بسم الله الرحمن الرحيم


منارات من أقوال الإمام العلامة الفقيه
الوالد الفاضل الحبيب بقية السلف
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى


قال :
أما نحن ولله الحمد فنحن أهل قرآن وأهل سنة وأهل إسلام وإيمان ، لا نقبل ما يخالف ديننا مهما كان ، هذا هو الذي أمرنا الله جل وعلا به ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ* وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) [آل عمران-102-103] ، هكذا أمرنا الله سبحانه وتعالى ، يأمرنا الكفار بأن نأخذ أنظمتهم ، وإلا يهددوننا بالإخلال بأمننا وإزالة دولنا ، لن يستطيعوا إن شاء الله إذا صدقنا مع الله ، وتمسكنا بحبل الله واعتصمنا بالله ، ووثِقنا بديننا ، لن يستطيعوا ، لمّا جاء الإسلام وحمله الصحابة اكتسحوا به المشارق والمغارب ، فتحوا بلاد فارس والروم ، ونشروا الإسلام ولله الحمد ، الإسلام قوي إذا حمله رجال مؤمنون أقوياء ، نسأل الله أن ينصر دينه ويُعليَ كلمته ..


منقول من خطبة جمعة بعنوان :
الإسلام عالج وحل جميع مشكلات الناس
.............................................

وقال أيضا حفظه الله :
هناك من يدعو إلى التساهل وهناك من يدعو إلى التشدد الآن على الساحة، هناك جماعات تدعو إلى التشدد والغلو، وهناك جماعات في المقابل تدعو إلى التساهل والتسامح وإلى آخره، فلنكن على حذر من هؤلاء وهؤلاء، لنكن على حذر من الغلاة والمتشددين والمتطرفين، ولنكن على حذر أيضا من المتساهلين والمنحلين، ولنكن مع الوسط مع الاعتدال، مع الذين سلكوا طريق المنعم عليهم، من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. الله جل وعلا قال: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ) صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، (اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ) أي بإتقان لا يغلون فيخرجون عن طريق المهاجرين والأنصار، ولا يتساهلون فيخرجون عن طريق المهاجرين والأنصار، هذا هو الإحسان، الإحسان هو الإتقان، ولن تتقن طريق المهاجرين والأنصار إلا إذا تعلمت طريقهم وما هم عليه، وعرفت ذلك بالتفصيل، وإلا كل يدَّعِي وصلا بليلى كما يقال. كل يدعي أنه على منهج المهاجرين والأنصار، لكن هذه دعوى يخالفها واقعه وسيرته، إما أنه يجهل طريق المهاجرين والأنصار، فيظن أنه هو التشدد أو أنه هو التساهل، وإما لأن عنده هوى، فهو يتبع هواه في الحقيقة، وإن كان يدعي أنه يتبع المهاجرين والأنصار، فهذا إنما يتبع هواه، أو يسير على ما يخططه له الأعداء الذين يتظاهرون بالإسلام والدعوة إلى الله ولكنهم على غير طريق المهاجرين والأنصار، فالذي يُخِلّ بمنهج المهاجرين والأنصار لا يَخْلُ إما أن يكون جاهلا بطريقهم، وإما أن يكون متبعًا لهواه أو هوى غيره ممن يقلدهم ويسير في ركابهم، فهذا أمر يجب أن نتفطن له، واليوم كما تعلمون هناك غلاة ومتشددون يحملون أفكارا متشددة، متطرفة، ويعملون أعمالا مروعة باسم الجهاد كما يزعمون فيقتلون المسلمين والمعاهدين الذين حرم الله قتلهم، يقتلون النفس التي حرم الله، بدعوى الجهاد، وهذا نتيجة التشدد وعدم الفقه في دين الله عز وجل، وهناك في المقابل متساهلون يريدون من الناس أن يخرجوا عن الدين، يتسمون به فقط، ولكن يكونون على هواهم وعلى ما يريدون أو ما يريده لهم قادتهم وأئمتهم وجماعتهم وأحزابهم وإنما يكتفون باسم الدين، والسير على غير طريق الدين، فهذا خطر عظيم، يتخطف شباب المسلمين اليوم، إما التساهل والانحلال، وإما التطرف والغلو، والمطلوب هو الاعتدال والتوسط، فهذا هو طريق النجاة، طريق الوسط والاعتدال، وهذا لا يحصل بدون أن تتعلم، أن تتعلم العلم النافع الذي يدلك على هذا المنهج السليم والطريق المستقيم من كتاب الله وسنة رسوله ..

