بسم الله الرحمن الرحيم
صفة المعية لله عز و جل
لفضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله
السؤال:
من يقول الله له معية حقيقية تليق بجلاله مثل النزول ونحوه من غير حلول ولا تمثيل ؟
الجواب :
انظروا يا إخوة ,أريحوا أنفسكم من هذا الكلام ,فسر السلف المعية ( وهو معكم أينما كنتم ) بالاطلاع والمشاهدة ( والله على كل شيء شهيد ) ( ألم تر أنّ الله يعلم ما في السماوات والأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ) فهذه معية علم واطلاع ومشاهدة ,يراهم ويسمع أقوالهم ويعلم أحوالهم سبحانه وتعالى وهو فوق عرشه فهذه معية علم واطلاع ,هذا يكفينا بارك الله فيكم لأننا إذا تجاوزنا هذا الحد دخلنا في مشاكل .
والمعية غير النزول ؛النزول إلى السماء الدنيا كما يريد والراجح أنّه ما يخلو منه العرش لأن نزوله سبحانه وتعالى ليس كنزول المخلوقين .
السؤال :
كيف نرد على من يقول من المبتدعة عن السلفية أنهم أولوا صفة المعية بمعية النصرة وما شاكلها ؟
الجواب :
لا ,هذا تفسير وليس تأويلا ؛تفسير واضح (ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ) فالآية كلها في العلم ولهذا فسرها السلف بالعلم لأن السياق يدلّ على هذا ودلالة السياق أقوى من دلالة الألفاظ ,فهذا تفسير وليس بتأويل أبدا لأن السياق سياق علم ؛إثبات علم الله وإحاطته بكل شيء بالأفراد والجماعات ؛هذه هي المعية العامة ؛مع كل خلقه بعلمه واطلاعه ومشاهدته .
فهذا تفسير وليس بتأويل لأن السياق يدل على إثبات شمول علم الله لكل شيء يجري في هذا الكون {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} ثم يؤكِّد هذا بالتفاصيل هذه ,فالسياق في إثبات علم الله الشامل لكل شيء وهذا يسمونه بالمعية العامة يعني بالعلم والاطلاع ,ويقول تعالى لموسى وهارون : { إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } (طه 46) يعني بالنصرة والتأييد لأنهم كانوا خائفين من فرعون فقال لهم : أنصركم وأنا معكم بالنصرة والتأييد وليس بالذات تعالى الله عن ذلك ,فهذه هي المعية الخاصة ,وقال تعالى : {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} يعني معنا باطلاعه ونصره وردّ كيد الأعداء {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} قال أبو بكر : يا رسول الله ! والله لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} يعني يحمينا وينصرنا ويدفع عنا العدو .
المصدر :
فتاوى فضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله [ ج 1 ص 55 ] .