مستفاد من: شرح كتاب التوحيد - الدرس 04 / شرح الباب الثاني | للشيخ: عبد القادر بن محمد الجنيد


الفائدةُ الأُولى:
عِظَمُ فضل التوحيد عند الله-عزَّ وجلَّ-.حيث يُحرِّم النَّار على أجساد عباده الذين قاموا به وكانوا من أهله إلى ساعة انقضاء آجالهم.

الفائدةُ الثَّانية:
الإشارةُ إلى أنَّ لكلمةِ التِّوحيد «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» شروطًا.
حيث ذُكِر في هذا الحديث شرطٌ واحد من شروطها يتعلَّق بعمل القلب، ألا وهو: الإخلاص لله عند قولها، وهذا الشرط يُنافِي الشِّرك ويقتلعه من جذوره، وقد جاء في قوله-صلَّى الله عليه وسلَّم-: «يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ».
والمراد بالإخلاص في الشَّرع: تخليصُ العبادة قولية كانت أو عملية من شائبة الشِّرك والرِّياء.
ومعنى قوله-صلَّى الله عليه وسلَّم-: «يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ»؛ أي: يطلبُ عند قولِه لهذه الكلمة وجهَ الله؛ فلا يقولها وهو يعتقدُ خلاف ما دلَّت عليه من استحقاق العبادة لله دون غيره، ولا يقولها نفاقًا وتَقِيَّة، ولا يقولها رياءً وسُمعة.


الفائدةُ الثَّالثة:
أن مجرد النُّطق بـ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» باللِّسان لا يكفي في كَون العبد من الموحِّدين الذين حرَّم اللهُ النَّار عليهم.
وذلك لأنَّ النُّطق قد قُيِّد في هذا الحديث بقَيْدٍ عظيمٍ جليل؛ ألَا وهو الإخلاص لله تعالى عند قولها والتلفظ بها.
وقد قال شيخُنا العلَّامة ابنُ باز-رحمه الله-كما في «التَّعليق على تيسير العزيز الحميد»:
وقد أجمع أهلُ العلمِ قاطبةً على أنَّ مجرَّد قَول «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»، مجرَّد الشَّهادة من دُون عملٍ لا يُجدي على أهله، ولا ينقذهم من النَّار، فلا بُدَّ من إخلاصٍ في هذا الذِّكر، ولا بُدَّ من عقيدةٍ؛ فالمنافقون كانوا يقولونها وما نجَّتهم من النَّار. اهـ