منقول من محاضرة بعنوان :
الاستقامة على دين الله.
.............................................

وقال أيضا حفظه الله :
من هؤلاء المضللين من يقول الناس كلهم مسلمون، مسلمون على أي طريق؟ مسلمون على طريق الرسول وأصحابه نعم على الرأس والعين، أم مسلمون بالاسم وهم على طرق منحرفة على منهج فلان وعلان فهم ضالون على طريق يؤدي إلى جهنم، ما هي المسألة انتساب للإسلام فقط، انتساب وحقيقة ولا يمكن هذا إلا بالعلم النافع والعناية بالدراسة، ولذلك تجدون العلماء يهتموا بالعقيدة وأبوابها وفصولها ومسائلها، وألفوا فيها مطولات ومختصرات لدراسة مذهب السلف والعناية بها والتمسك به، والسير عليه.
فالمسألة تحتاج إلى اهتمام لاسيما مع استحكام الظلام والضلال يحتاج المسلم إلى نور يسير به في ظلمات الضلالات والجهالات.
اليوم يكثر من يتعالم ويدعي العلم والمعرفة وهو لم يتلقى العلم عن مصادره وعن أصوله، يتلقها عن أمثاله أو من الكتب أو من الثقافة كما يقولون وهذا ليس موصلا إلى الخير ولا إلى الطريق الصحيح، لابد من التعلم الصحيح لمنهج السلف لأجل التمسك به والسير عليه، لابد من الصبر على ما ينالك في سبيله من اللوم والتحقير وغير ذلك، تسمعون الآن التحقير والتنديد لمن يتمسك في مذهب السلف، ويقولون هذا رجعي هذا وهذا، لا يزهدك في الحق مثل هذه الترهات والأباطيل، تمسك بهذا المنهج السليم لأنه طريق النجاة ولهذا قال: "عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ من بعدي تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ"، "فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي" عند الاختلاف ما ينجي إلا التمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسنة خلفاءه الراشدين المهدين هذا طريق النجاة، طريق السلامة، طريق الجنة.
فلنعتني بمذهب السلف ولا يزهدنا فيه من يقلل من شأنه أو يصفه بالأوصاف الذميمة، لا يقلل من شأنه في نفوسنا؛ بل يزيد هذا في نفوسنا لأنهم ما حاربوه إلا لأنه طريق حق وهم يريدون الضلال..

منقول من محاضرة بعنوان :
منهج السلف الصالح وحاجة الأمة إليه.
.............................................

وقال أيضا حفظه الله :
فالمنافق لا يثبت عند الفتن لأنه ليس في قلبه إيمان يثبته وإنما تظاهر بالإسلام لمصالحه الدنيوية فإذا جاءت الفتن فإنه ينكشف أمره ويفتضح سره.

وهذه هي الحكمة من الله أنه يجرى الفتن من أجل أن يتميز هذا من هذا ولا يبقى الناس على حالة واحدة لا يعرف المؤمن الصادق من المنافق الكاذب هذه سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه فكانت الفتن تأتى وتتجدد وعندها يثبت أهل الإيمان وأهل الصدق حتى تنجلي ويأتيهم نصر الله وينكشف المنافق والكاذب الذي يريد مصالح الدنيا فإذا انقبضت عنه مصالح الدنيا ترك دينه الذي تظاهر به هذه حكمة الله جل وعلا (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) [سورة العنكبوت: 2] فالفتن تجرى وتكثر في آخر الزمان كما أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسى كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا" تكثر الفتن وتكون كقطع الليل المظلم في آخر الزمان.

ولكن ما النجاة منها كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجتماع المسلمين تحت قيادتهم وتحت سلطانهم ولزوم جماعة المسلمين من أعظم ما يقي من الفتن بإذن الله لزوم جماعة المسلمين وإمام المسلمين ولهذا لما سأل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتن أخبره صلى الله عليه وسلم عن جريان الفتن أنه جاء خير ثم يأتي بعده شر ثم يأتي خير ثم يأتي بعده شر وفي آخره آخر الحديث قال صلى الله عليه وسلم دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها قال حذيفة يا رسول الله ما تأمرني إن أدركني ذلك قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، قال يا رسول الله إن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال: "تعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك" فدل هذا على أن لزوم جماعة المسلمين إمام المسلمين من أسباب الوقاية من الفتن بإذن الله سبحانه وتعالى.

