النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا}

    {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا}
    والشفاعة هي : جعل الوتر شِفعاً، يقال: شفع الشيء؛ أي: جعله شفعاً بعد أن كان وتراً، فإذا جعلت الثلاثة أربعة، فهذا شفع، والخمسة ستة فهذا شفع.وفي الاصطلاح هي : التوسط للغير لجلب منفعة أو دفع مضرة، فشفاعة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أهل الموقف أن يقضى بينهم من دفع المضرة، وفي أهل الجنة أن يدخلوها من جلب المنفعة.وهنا يقول الله: { {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} }، إما أن يكون المراد حسنة بالنسبة للمشفوع له، وإن لم تكن من الحسنات الشرعية، وإما أن تكون حسنة أي: من الحسنات الشرعية، وكلاهما صحيح؛ أي: من يشفع شفاعة حسنة شرعاً، أو حسنة باعتبار المشفوع له، والآية تحتمل المعنيين، وإذا كانت الآية تحتمل معنيين لا منافاة بينهما فالواجب حملها عليهما جميعاً، لما في كلام الله عزّ وجل من سعة المعنى، أما إذا كان أحدهما لا يتفق مع الآخر فالواجب طلب المرجح ليؤخذ به.وقوله: { {حَسَنَةً} }، الحسنة: ما يحسن فعله من قول أو فعل.قوله: { {يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} }: أي: حظ وجزء، مما شفع؛ لأنه أعان على الخير على أحد الاحتمالين السابقين، أو نصر أخاه على الاحتمال الثاني.وقوله: { {وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً} } يقال فيها كما قيل في الأولى: فمن يشفع شفاعة سيئة؛ أي: يشارك ذا سيئة في سيئته؛ أي: فيكون شفعاً له، أو المعنى: يشفع لأحد شفاعة سيئة، مثل أن يشفع له في الوصول إلى شيء محرم، فهذه شفاعة سيئة.وقوله: { {يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} } الكفل: هو النصيب، وإذا كان هو النصيب فلماذا غاير الله سبحانه بين الحسنة وبين السيئة، فقال في الحسنة: نصيب، وقال: في السيئة: كفل.الجواب: قيل: إن الكفل هو النصيب فيما يسوء، والنصيب: هو الحظ فيما ينفع، وقيل: إنما غاير بينهما من أجل اختلاف اللفظ؛ لأن اختلاف اللفظ من أساليب البلاغة، حيث لا يتكرر اللفظ مع اللفظ الآخر في مكان واحد.فعلى المعنى الأول: يكون الخلاف بين النصيب والكفل خلافاً معنوياً، وعلى الثاني: يكون خلافاً لفظياً، لكن المعنى الأول يرد عليه أن الله سبحانه سمى الأجر والثواب كفلاً، في قوله تعالى: { {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ}} [الحديد: 28] ، فيترجح القول الثاني: وهو أنه إنما غاير بينهما من أجل اختلاف اللفظ، حتى لا يرد لفظ واحد في سياق واحد بمعنى واحد.وقوله: { {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} } «كان» هذه ترد كثيراً في القرآن العظيم، مثل: { {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}} [النساء: 134] ، { {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}} [النساء: 96] ، وهي هنا لا يراد بها الزمان، وإنما الاتصاف بالمعنى؛ لأن الله لم يزل ولا يزال موصوفاً بالسمع والبصر، والمغفرة والرحمة.. وما أشبه ذلك.وعلى هذا { {كَانَ} } هنا في هذا السياق وأمثاله مسلوبة الزمن؛ لأنه لو لم تكن مسلوبة الزمن لكانت دلالتها على أن الله متصف بهذه الصفات في زمن مضى وانقضى.وقوله: { {مُقِيتًا} }، معناها: إما مقتدراً وإما حفيظاً، فقال بعضهم: المقيت يعني: الحفيظ، وقال بعضهم: معنى المقيت: المقتدر، وكلاهما صحيح، وقد جاءت هذه الكلمة في اللغة العربية بالمعنيين ولا منافاة بينهما.

    من تفسير سورة النساء الشيخ صالح العثيمين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي رد: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا}

    من فوائد الآية الكريمة:
    1 ـ الحث على الشفاعة الحسنة، لقوله: { {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} }.
    2 ـ الحث على التعاون على البر والتقوى؛ وذلك بإعطاء المتعاونين نصيباً من الأجر على ما تعاونوا عليه.
    3 ـ التحذير من الشفاعة السيئة.
    4 ـ أن من شارك في عمل سيء كان له نصيب منه، وقد قال الله تبارك وتعالى: { {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَىءُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}} [النساء: 140]
    5 ـ بلاغة القرآن وفصاحته، على القول بأن الاختلاف بين النصيب والكفل لفظي.
    6 ـ أن الله سبحانه مقيت على كل شيء؛ أي: مقتدر عليه، ويلزم من هذا أن يحذر الإنسان من مخالفة الله؛ لأن الله تعالى حفيظ عليه ومقتدر عليه.


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. فَإنْ تَنجُ مِنْهَا تنج مِنْ ذي عَظِيمَةٍ **وَإلاَّ فإني لاَ أخالك نَاجِيَاً
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-May-2021, 01:55 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-Nov-2018, 09:04 PM
  3. وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ " /الشيخ مقبل بن هادى الوادعى-رحمه الله-
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-Jun-2017, 02:16 AM
  4. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-Nov-2014, 08:40 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-Apr-2014, 10:22 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •