سلوكه، وأقامَ لكَ الدلائل على بطلانه؛ فأنتَ إن اتبعت بعد ذلك فإنما تضل على نفسك نسأل الله العافية والسلامة .



(منقول من ميراث الأنبياء)