منقول من محاضرة بعنوان :
اجتماع الكلمة وآثارها في دفع الفتن
.............................................

وقال أيضا حفظه الله :
واعلموا أن الصوارف عن الاستقامة في هذا الوقت بالذات كثيرة جدا، الصوارف عن الاستقامة كثيرة والمغريات كثيرة والفتن كثيرة وكبيرة فنحن على خطر.
فعلينا أن نحذر هذه الفتن وهذه الانحرافات وهذه الخرافات وهذه الدعوات الضالة وهذه الوسائل وسائل الإعلام المنحرفة التي غزة البيوت وغزة المسلمين في كل مكان ومن وراءها الكفار والمنافقون والأشرار يزينونها للناس، فحلي بالإنسان أن يكون مستقيا في أول الأمر ثم مع هذه الأشياء ومرورها عليه وإصغاءه لها ينحرف عن الاستقامة ويهلك والعياذ بالله.
فعلينا أن نحذر فإن الخطر شديد الآن، أشد من ذي قبل، أشد من وقت مضى، الفتن الآن تكاثرت وتنوعت فعلى المسلم أن يحذر منها، الفتن الآن تصاحب الإنسان في سيارته في منامه، في بيته في كل مكان عليه أن يحذر منها وأن لا يفتح لها بابا على نفسه، وأن لا يثق من نفسه ويقول أنا ما تضر هذه الأمور أنا فاهم، أنا متعلم، أنا ... لا، لا تفتح على نفسك باب الشر لست معصوما أنت إنسان ضعيف وهذه فتن كثيرة فعليك أن تحذر منها وأن تجتنبها.

منقول من خطبة جمعة بعنوان :
الاستقامة
.............................................

وقال أيضا حفظه الله :
قال :
إن الفتن الصارفة عن الإسلام كثيرةٌ وكثيرة، وقد يستخدم لها وسائل ما كنت موجودة من قبل، استخدموا وسائل الاتصالات، ووسائل البث والإرسال في الفضائيات، وفي الإذاعات حتى إنها تدخل على الإنسان في بيته وهو على فراشه يستمع إليها وينظر إليها فتنة شهوات، وفتنة شُبهات، كُلها تُبث، وتُرسل أسلحة فتاكة لأدمغة المسلمين، فعلينا أن نحذر من هذه الدسائس، ومن هذه الفضائيات التي ما تتركوا بيتاً إلا ما شاء الله، إذا كان في صاحبه خير ومنعها، وإلا فلا تتركوا بيتاً من بيوت المسلمين إلا وتدخله، وإذا كان صاحب البيت لا يُريدها أرغمه أهلُ البيت، أرغمته المرأة، أرغمه الطفل والأطفال، على أن يُدخل هذه الفضائيات، وهذه الشرور في بيته، فهي فتنٌ خطيرة، وفتنٌ مُظلمة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال، فتناً كقطع الليل المظلم، يُصبح الرجل مؤمناً ويُمسي كافراً، يُمسي مؤمناً ويُصبح كافرا، يبع دينه بعرض من الدنيا"، فهؤلاء الذين يعكفون على هذه الشاشات والفضائيات بالليل والنهار، ماذا تكون العاقبة؟ ماذا تكون العاقبة؟ أقل الأحوال أنهم يتساهلون في المنكرات ويلهونها إن لم يستسيغوها ويعشقوها، فعلى الأقل يتساهلون فيها ولا يُنكرونها، فلا حول ولا قوة إلا بالله، فعلينا أن نحذر من هذه الفتن التي طوقت المسلمين إلا من رحم الله، وتبصر في دين الله، وتمسك بدينه، مع العلم أن المتمسك بدينه سيلقى من الناس تعبًا، ومشقت، وكلاماً، وتعييراً إلى آخره، فلا بد من الصبر على هذا والثبات على الدين، نسأل الله أن يُثبتنا وإياكم على ديننا، وأن يقينا وإياكم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

منقول من خطبة جمعة بعنوان :
نعمة الهداية للإسلام والثبات عليه من أعظم النعم الواجب شكرها.
.............................................

