للشائعات أثر عظيم في تفتيت وحدة الأمة وتفريق الصف الإسلامي ، وقد يسمع الإنسان بعض الإشاعات فما توجيه سماحتكم لمن يسمع هذه الإشاعات ماذا عليه أن يعمل تجاهها؟ . . وماذا يجب عليه أن يقول؟

ج : الواجب الحذر . . فدعاة الباطل كثيرون والمشيعون للباطل كثيرون ، فالواجب التثبت وعدم الإصغاء إلى أهل الباطل والإشاعات الباطلة ، وقد أدب الله عباده ووجههم إلى الخير فقال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا تبينوا : أي تثبتوا . .
(9/221)


والجاهل والمجهول حكمه حكم الفاسق فلا بد من التثبت قد يكون فاسقا ، إذا كنت تجهل حاله فقد يكون فاسقا ، أما إذا كان ثقة معروفا بالإيمان والتقوى يؤخذ بخبره لكن على الطريقة الإسلامية ، يؤخذ خبره ويعمل بما فيه بالتوجيه الشرعي ، إن كان ناصحا قبلت نصيحته ، إن كان مرشدا إلى شيء ينفع أخذ منه ، إن كان محذرا قبل منه وهكذا ، كما نقبل الحديث من رواة الأخبار الثقات عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن المصلحين ، ومن المؤذن على من سمع إجابة الدعوة ، فالدعاة إلى الخير الموثوق بهم يؤخذ بأخبارهم وينتفع بأخبارهم وتوضع أخبارهم على الطريقة السليمة على الوجه الشرعي مع التثبت في كل شيء . . أما المجهول والفاسق فيتثبت في خبره ولا يعمل بخبره حتى تقوم الدلائل على صحته وصدقه .


مجموع فتاوى و مقالات ابن باز