وقال أيضا حفظه الله :
فعليك أيها المسلم أن تخاف من لسانك، قال معاذ بن جبل رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم: وهل نحن مؤاخذون بما نتكلم به، قال: "ثكِلتك أمك يا معاذ وهل يَكُب الناس في النار على وجوههم -أو قال على مناخرهم- إلا حصائدُ ألسنتهم"، ولهذا قال سبحانه فيه هذه الآية:
(وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) [الأحزاب:70]
فالإنسان لا بد أن يتكلم ولكن عليه أن يتكلم بالسداد
(وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) [الأحزاب:70]، والسديد هو الكلام الصالح المفيد للإنسان ولغيره، مفيد للإنسان أن يكثر من ذكر الله، قيل في تفسير هذه الآية (وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) [الأحزاب:70] هو لا إله إلا الله، فعلى المسلم أن يكثر من هذه الكلمة العظيمة وأن يكثر من الثناء على الله سبحانه وتعالى: (وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) [الأحزاب:70] أي مسدداً وفي ضمن ذلك النهي عن القول غير السديد وهذا كثير، القول غير السديد كثير بين الناس وخطره عظيم، هل قامت الحروب وسفكت الدماء وضاع الأمن إلا بسبب القول غير السديد، إلا بسبب التحريض والشماتات والكلام السيئ بين الراعي والرعية وبين أفراد الناس، هل سفكت الدماء هل انتهكت الأعراض هل ضاعت الأموال هل اختل الأمن إلا بسبب القول الباطل والقول غير السديد، فلنتق الله في أنفسنا، ثم بين سبحانه وتعالى الثمرات التي من وراء هاتين الوصيتين، (اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) [الأحزاب:70]
(يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) [الأحزاب:71] لأن الإنسان خطّاء يكثر من الوقوع في الذنوب، فإذا قال قولاً سديداً من ذكر الله والاستغفار والتسبيح والتهليل والتوبة وقال القول السديد بينه وبين الناس غفر الله له ما يحصل منه (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) [الأحزاب:71]، أول شي
(يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) [الأحزاب:71]، أما الذي يقول قولاً
غير سديد فإن الله لا يصلح عمله كما قال جل وعلا:
(إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) [يونس:81]، فالقول
غير السديد فساد وهلاك على الإنسان وعلى المجتمع وعلى الأفراد، فعلى الإنسان أن يعتني بكلامه إن كان عنده كلام طيب فليتكلم وإن كان ليس عنده كلام فإنه يسكت، قال صل الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"، إذا صمت الإنسان سلم لكنه إذا تكلم صار أسير كلامه إلا إذا تاب إلى الله واستغفر الله وإذا كان كلامه في حق الناس فإنه لا بد أن يستسمحهم وأن يطلب منهم المسامحة عما قاله فيهم وإلا فإنهم سيخاصمونه يوم القيامة، فعلينا أن نتقيَ الله سبحانه، (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) [الأحزاب:71]، كما أنك أصلحت بين الناس بكلامك السديد فإن الله يصلح لك الأعمال جزاءً وفاقاً هذه واحدة، الثانية (وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) [الأحزاب:71]، وهذه فائدة عظيمة يغفر الله لك ذنوبك إذا اتقيت الله وقلت قولاً سديداً فإن الله يغفر لك ما يحصل منك، وعد من الله والله جل وعلا لا يخلف وعده، فعليك أيها المسلم أن تتخذ هذه الآية وأمثالَها سبيلًا تمشي عليه وميزاناً تزن به الأمور وطريقاً تسير عليه فيما بينك وبين الله وفي بينك وبين نفسك وفيما بينك وبين الناس، فعلى المسلم أن يتقي الله وأن يقول القول السديد حتى في الوصية إذا أراد المسلم أن يوصي بعد موته فليعدل في الوصية، (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً
خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) [النساء:9]،
يعدل في الوصية ولا يجور والجور في الوصية هذا هو وقف الجنف الباطل، وقد جاء في الأثر أن الإنسان يحسن عمله ثم إذا حضرته الوفاة جنف في الوصية فيُختم له بالنار، فعلى المسلم أن يتقيَ الله دائماً وأن يلازم القول السديد في جميع كلامه وفي جميع منطقه ويحذر من زلات لسانه،يموت الفتى من عثرةٍ بلسانه وليس يموت المرء من عثرة الرِجل فعثرتُه بالقول تُذهب رأسه وعثرته بالرِجل تبرى على مهل احذر لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك إنه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تخاف لقائه الشجعان فتحفظ من لسانك أيها المسلم وتذكر قوله تعالى: (وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) [الأحزاب:70]، دائما وأبدا.


منقول من خطبة جمعة بعنوان :
معنى تقوى الله سبحانه وتعالى وثمراتها
.............................................

جمعه محبكم في الله :
أبو بكر بن يوسف الشريف